تستعد نحو 20 خاطبة، يعملن في المنطقة الشرقية، لموسم الإجازات الصيفية، عبر تكثيف العمل لتقريب «راسين في الحلال»، بيد أن الاستعدادات لهذا الموسم تختلف عن استعدادات المواسم الأخرى، ليس لسبب سوى أن زواج المسيار، فرض نفسه على خريطة أنواع الزواجات ، وبات مطلباً لنحو 70 بالمائة من راغبي الحلال بواسطة «الخاطبة»، التي كانت ترفض العمل في زواج المسيار، إلا أن الأمر الواقع أنعش هذا الزواج على بقية الأنواع الأخرى، لاعتبارات اجتماعية ومادية. وإذا كانت خاطبات، أعلنّ في وقت سابق، أن لديهن طبيبات، ينتظرن ابن الحلال المناسب، فإن عدداً كبيراً منهن كشفن هذه الأيام، أن لديهن سعوديات وشاميات ومصريات، لا يمانعن في الزواج مسياراً من سعوديين، وبعضهن يشترطن السرية التامة، فيما أعلنت خاطبات أخريات، عن تمسك عدد كبير من السعوديات، بالزواج العادي، مع التأكيد على مساعدة من يتقدم لهن، بتخفيف المهور ومتطلبات العرس وخلافه. شروط تعجيزية وتمارس الخاطبة «أم عادل» هذه المهنة منذ 23 عاماً ، تقول: «إن عدد الأشخاص الذين يتواصلون معها بواسطة التلفون في اليوم الواحد من أجل مساعدتهم على البحث لهم، سواء على زوجة أو زوج، يصل إلى 20 شخصاً، وأحياناً يتجاوز أكثر من ذلك»، مشيرة إلى أنه «ليس بالضرورة أن ألبي رغبات هذا العدد بالكامل، خاصة أصحاب الشروط التعجيزية من قبل البعض» مضيفة: إن «أغلب الشباب يرغبون في المسيار، خوفاً من فشل الزواج، فيكون الانفصال سهلاً، إضافة إلى توفير نفقات الزواج، وما يترتب عليه من مسئوليات مالية، تقع على الزوج»،، وقالت: «بعض الحالات التي يتم التوفيق بينها مبدئياً، فربما يختلفون على أمور الزواج، ويؤدي إلى عدم إتمامه، وبالتالي قد أخسر أتعابي التي قد تصل إلى حوالي 5 آلاف ريال عن كل زواج يتم». أجندة عمل ورغم رفض أم عادل العمل في زواج المسيار إلا أنها عادت وقبلت طلباته من الشباب «هذا النوع من الزواجات، يخلّف وراءه المشكلات، مقارنة بأنواع الزواجات الأخرى»، موضحة «،ولكن مع مرور الوقت، اتضح أن المسيار يحل جزءاً من مشكلة العنوسة لدى الجنسين، بعد أن استوعب الجميع ما له وما عليه في هذا الزواج، الأمر الذي جعل غالبية الخاطبات في المنطقة الشرقية، يعتمدن هذا النوع من الزواج، في قائمة عملهن»، مضيفة: إن «أجندة العمل الخاصة بي، تضم شباباً يرغبون الزواج مسياراً». وتضيف أم عادل: «نسبة الإقبال على الخاطبة من قبل المقدمين على الزواج في السنوات الأخيرة، وتحديداً في المنطقة الشرقية بلغت حوالي 60 بالمائة من إجمالي راغبي الحلال، يليها منطقة الرياض، وبعض المناطق الأخرى»، مضيفة «لا توجد أوقات معينة في السنة، يكثر فيها الإقبال على الخاطبة، وإذا كان هناك أوقات إقبالٍ، فهي فترة الإجازة الصيفية». 3 رجال وتحتفل الخاطبة أم عبد الرحمن بمرور 15 سنة على ممارستها المهنة في المنطقة الشرقية، وتقول: «زوجت خلال هذه السنوات عدداً كبيراً من الشباب والرجال الراغبين من خارج المنطقة الشرقية، بفتيات يعشن مع أسرهن داخل المنطقة الشرقية، كما زوجت رجالاً معروفين من بعض الدول الخليجية وسوريا، من فتيات سعوديات، إذ وفقت في تزويج 3 رجال من دولة الكويت وواحد من سوريا و اثنين من دولة الإمارات، بسعوديات». وترى أم عبد الرحمن ،أن «المهور التي يتم تحديدها من قبل أهل الفتاة من أجل إتمام الزواج تختلف من منطقة إلى أخرى، وذلك كل على حسب وضعه الاجتماعي»، موضحة ،أن «هناك أسراً من خارج المنطقة الشرقية، تعتبر نفسها من العوائل المعروفة، تحدد مهر ابنتهم من 50 ألفاً إلى 100ألف ريال، سواء كانت الفتاة لم تتزوج أو كبيرة في السن أو حتى مطلقة»، مضيفة: «أما الأسر التي تعيش في المنطقة الشرقية، فتتراوح مهور فتياتهم بين 40 و50 ألف ريال، وفيما يتعلق بالأسر متوسطة الحال، فلا تشترط على الشاب مثل هذا المهر، إذ يبقى الأهم لديهم تزويج ابنتهم، وينزلون بالمهر إلى 25 ألف ريال أو أقل»، موضحة ،أن دورها يكمن في «إقناع الأسر بخفض قيمة المهر من أجل تزويج بناتها من جانب، ومساعدة الشاب على الزواج من جانب آخر، خاصة أن بعض الشبان من الخطّاب قد يعاني من ظروف مادية صعبة تمنعه من الزواج». بكل نزاهة وتذكر أم عبد الرحمن ،أن «الخاطبة كانت في الماضي، وتحديداً قبل عشر سنوات، كان عددهن قليلاً، فكن لا يزدن عن اثنتين، إحداهن في مدينة الدمام، والأخرى في قرية دارين، كانتا معروفتين لدى غالبية الأسر في المنطقة الشرقية، وكانتا يمارسان المهنة بكل نزاهة، وكان هم كل واحدة منهن أن توفق بين راغبي الحلال بغض النظر عن المردود المادي الذي سوف تتقاضاه الخاطبة». وتبين أم عبد الرحمن أن «الخاطبات في الشرقية حالياً، يتجاوزن ال23 خاطبة، قلة منهن غير سعوديات، وتقوم الخاطبة بتسجيل جميع المعلومات المتعلقة بالشخص الراغب في الزواج سواء كان رجلا أو امرأة، من أجل التواصل معهم في أي وقت في حال الحصول على رغبتهم، حتى يتم اتمام أمر الزواج»، مؤكدة ،أن «هناك تبادل معلومات بين بعض الخاطبات، خاصة فيما يخص زواج المسيار، الذي بدأ ينتشر سراً وعلناً بين صفوف نحو 60 بالمائة من الشباب من الجنسين، خاصة من لديهم ظروف خاصة تمنع زواجهم بشكل عادي». القدرة المالية وتعقب الخاطبة نورة الدوسري -التي تمتهن هذه المهنة منذ سبع سنوات- على كلام زميلتها أم عبد الرحمن، وتقول: إن الدمام وحدها تضم نحو 20 خاطبة، يمارسن المهنة، التي صارت مصدر رزق للكثير منهن»، موضحة ،أن «أتعاب الخاطبة مقابل سعيها في الزواج، تتراوح بين 5 و7 آلاف ريال، بحسب القدرة المادية للشاب أو الفتاة». وتوضح الدوسري ،أن «البعض من الخاطبات صرن يمارسن المهنة بأساليب عدة»، كاشفة عن تعاون بعضهن مع أصحاب مكاتب العقارات، الذين يروج بعضهم لفكرة الزواج لبعض زبائنهم، الذين يثقون فيهم، بحيث يخبرونهم بوجود فتيات يرغبن في الزواج، مقابل مبالغ مادية يتفق عليها مسبقاً بين الخاطبة وصاحب المكتب العقاري». شاميات ومصريات وبينت الدوسري ، أن هناك إقبالاً كبيراً على الزواج المسمى بالمسيار، وقالت: «أكثر الأشخاص الذين يترددون على هذه النوعية من الزواج، هم من فئة الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و23 عاماً، مضيفة: «كنت أمتنع في البداية عن العمل في هذا النوع من الزواج، إلا أن تشريعه، جعل الإقبال عليه كبيراً من الشبان»، مؤكدة ،»رغم أن الفتيات السعوديات كن يرفضن هذا النوع من الزواج، إلا أن بعضهن راجعن أنفسهن، وقررن قبوله بعد عزوف الشبان على طرق بابهن، طالباً إياهن للزواج، خاصة من تعدّين سن ال30» ،مضيفة :إن «لدي ما يقرب من 9 فتيات سعوديات وسوريات ولبنانيات ومصريات لا يمانعن الزواج مسياراً من سعوديين، ولكن يشترطن أن يكون الزوج ملتزماً أخلاقياً ودينياً، ويشترط بعضهن السرية التامة، لتجنب تعليقات البعض»، موضحة ،أن الأمر نفسه، موجود لدى غالبية الخاطبات، اللائي لديهن طلبات مسيار من الجنسين، وقالت: «هناك بعض الفتيات ممن بلغت أعمارهن بين 25 و35 عاماً، يطلبن منها أن تبحث لهن عن زواج بأية وسيلة كانت، حتى لو كان متزوجاً ولديه أطفال، ولو كان الزواج مسياراً، وذلك رغبة في العيش في كنف زوج». سعادة عارمة ودافعت الخاطبة أم خالد عن الزواجات المعقودة عن طريق الخاطبة، وتقول: «الزواج الذي يحصل عن طريق الخاطبة، ليس مقروناً بالفشل دائماً، كما يعتقد البعض»، مبينة، أن «هناك زيجات تمّت عن طريق الخاطبات، ولا يزال يعيش أصحابها في سعادة عارمة»، وعادت أم خالد لتعلن أن «هذا لا يعني أن كل زواج عن طريق الخاطبة ينجح، فهناك بالطبع زيجات فشلت، وهذا توفيق من الله، وليس لأحد أن يلوم نفسه». فتاة الأحلام ويعتقد محمد الخالدي ،أن دور الخاطبة في البحث عن الزوجة أو الزوج، مهم جداً، خاصة إذا كان الشاب وضع شروطاً ومواصفات في الفتاة التي يرغب في الزواج منها، ولم يجد هذه الشروط في إحدى قريباته، أو حتى جيرانه، فالأفضل أن يكلف الخاطبة بالبحث له عن فتاة أحلامه، والخاطبة بإمكانها أن تدخل البيوت، وتختلط بأهلها»، مضيفاً: إن «بعض الشبان يفضلون الهرب من سطوة الأهل، ويلجأون إلى الخاطبة، خاصة عندما تكون والدة الشاب مصرّة على أن يتزوج ابنها من فتاة بعينها، هو لا يرغب فيها» "اليوم"