ساهمت الجمعيات الخيرية في حل الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للطبقة المستفيدة من خدماتها وذلك يرجع للدور الانساني المتألق الذي تقوم به فهي تستلم المساعدات العينية والمالية من رجال الخير والمعروف في المجتمع وتوصلها للشرائح التي تقع تحت خط الفقر ولابد من وقفة اجلال واحترام لجميع الاعضاء الفعالين في الميادين الاجتماعية الخيرية الذين ضحوا بالكثير من اوقاتهم واموالهم في سبيل توفير السعادة للآخرين ومع هذا العطاء المتميز الا ان العمل الاجتماعي في هذه المؤسسات لم يرتق الى المستوى الذي يطمح له الكثير من المسئولين فهناك الكثير من المعوقات والتي من اهمها عدم تفرغ المسئولين للادارة، قلة الموارد المالية مع تزايد عدد المستفيدين، عدم التزام بعض اعضائها بانظمة العمل التطوعي، ابتعاد اصحاب الاختصاص عن ادارتها ونرى ان هناك مجموعة من الركائز لها دورها الكبير في سبيل تطوير العمل في هذه الجمعيات والتي من اهمها: 1 الادارة القوية: والتي تملك القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب واهم صفات هذه الادارة الالتزام الديني، الكفاءة، الخبرة، وذلك يتطلب التفرغ مقابل منافع مالية تعطى لها في شكل رواتب او مكافآت نظير جهدها المبذول في الادارة. 2 الاعضاء المميزون وتشمل فئتين من الكوادر: أ. اعضاء يهتمون بالجانب التنظيري من خلال تقديم الافكار والدراسات المرتبطة بمعايير البحث وانشطتها المختلفة والتي تساهم في علاج المشاكل وتطوير العمل في الجمعيات الخيرية. ب. اعضاء يهتمون بالجانب التنفيذي ويتولون عملية الاتصال المباشر مع المستفيدين وهذه الشريحة تحتاج الى تأهيل ديني واجتماعي ونفسي ولابد من دعمها بالتحفيزات المناسبة كما انها تحتاج الى اشراف مباشر من الادارة لتقويم عملها بين فترة واخرى. 3 البحث عن قنوات مالية ثابتة تضمن سير عملها وقت الازمات والطوارئ. 4 المحافظة على المتميزين من الاعضاء وهذا يتحقق بوضع صاحب الكفاءة في مكانه المناسب واعطائه مساحة في اتخاذ القرارات ومكافأته ماليا ومعنويا بما يتناسب مع الدور المقدم. 5 الاهتمام بالجانب الاعلامي: يكون دور المسؤولين عنها نشر وايصال انشطتها لشرائح المجتمع وتقدم لهم تقارير مالية وفي اشكال احصائية تتوفر فيها الشفافية والمصداقية وتركز اهتمامها على اصحاب الاختصاص بشكل دوري ومستمر في الشدة والرخاء. 1. الرقابة المالية: وضع ضوابط محاسبية قوية تحافظ على المال وتمنع الاشكالات او صرف المال في غير وجوه الصرف المحددة ولابد ان يتوفر لكل عامل يعمل في حقلها الامانة وفن التعامل مع الآخرين اما عن مؤشرات نجاح النشاط في الجمعيات الخيرية فهناك مجموعة من المقاييس من اهمها نمو الموارد المالية مقارنة بالسنوات السابقة، ضمان الحد الادنى من العدالة في التعامل مع المستفيدين، استغناء مجموعة من المستفيدين عن خدماتها، حل مشاكل المستفيدين التي تنتج بسبب الفقر، تفاعل معظم افراد المجتمع مع الجمعيات الخيرية. هذا وكما نعلم جميعا فان نجاح نشاط الجمعيات الخيرية يعتمد على حجم الموارد المالية المحصلة والتي تساهم في تحقيق اهدافها المختلفة والتي يمكن تقسيم مواردها المالية الى الاصناف التالية: 1 رسوم العضوية: تنص بعض القوانين على الزام كل عضو يرغب في الانضمام الى المؤسسات الاجتماعية بدفع رسم عضوية يدفع مرة واحدة عند الانضمام. 2 الاشتراكات الدورية: وتمثل مبالغ يقوم بعض الافراد بسدادها بصفة دورية وبطريقة منتظمة وهذه تدفع اما بشكل سنوي او نصف او ربع سنوي او شهرية وتختلف هذه الاشتراكات حسب نوعية الاعضاء فاذا كانت المبالغ التي يدفعها رجال الاعمال من 100 الى 1000 ريال فان بعض الطلبة يلتزم بدفع اشتراك من 5 الى 20 ريالا بصفة دورية. 3 التبرعات النقدية: وتمثل المبالغ المدفوعة غير المقيدة او المخصصة لغرض معين والتي تمثل صدقات متغيرة. 4 التبرعات المقيدة: وتمثل التبرعات النقدية او العينية التي تتلقاها المؤسسة الخيرية ويكون هذا الايراد مقيد الاستعمال من اجل تحقيق غرض معين ومخصص كالصرف على يتيم معين او تقديم خدمة معينة للفقراء. 5 التبرعات العينية: تمثل ماتحصل عليه المؤسسة الخيرية في شكل عيني كالاراضي والمباني والسيارات والاثاث. 6 ايرادات النشاط الداخلي: تقوم هذه الجمعيات بالقيام ببعض الانشطة من اجل تحقيق ايرادات اضافية او تغطية جزء من نفقاتها ومن امثلة هذه الانشطة الاسواق الخيرية او البرامج الخاصة. 7 الايرادات الثابتة: والذي يمثل تدفقا ماليا ثابتا كالايراد الناتج من وقف معين. 8 الاعفاءات: وتمثل مقدار ماتحصل عليه الجمعية من خصومات كمكافأة لها تقديرا لقيامها بدورها الاجتماعي. ولو تأملنا للايرادات المحققة في صناديق بعض هذه المؤسسات لرأينا ان معظمها يمثل تبرعات نقدية متغيرة وهذا يمثل منعطفا خطيرا على المستوى البعيد نظرا لصعوبة الظروف المعيشية التي يمر بها المجتمع المحلي والذي يشير الى تزيد شرائح المجتمع المتمركزين تحت خط الفقر وهذا وحده يتطلب الحاجة الماسة للبحث عن قنوات مالية مستمرة ودائمة تساهم في علاج هذا التصدع ومن ناحية اخرى اهمية استخدام الادوات المناسبة لدعم المحتاجين بأسلوب واع يتناسب مع تفكير وثقافة ذلك المجتمع بدلا من الاعتماد على الاساليب التقليدية التي تعطل وتحجب من القدرة على اشباع الحاجات الاساسية للافراد المستفيدين من خدماتها كل ذلك يحتاج لتكاتف وتفاعل جميع افراد المجتمع بكل فئاته واصنافه للبحث عن مصادر دخل ثابتة كالايرادات المتحققة من الاوقاف كبناء المدارس والمستشفيات ومباني التأجير وغيرها يقف مساندا لها وقت الكوارث والازمات المالية او على اقل تقدير تضمن استمرار الدعم المالي لبرامجها المستمرة. سلمان الحجي