مدرب العراق: سأواجه «السعودية» بالأساسيين    الفرصة لا تزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    الأمن.. ظلال وارفة    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون العمرة    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    من «خط البلدة» إلى «المترو»    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    أهلا بالعالم    كرة القدم قبل القبيلة؟!    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    قائمة أغلى عشرة لاعبين في «خليجي زين 25» تخلو من لاعبي «الأخضر»    «إسرائيل» ترتكب «إبادة جماعية» في غزة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    التحليق في أجواء مناطق الصراعات.. مخاوف لا تنتهي    ضبط شخص افتعل الفوضى بإحدى الفعاليات وصدم بوابة الدخول بمركبته    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    وسومها في خشومها    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    وانقلب السحر على الساحر!    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    النائب العام يستقبل نظيره التركي    منتخبنا كان عظيماً !    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    استثمار و(استحمار) !    رفاهية الاختيار    نيابة عن "الفيصل".. "بن جلوي" يلتقي برؤساء الاتحادات الرياضية المنتخبين    الأخضر يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة العراق في خليجي 26    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    آل الشيخ: المملكة تؤكد الريادة بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن حكومة وشعبا    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    موارد وتنمية جازان تحتفي بالموظفين والموظفات المتميزين لعام 2024م    "التطوع البلدي بالطائف" تحقق 403 مبادرة وعائدًا اقتصاديًا بلغ أكثر من 3مليون ريال    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    مسابقة المهارات    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خاطبات: نحن مصلحات اجتماعيات.. زبائن: أنتن نصابات
البعض يبحث لديهن عن "صيد ثمين"
نشر في اليوم يوم 21 - 01 - 2004

لا يعتبر موضوع الخاطبات جديداً.. فقد طرقته الصحافة المحلية والخليجية كثيراً، ولكننا هنا نحاول أن نتناوله من زاوية أخرى، قد تكون مفيدة للرأي العام، فنحن نحاول أن نرصد اتجاهات الرأي حول هذا الموضوع، ورأي الشباب بالتحديد من الجنسين حول الخاطبة.
قد تكون هناك نظرة اجتماعية سائدة للخاطبة، تصورها على أنها امرأة ليس لها مصلحة إلا المال، فلا يهمها أن يكون الزوج صالحاً، أو أن تكون الزوجة من عائلة محترمة.
ومن خلال غمار هذا الموضوع، تعرفنا على أشياء قد تكون غائبة عن البعض، فربما تكون هناك اهتمامات أخرى لدى الخاطبة، وطموحات المرأة التي تسعى إلى تحقيقها في مجتمعها، بيد أننا وفي غمرة انخداعنا بالمظهر، نعتقد أنها لا تفعل شيئاً سوى النصب والاحتيال، والحصول على المزيد من الأموال من الراغبين في الزواج. هنا سنتعرف على أسرار هذه المهنة.
نظرة متباينة
أم فارس خاطبة غير تقليدية، فهي حاصلة على بكالوريوس علوم اقتصادية، وهي تقسم المجتمع في نظرته للخاطبة إلى قسمين : الأول يرى أنها مهنة مشينة، ولا يجب على المرأة أن تمتهنها، ويرفض أن تكون واحدة من عائلته تمارس هذه المهنة، حيث أنها قد تعرضها لبعض المواقف غير اللائقة. أما القسم الثاني فيقف مع الخاطبة، ويرى بأنها مهنة نسائية عادية كسائر المهن في المجتمع، وتمارس حسب تقاليد اجتماعية عريقة.
أزواج ينصبون علينا
وتؤكد أم فارس أن الخاطبة (على الأقل من ناحيتها) لا تسعى للكسب المادي دائماً، بل إنها في بعض الأحيان تكون هي الطرف الخاسر.. مشيرة إلى أن الكثير من الأزواج يتهربون من دفع المستحقات المتوجبة عليهم، بعد عقد القران على الزوجة، كما أنه قد يمر شهران أو ثلاثة دون أن يتقدم إليها أحد من طالبي الزواج، وهذا يعتبر في العرف الاقتصادي ركودا قد يؤثر على الدخل المادي للشخص، إذا أخذنا في الحسبان أنه لا توجد هناك مواسم كثيرة للزواج.
وذكرت أم فارس بعض المواقف التي أكدت من خلالها أن بعض الأزواج لا يدفع مستحقاته.. مشيرة إلى أن غالبية هؤلاء من المقتدرين، ومن أصحاب المراكز المرموقة.
مصلحة اجتماعية
وشددت أم فارس على أن دور الخاطبة في اعتقادها ليس مجرد جمع رأسين في الحلال، كما هو متعارف عليه.. مضيفة: تمكنت من إصلاح ذات البين بين الكثير من الحالات التي تقدمت لي طالبة الزواج، فأنا أقوم بالنصح أولاً، خاصة إذا كانت الحالات التي تتقدم لي على خلاف مع الطرف الآخر (الزوجة عادة).
فبعض الأزواج عندما يتقدمون للزواج مرة ثانية، يكون السبب الرئيسي هو عدم اهتمام زوجاتهم بهم، سواءً من الناحية الشكلية أو العاطفية، الأمر الذي يدفعني (في بعض الأحيان) للتدخل بطلب من الزوج نفسه، ولقد نجحت في بعض الحالات، وأخفقت في أخرى.
أحببت المهنة
وللاستيضاح عن الدور الاجتماعي للخاطبة قالت أم فارس : من الأمور التي شدتني إلى مهنة الخاطبة، ودفعتني لحبها هو أنها ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع، وبالحالات الإنسانية تحديداً، مما دفعني لتناسي الجوانب المادية في كثير من الأحيان، والتنازل عن بعض حقوقي في أحيان أخرى، من أجل دفع عجلة المجتمع نحو وضع أفضل.
وتضيف أم فارس: سرعان ما اندمجت مع هذه الحالة، فأصبحت وكأني مصلحة اجتماعية، أو مرشدة، وعندما أعجبني الدور صرت لا أتردد في تقديم أي خدمة، رغم أن الكثيرين وجهوا انتقادات لي، مؤكدين على ضرورة أن أهتم بوضعي كخاطبة (مادياً)، ورغم أنني استمع لهذه النصائح، إلا أنني أحاول التوفيق بين الاتجاهين.
التوعية الزوجية
وعن الأدوار الأخرى التي تمارسها أم فارس، والذي يرتبط ارتباطاً كبيراً بدورها كخاطبة، ومن خلال الحالات الكثيرة التي تمر عليها (خاصة الطلاق)، تشير إلى أنها تقوم بتحذير صديقاتها وأقربائها ومجتمعها المصغر، من خطورة عدم العناية بالزوج، سواء من ناحية المظهر والعناية به، وعدم التقصير في حقه، إذا كانت المرأة مشغولة بالأولاد والمطبخ، أو إذا كانت مدرسة أو موظفة، وأهمية وجود التوازن في الحياة الزوجية. ومن ناحية أخرى تحذرهم من إهمال الجانب العاطفي والعلاقات بينها وبين زوجها، فهذا الجانب من وجهة نظرها يجب أن لا يغفل، حتى لا يضطر الرجل للزواج من أخرى. وتتساءل أم فارس هنا: هل دور الخاطبة أن تدفع النساء للتمسك بأزواجهن؟ وهل هذا يساعد على زيادة الطلب على الخاطبات؟ وتجيب بقولها: أعتقد أن الخاطبات سيغضبن علي إذا عرفوا هذا الأمر!
أما عن أغرب الأزواج الذين مروا عليها فهو رجل ثري (سمعت أنه معروف لدى بعض الخاطبات)، يريد الزواج من فتاة صغيرة، ولكنه لا يلبث أن يطلب أخرى، بعد أن يتزوجها لفترة قصيرة ثم يطلقها.
يبحثون عن المسيار
أم عبدالله خاطبة أخرى، تتهم بعض الرجال بعدم الجدية في قضايا الزواج.. تقول: هم يشعرون بأن الخاطبة توفر لهم ما يريدون، دون أية ضوابط.. مشيرة إلى أن الكثير ممن يتصلون بها بين فترة وأخرى، يطلبون منها زواجاً على طريقة المسيار، ودون علم أحد. ولكنني أرفض زواج المسيار جملة وتفصيلاً، لأنه محاط بالغموض، ولا ينم عن جدية من قبل الرجل، فكل ما يهمه هو أن يحصل على امرأة أخرى غير زوجته.. مضيفة : إذا كان الرجل لا يشعر بالسعادة والطمأنينة مع زوجته فمن الأولى أن يبحث له عن زوجة أخرى، حسب شرع الله، وليس عبر طرق ملتوية، في إشارة إلى أن الخاطبة لا ترضى بهدم البيوت، وتخريب العلاقات بين الزوجين.
العيب في الرجل.. أحياناً
واستدركت أم عبدالله قائلة: كما بإمكان الرجل قبل أن يتسرع في الزواج من أخرى أن يفكر في الأمر ملياً، فربما يجد نفس المشاكل التي وقع فيها في الزواج الأول.. مشيرة إلى أن العيب قد يكون في الرجل نفسه، وليس في المرأة، وإذا كانت المرأة مخطئة فإنه أيضاً يمكن تدارك الأمر، من خلال الصبر والإصلاح.وتتابع أم عبدالله: إذا لم يكن من خيار آخر غير الزواج من أخرى، فالخاطبة ليست مسؤولة عن هذا الخطأ، إذا استوفى الرجل المتقدم الشروط التي تطلبها الفتاة.
لا نزوج بسهولة
وأكدت أم عبدالله: إننا لا نزوج أحداً بسهولة، ولا نخدع الرجال أو النساء، ونعطيهم مواصفات كما يرغبون فيها، فهذه ذمة، ويجب أن نراعيها، ولكننا نصارح كل طرف بالمميزات الموجودة لدى الطرف الآخر، وهم عليهم بالتالي أن يسألوا ويكملوا واجبهم تجاه الشخص، الذي يرغبون في الارتباط به، فالخاطبة لا تقوم بهذا الدور، ولا تلغي دور الأهل في هذا المجال.
أسرع زواج
وعن القصص الغريبة التي مرت عليها تقول أم عبدالله: كنت ذات يوم أحادث رجلاً في السبعين، ويطلب فتاة في العشرين من عمرها أو أصغر، ورفضت الطلب نهائياً، إلا أن الشخص أصر على طلبه، عارضاً عليّ دفع أي مبلغ أطلبه منه، ولكنني أخبرته أن المسألة مبدئية، ولا تتأثر بالعروض المغرية. وأثناء حديثي معه دخلت علي البيت عائلة من خارج المنطقة الشرقية، وسألوني عن هذه المحادثة الغريبة، لأنهم سمعوني أتحدث معه بصوت عال، فأخبرتهم بالأمر، فقالت الأم : إن طلب الرجل موجود وأشارت إلى ابنتها الصغيرة، التي وافقت بدورها على الفور، وتم الزواج خلال أسبوع فقط، بعد أن أنقد الأم 70 ألفاً، والبنت مثلها، وهذا أسرع زواج شهدته في حياتي.
89% يرفضونها
وفي دراسة تقدمت بها نورة العتيبي كمشروع للتخرج سنة 1422ه، ونشرت نتائجها على الإنترنت، وتم تداولها عبر المجموعات البريدية، أجرت استفتاء بين عينة من الشباب والنساء والفتيات والآباء، تقدر ب 912 شخصاً، أفادت 89% من العينة يرفضون الزواج عبر الخاطبات.
وقالت الدراسة : إن بعض الآباء لا يمانع في الذهاب إلى الخاطبة، في حالات كثيرة، أهمها إذا وصلت الفتاة إلى سن العنوسة، مما يدفعهم إلى اللجوء إلى أي طريق لحل هذه المشكلة، حيث إن 75% من الآباء في العينة يتحملون نظرات المجتمع، وما قد يتعرضون له من سخرية، في سبيل إيجاد عريس لابنته، مهما كانت مواصفاته متدنية. وأكد هؤلاء أن ما يهم في العريس هو أن يقبل الزواج من فتاة تجاوزت سن الزواج (يتراوح عمرها بين 30 إلى 40 سنة)، غير متحملين مسؤولية أنهم قد يكونون سبباً في تأخير هذا الزواج.
و80% يقبلونها
وذكرت مجموعة من الخاطبات إن قرابة 80% ممن يتقدمون لهم رجال متزوجون، في إشارة إلى أن أغلب هؤلاء يفتقدون الاستقرار الأسري والعاطفي في زواجهم الأول.
ولدى سؤال الأزواج عن أسباب لجوئهم للخاطبة أفادوا بانها تعرف المميزات التي نطلبها.. مؤكدين إن ميزة السرية التي ينشدونها لن يجدوها لدى أغلب العوائل، إلا أن الخاطبات يعرفن الطريق لنساء يرغبن في الزواج، دون علم الزوجة الأولى.
الزواج السري
غير ان الخاطبة عائشة (سنتين في المهنة) استنكرت هذا الطلب.. مؤكدة إنها استقبلت طلبات كثيرة خلال الشهرين الماضيين، من رجال يرغبون في الزواج من امرأة دون إعلان، في إشارة إلى أنه لا يريد زوجته تعلم!
وأكدت عائشة إنها رفضت أغلب هذه الحالات، فيما عدا حالة واحدة، لأنها حالة إنسانية خاصة.. وتبرر: لم أوافق عليها إلا بعد اطلاعي على ظروفه وملابسات حياته العائلية. ولقد زوجته بعد أن أقنعت الفتاة التي اختارها بوجود والدها، الذي اقتنع بدوره، ورحب بالفكرة، وقال إن النصيب أحياناً يأتي بطريقة لم يخطط لها الإنسان.
المحافظة على الأسرار
أما الخاطبة أم عادل (17 سنة في المهنة) فأشارت إلى أهمية المحافظة على أسرار المتقدمين للزواج، خاصة الرجل.. تقول: عندما يتقدم رجل وأعرف أن له مميزات جيدة، فأنا أحاول أن أتجنب الحديث عنه أمام الزوجة أو أهلها، خوفاً من اتهامي بأنني أسوق له، من أجل إتمام الزواج، وهو الأمر الذي أرفضه نهائياً.
وتؤكد أم عادل أن الخاطبة تلاقي العنت والإهانات في كثير من الأحيان.. مشيرة إلى أنها ليست مهنة سهلة، كما يتصور البعض، ومربحة كما يتصور آخرون. وتسوق أم عادل دليلاً على هذا القول: اتصل بي شخص من الرياض، يطلب مني زوجة من المنطقة الشرقية، وأودع لديّ مبلغ 700 ريال، وبعد مرور أيام قلائل اتصل يطالبني بالعروس، لأنه دفع هذا المبلغ.. وتعلق أم عادل على هذه الحادثة بسخرية قائلة: هل يعتقد هؤلاء أن الزوجة في الثلاجة، نجهزها متى ما طلب؟! مؤكدة إن بعض حالات البحث قد تستمر 3 شهور دون أن نوفق في العثور على زوجة مناسبة.
يبحثن عن الستر فقط
وعن أهم ما تبحث عنه البنات قالت أم عادل: البنات اللواتي يتعاملن معي أغلبهن يبحثن عن الستر والأخلاق الفاضلة.. مضيفة لكن البعض قد يطلبن المال والجاه، وهذا من طبيعة البشر.
أما عن الرجال فتقول: مرت علي الكثير من الأصناف، وللأسف الشديد هناك الكثير من الرجال المحتالين، لكنني تغلبت على هذه الحالة عن طريق فرض رسوم عند التقديم، ليشعر الرجل بالجدية، فلا يتهرب من المسؤولية.
وترفض أم عادل أن تزوج شخصاً غير مقتدر مالياً، إذا كان يتزوج للمرة الثانية أو الثالثة.. مشيرة إلى أن مهمة الخاطبة لا تقتصر على البحث عن شريك الحياة، بل نتعداه إلى إيقاظ الضمير لدى الناس، ليعرفوا كيف يتصرفوا في حياتهم.
الصيد الثمين
وأشارت دراسة نورة العتيبي السابقة إلى أن هناك نسبة لا بأس بها من العينة (20%) ممن يتقدمون للخاطبات يتزوجون لأول مرة،50% منهم من الشباب الصغار قالوا إنهم يعتقدون إن الخاطبة تعرف معادن الناس، ولديها خبرة بالعوائل وصاحبات الأخلاق، فيما أشار ال 50% الآخرون إلى أن الخاطبات يعرفن أين يوجد الصيد الثمين (معلمة أو ممرضة...)، في الوقت الذي يصعب البحث عنهن من خلال الأخوات أو الأم... وهي طريقة حسب نظرهم غير ذات فائدة في هذا الزمن!
نصب واحتيال
واتهمت فاطمة (مدرسة تبحث عن عريس) الخاطبات بالنصب والاحتيال.. مؤكدة أنهن في العادة لا يمتلكن ضميراً يردعهن عن اكتساب الأموال بطرق غير مشروعة! ولتفسير هذا الاتهام قالت: وضعت اسمي لدى خاطبة، بعد أن تجاوزت الثلاثين، وأخبرتها بمواصفاتي، أملاً في البحث عن عريس مناسب، متجاوزة المميزات الخاصة للعريس، على أن يكون على خلق. ولقد تمكنت الخاطبة وبالتدريج من الحصول على 28 ألف ريال، مقابل عريس لم يكن يحمل أي مواصفات للزوج الحقيقي، بل كما يبدو أنه مثلها، فقد استطاع أن يسرق مني 10 آلاف ريال.
وتضيف فاطمة بحسرة: رغم أنني تمكنت من استرداد حوالي 12 ألف ريال من الخاطبة، إلا أن القضية تعد من قضايا النصب والاحتيال والابتزاز لأوضاع الفتيات في المملكة.
ثري بوظيفة محترمة
وتقول دراسة العتيبي: 48% من الفتيات اللاتي يضعن أسماءهن لدى الخاطبات يطلبن زوجاً ثرياً، أو صاحب وظيفة محترمة. ولدى سؤالهن عما إذا كان الزوج الثري سينفق عليهن أم أنه سيكون بخيلاً؟ أكدن أنهن لا يفكرن في هذه الإجابة، لأن الحصول على الثروة والجاه هو هدفهن الأساسي في الحياة.
كما أكدت الدراسة أن 40% منهن يبحثن عن زوج يحمل مواصفات أخلاقية جيدة ووظيفة مناسبة، ليتمكن من افتتاح بيت أو الحياة المناسبة، إذا كان متزوجاً. فيما 12% منهن فقط لا يهمهن الوظيفة أو المكانة الاجتماعية والوظيفية، أو أي مواصفات جمالية، إذا كان الزوج متديناً، وعائلته ذات سمعة طيبة، وهو الأمر الذي كان سائداً في الماضي.
تقصيرهن يدفعنا للسري
واتهم مسفر (متزوج يبحث عن زوجة) الزوجات بأنهن يقفن حجر عثرة أمام الرجل عندما يرغب في الزواج من أخرى، رغم أن الشرع أجاز له ذلك، ورغم تقصيرها أيضاً في حقه (عدم الاهتمام بالمظهر وإبداء الزينة له)، مما يدفعه للتفكير في الزواج السري، وهو الذي لا يتوافر إلا عند الخاطبات فقط!
مطلقات وأصحاب تجارب فاشلة
ويرى عامر حمود (غير متزوج) أن السبب الذي يجعل الأزواج يبحثون عن زواج سري لدى الخاطبات هو معرفتهم بأن زبائن الخاطبات عوانس أو مطلقات أصحاب تجارب فاشلة في الحياة.. مشيراً إلى أن الشريحتين مطلوبتان بكثرة للمتزوجين الباحثين عن زواج ثان، خاصة من كبار السن من غير الأغنياء.
اتهام غير صحيح
ورفضت الهنوف (تحدثت إلينا بعد مشقة) هذه التهمة.. قائلة: ليس كل المنتظرات على قائمة الخاطبات عوانس، كما يرى البعض، وإنما التطورات التي طرأت على عالمنا اليوم تدفع بالكثير من الفتيات إلى استعجال نصيبهن في الزواج، خوفاً من فوات الأوان، وهو حق مشروع لكل فتاة، فكما يرغب الرجل في الزواج في أقرب فرصة كذلك هو الحال مع الفتاة.
وأشارت الهنوف إلى أن هناك أعدادا كبيرة من الفتيات، خاصة في مدن مثل الرياض وجدة والخبر، يضعن أسماءهن لدى الخاطبات، رغبة منهن في الخروج من عالم التسلط العائلي إلى عالم حرية الزواج.. مؤكدة: إن ما سمعناه من قصص الطلاق المبكر أغلبه ناتج عن زيجات من هذا النوع. وتؤكد الخاطبة حليمة ما ذهبت إليه الهنوف.. مؤكدة: أغلب زبوناتي جميلات، ومن عوائل محترمة، وأغلبهن لديهن وظائف جيدة، إلا أن الحظ لم يحالفهن في الحصول على زوج مناسب، فما العيب في أن تبحث عن زوج لدى الخاطبة؟!
آراء متباينة
ويؤكد ذلك أيضاً بندر العجمي، قائلاً: ليس من المعقول أن يكون كل من يتقدم للزواج عبر الخاطبات من العوانس.. مشيراً إلى أن هناك الكثير من الخاطبات يقمن بأدوار جيدة في المجتمع، والكثير من الشباب يلجأ إليهن للحصول على خيارات أكثر، كون الخاطبة تعرف الكثير من الناس بعكس المعارف العاديين الذين قد يأتون لك بواحدة أو اثنتين..
ويضيف العجمي: لكل مهنة ولكل أحد من البشر أخطاء وسلبيات، وقد تكون هناك سلبيات لدى الخاطبة، لكنها ليست بهذا السوء الذي يتصوره البعض.
دور ينحسر
وأشار أيمن الزاهر إلى انحسار دور الخاطبة في بعض المناطق، لقرب العوائل بعضهم البعض، وربما نتيجة انفتاح العلاقات الاجتماعية بين الشاب والفتاة، فهناك الكثير من الشباب يتزوجون عن طريق علاقات اجتماعية، سواء كانت بعلم الأهل، أو ومن هذا المنطلق فإنه لا يمكن التعويل على اتهام الخاطبة بأمر ما، ما لم يكن هناك مسوغاً لهذا الاتهام. ويرى علي البقمي أن الشباب والرجال الذين يلجأون إلى الخاطبة قد يكونون معذورين، كونهم لم يحصلوا على مبتغاهم من خلال البحث العادي، أو أنهم يرغبون في البحث عن عينات غير موجودة في المجتمع، اعتقاداً منهم أن الخاطبة قد توفر لهم هذه الميزات، فقد تكون الخاطبة مظلومة من هذه الناحية والله أعلم.
أم عادل: أرفض تزويج غير المقتدر
أم عبدالله تتحدث ل (اليوم)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.