لا كفلٌ يكادُ عند القيامِ يقعدها... هكذا تغزل شاعر عربي قديم بما اعتبره مقياس الجمال "الوحيد" عند المرأة دون أن يلتفت إلى ما قاله آخر متغنيا بالمواصفات القياسية التي لم تكن تعرف شد الوسط وما تبقى من الوجه ووصايا أحدث عمليات النصب باسم الماكياج والموضة حين شدا وسط البرية:==1== غرّاء فرعاء مصقول عوارضها==0== ==0== تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل كأن مشيتها من بيت جارتها==0== ==0== مر السحابة لا ريث ولا عجلُ==2== ليضيف آخر متغزلا:==1== إذا قامت لحاجتها تثنت==0== ==0== كأن عظامها من خيزران==2== @@@ وما بين الصورتين (ذات الكفل) الذي يقعد وربما يصيب بالأزمة القلبية جراء الزلزال المتوقع.. و(الخيزران) الموعود الذي يميل مع عدم نسيان (الغرّاء الفرعاء) إياها.. لا ننسى في الأولى ثقافة جدتي حيث كانت المرأة الممتلئة هي المفضلة وكانت النحيفة تُوصف بالمرض والسقم، أما الآن فإن جيلاً كاملاً يمشي (ما إله إلا هيفا) بحساب السعرات الحرارية طول الوقت ويفزعه زيادة نصف كيلو جرام على الميزان.. وتكون النتيجة كما يقول أشقاؤنا السوريون (حارة مطرح ما ضوع القرد إبنو) كما تتحسر الآن أكبر مطربة عربية! ..فماذا حدث إذا؟ الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن جاوزت حربها على ما تسميه (الإرهاب) كل مدى، تستعد لإشعال حرب من نوع خاص هذه المرة على (البدانة) بين النسوة الأمريكيات .. وكأن هذا التحذير الأولي يوازي في الخفاء ما بين إرهاب القاعدة وقلاقلها، وإرهاب الشاعر العربي الذي تغزل بالبدانة وطبقتها نساؤنا في العصر الحديث بنوع آخر من الحشو لن أقول إنه حشو السيليكون طبعاً.. ولا أستبعد أن تتهم حسب القانون الأمريكي الجديد كل امرأة بدينة تمشي في شوارعنا العربية بتهمة مخالفة القانون المشبوه.. بمخالفة قانون (رشاقة الأنثى) حيث تختصر النحافة كثيرا من كتل اللحم المهترئة التي كانت يوما مقياسا للجمال عند بني يعرب.. أيام كانت القبيلة قبيلة قبل أن تتفرق الدماء بين القبائل، وبيت الشعر قبل أن يصبح مجرد (باروكة) تداري سوءة الصلع وتقلبات الزمان وأسباب التعرية.. الجوية طبعا.. كي لا نسيء الفهم! @@@ ولأننا منبطحون في التطبيع حتى الثمالة فقد جاءت الرواية من أقصى الغرب وفي موريتانيا هذه المرة.. حيث تقام في الصحراء مزارع ل(تسمين الزوجات).. من خلال معسكر خاص يكسبهن البدانة اللازمة، دون أن يعي الرفاق مؤقتا خطورة معارضة القوانين الأمريكية.. وكأن أبناء الأشعار والانقلابات في حاجة لمزارع تسمين.. بالاستعاضة عن تنمية الثروة الحيوانية! لن أكون (مؤامراتيا) فأقارن بين وضع المرأة في هذه الحالة وبين مزارع الحيوانات والدجاج.. ولن أتشاءم.. أو أتفاءل، لأن ما نراه في شوارعنا يجعلنا نقول إن أمريكا أحيانا على حق.. وما نخشاه في المنازل يوهمنا بأن زوجاتنا هن بالتأكيد على حق. @@@ مرة أخرى.. مزارع ل(تسمين الزوجات).. والرسوم مجانية على ما يبدو.. وبعد غد عيد الأضحى.. تماما مثلما.. الأضحية إلى المسلخ دون أية معوقات! فمن يدري .. ماذا بعد؟