يفتتح وزيرالحج اياد بن امين مدني صباح اليوم الندوة الإسلامية السنوية الكبرى التي تقيمها وزارة الحج سنويا في اثناء موسم الحج وذلك في قاعة التضامن الإسلامي بفندق الانتركونتيننتال بمكةالمكرمة. وتستمر الندوة التي جاء عنوانها هذا العام (مكة عاصمة الثقافة الإسلامية) حتى مساء الخميس المقبل وسيقدم فيها 21 باحثا من المملكة ومختلف الاقطار الإسلامية اوراق عمل تبرز المكانة الثقافية لمكةالمكرمة, ودورها الديني والفكري على مر التاريخ, واثرها في تشكيل الملامح الفكرية لعدد من المفكرين والادباء والاصلاحيين في العالم الإسلامي, والنشاط الثقافي والفكري لابنائها, ولمسجدها الحرام, ومؤسساتها التعليمية والثقافية, فضلا عما تتيحه هذه المناسبة السنوية من تعرف النخب الثقافية في العالم الاسلامي على طبيعة الحياة الثقافية والفكرية في المملكة وبخاصة مكةالمكرمة. واوضح وزير الحج ان هذه الندوة تأتي استجابة لمقاصد الحج التي من ابرزها اعلاء قيمة التعارف بين المسلمين, من خلال تأكيد السمة الثقافية للحج التي تشير اليها كتب الرحالة, وتوافد العلماء والمثقفين والادباء عبر التاريخ الى مكةالمكرمة, لاداء فريضة الحج, وانتهاز هذه المناسبة الدينية العظيمة للقاء علماء هذه المدينة المقدسة, وتلقي العلم في اروقة المسجد الحرام, ولقاء العلماء من مختلف انحاء العالم الإسلامي. من جهة اخرى اوضح الدكتور ابو بكر احمد با قادر مستشار وزير الحج للشؤون الثقافية, الأمين العام للندوة ان الندوة الإسلامية السنوية الكبرى استطاعت ان تحظى بمكانة كبرى في الاوساط الثقافية العربية والإسلامية التي تجتمع على صعيد مكةالمكرمة الطاهر, من اجل اداء فريضة الحج, وان لقاء هذه النخبة المثقفة يتيح من خلال اقامتهم في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الاطلاع على احوال العالم الإسلامي, والتعرف على اوجه النشاط الفكري, وتأكيد جوانب التعارف واللقاء بين علماء الامة الاسلامية, بصفته ديدن هذه المدينة المقدسة. وعن السبب في تكرار موضوع الندوة للعام الثاني على التوالي (مكةالمكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية) قال ان تكرار العنوان لا يعني تكرارا للمضامين البحثية التي ستطرحها اوراق الباحثين المشتركين, موضحا ان اختيار موضوع الندوة كان نتيجة توصية الندوة لموسم الحج المنصرم, وذلك لسعة الموضوع وضخامة الاثر الثقافي الكبير لمكةالمكرمة, وتأثيرها في الرؤى الفكريه والدينية الاصلاحية في العالم الإسلامي. اما عن الاسماء الفكرية المشاركة في الندوة قال الدكتور باقادر ان المشاركين في الندوة ينقسمون الى قسمين اصحاب اوراق عمل, وضيوف الندوة من العلماء والمثقفين, الذين روعي في اختيارهم مكانتهم العلمية في تخصصاتهم العلمية والادبية والفكرية, وتنوع البلدان التي يفدون منها, ومحورية اهتمامهم بالفكر الإسلامي والحج بخاصة. وذكر ان ابرز الاسماء التي ضمتها ندوة هذا الموسم العلامة الدكتور عبدالهادي التازي من المغرب, والعلامة الدكتور جليل العطية الباحث العراقي المقيم في باريس, والدكتور عاصم حمدان الاديب والأكاديمي السعودي البارز والدكتور محمد خليفة حسن المتخصص في الفكر الصهيوني, والمفكر السوري تركي الربيعو, والمؤرخ الروسي مرتضى غازي سيد عمروف. يذكر ان وزارة الحج دأبت منذ موسم حج عام 1398ه على عقد الندوة الإسلامية الكبرى التي تلمست خلال دوراتها السبع والعشرين اوجها مختلفة للثقافة والفكر الإسلامي, وتأكيد مقاصد الحج, والاهتمام بقضايا العالم الإسلامي, وموقع الحج في الخطاب الفكري الإسلامي المعاصر.