اعرب مدير عام منظمة التجارة العالمية سوباتشاي بانيتشاباكدي عن ثقته في ان انضمام المملكة العربية السعودية الى المنظمة اصبح قريبا جدا وان العالم يتطلع الى ان تحتل دولة عريقة مثل المملكة مقعدها في منظمة التجارة العالمية في اقرب وقت ممكن. جاء ذلك في جلسة العمل الاخيرة من اليوم الثالث والاخير لمنتدى جدة الاقتصادي 2004م التي عقدها المنتدى عصر اليوم في فندق هيلتون جدة، حيث دافع بانيتشاباكدي عن المنظمة واعتبر ان تحميلها مسؤولية المشكلات التي يواجهها الاقتصاد العالمي امر غير منصف، منوها ان دائرة اهتمام المنظمة ينحصر في التجارة العالمية فقط، وجدد بانيتشاباكدي التأكيد على اهمية الحاجة الى نظام تجاري متعدد الاطراف منوها انه نما منذ تأسيسه في عام 1989م نحو ستة اضعاف واصبح يمثل ما يقارب من 92% من التجارة العالمية.. الامر الذي يجسد تنامي الشعور باهمية وحيوية هذا النظام لكل الدول والاقتصاديات الاقليمية. واضاف بانيتشاباكدي ان هناك جملة من الحقائق التي ينبغي اخذها بعين الاعتبار عند النظر الى منظمة التجارة العالمية، اولها ان المنظمة تنشغل بقضايا التجارة العالمية بصفة اساسية، وان مراعاة مصالح كافة الاطراف تتطلب بالضرورة تحقيق مستوى عال من التيقن من أمان الاسواق منوها ان المستثمرين يريدون ان يعرفوا ان استثماراتهم مأمونة وان الاسواق لا تتسم بالاختلالات. وراى مدير عام منظمة التجارة العالمية ان النفاذ الى الاسواق يكتسب مرونة اكبر في ظل المنظمة، مشيرا ان النظام التجاري متعدد الاطراف يحد من تحكم المزاجية في الانظمة التجارية القطرية. واستبعد ان بانيتشاباكدي ان تكون قمة الدوحة قد فشلت، لكنه اعترف بان هناك العديد من القضايا المعقدة التي مازالت معلقة وتنتظر الحلول، واشار الى ان الاتفاقيات السياسية الثنائية القت بظلالها على سير المفاوضات متعددة الاطراف، منوها في هذا الصدد الى ان الدول التي تملك مناخا استثماريا افضل هي الدول التي سيكون بمقدروها مواجهة البطالة افضل من غيرها.. وخلص مدير عام منظمة التجارة العالمية الى ان تحرير التجارة لا يمثل سوى جزء من عملية معقدة ينبغي ان تشمل إعادة هيكلة الاقتصاديات المحلية بشكل عام. ورأى ان من بين القضايا التي اكسبتها المفاوضات حيوية تتمثل في تجارة الخدمات وحماية حقوق الملكية الفكرية منوها الى انها نمت بصورة غير مسبوقة في السنوات الثماني الاخيرة. واشار بانيتشاباكدي الى ان العجز التجاري يعتبر في مقدمة المعوقات التي تعترض حركة التجارة، منوها بأن الدعم هو الآخر يشكل عائقا آخر حيث ان الاسواق غير المدعومة تكون غير قادرة عن المنافسة. وخلص مدير عام منظمة التجارة العالمية الى القول ان قوانين المنظمة سوف تخدم محاربة الفقر في العالم على المدى البعيد ويمكن ان تطبق هذه القوانين في مجالات اخرى مثل الاغراق وصياغة اتفاقية حول تسوية المنازعات بين ما يربو على 140 دولة بدءا بافقر دول العالم وانتهاء باغناها مثل الولاياتالمتحدة واوروبا.. واعتبر انه لا توجد هناك وصفة نجاح سريعة لمشكلات الاقتصاد العالمي المعقدة. وقد شهدت الجلسة التي ادارها جون كويلش العميد المشارك بجامعة هارفاد، حوارات مطولة واسئلة ساخنة من قبل المشاركين والمشاركات في المنتدى.