فاجأت ريم الرياشي الشابة والأم لطفلين أحدهما رضيع، عائلتها وعائلة زوجها صباح أمس، بإقدامها على تنفيذ حلمها بالشهادة وتفجير نفسها في أول عملية فدائية نسائية لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، أسفرت عن مقتل أربعة جنود اسرائيليين وجرح سبعة بينهم أربعة فلسطينيين عند معبر المنطار (ايريز) شمال قطاع غزة. وكما أنها المرة الاولى التي تنفذ فيها امرأة فلسطينية متزوجة ولها اطفال عملية فدائية فإنها المرة الأولى أيضا التي تخرج فيها فدائية من قطاع غزة. وحملت السلطة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية مسؤولية العملية الناتجة عن الإجرام الاسرائيلي اليومي في حق الشعب الفلسطيني. ورفضت عائلة الرياشي وهي ميسورة نسبيا، الخوض في اي حديث عنها او التعقيب على العملية. لكن مراسل فرانس برس نقل عن شخص قال أنه من عائلة الرياشي قوله لم اصدق ما سمعته عن استشهاد ريم .. إنها تتبع زوجها. ويبلغ عمرها 22 عاما. ونقلت فرانس برس عن يوسف شقيق زياد زوج ريم أن عائلته صعقت كثيرا وصدمت جدا لدى سماعها خبر العملية الدموية، وقال نحن عائلة مسالمة وضد اي شئ ضد السلام. واضاف وقد بدا عليه الحزن والتأثر وهو يقف على بعد مئات الامتار من منزل عائلته ويكرر تركت طفلين احدهما رضيع. وتركت ريم التي تزوجت قبل اقل من اربعة اعوام ونصف العام وفجرت نفسها بحزام ناسف تزنرت به وأخفته تحت ملابسها الشتوية طفلين هما عبيدة الذي لم يتجاوز العام ونصف العام وضحى ذات الاعوام الثلاثة. ووفقا ليوسف فإن أخاه زياد (24 عاما) من مؤيدي حركة حماس وقد اضطر الى ترك منزل العائلة في منطقة الشيخ عجلين جنوبغزة ليستأجر مع زوجته شقة سكنية في منزل شرق مدينة غزة، على خلفية خلافات عائلية. وقال إن زياد وزوجته لم يقوما بزيارة بيت العائلة بناء على طلب والده أبو رشدي، لكنه جاء الى المنزل امس بعد وقوع العملية الدموية وكان يبكي وترك المكان فورا. وفور سماع نبأ العملية الدموية ومعرفة منفذتها أقام اعضاء من حماس بيت عزاء قرب مسجد في المنطقة بعد ان رفضت عائلتها وعائلة زوجها اقامته وفقا لعضو محلي في حماس. وبحسب يوسف، فإن والده أبو رشدي، توجه الى مكةالمكرمة امس الأول الثلاثاء لاداء مناسك الحج. وفي شريط فيديو مصور وزعته حماس على وكالات وشبكات التلفزيون العالمية في غزة قالت ريم التي ظهرت وهي ترتدي زيا عسكريا مرقطا وعلى جانبها الايسر سلاح من نوع كلاشنيكوف ووضعت على جبينها شارة كتب عليها كتائب القسام وهي تتلو وصيتها اقوم بهذه العملية المشتركة مع اخواننا في كتائب شهداء الاقصى انتقاما من أعداء البشرية الذين يعيثون في الارض فسادا في رفح ونابلس وباقي الاراضي الفلسطينية. وقالت إن نار الانتقام فينا لم تنطفئ وستظل جذوتها تشتعل يوما بعد يوم حتى يحترق اعداؤنا الانذال جميعا ويرحلوا عن ارضنا. وكشفت ريم ان العملية التي تعتبرها استشهادية كانت حلما بالنسبة لها. وفي بيان مشترك تبنت العملية كتائب القسام وكتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح). وقالت الحركتان في البيان ان العملية تأتي ثأرا لشهداء القسام وكتائب الاقصى في ضفتنا الغربية وشهداء سرايا القدس وعلى رأسهم القائد مقلد حميد في غزة الذي اغتالته اسرائيل في 25 كانون الاول ديسمبر. ورأى مؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين ان هذه العملية تؤكد ان هناك تطورا في كتائب القسام بمشاركة امرأة للمرة الاولى في عملية نوعية جديدة. ورجح ان استخدام امرأة في عملية فدائية ربما يعود لعدم قدرة الرجال المقاتلين الوصول للهدف مشددا على ان العمليات مستمرة لكن الزمان والمكان تحدده كتائب القسام والاجنحة العسكرية لفصائل المقاومة المتعددة. ولم يوضح ياسين ما اذا كان هذا التغيير استراتيجيا او تكتيكيا في جناح حركته العسكري. وقالت اذاعة اسرائيل ان القتلى الاربعة في العملية هم ثلاثة جنود وموظف في شؤون الامن، اما الجرحى وهم سبعة، فهم ثلاثة اسرائيليين واربعة فلسطينيين. لكن مصدرا طبيا وامنيا فلسطينيا تحدث عن خمسة جرحى في صفوف النساء الفلسطينيات اللواتي يأتين لعمل البطاقات الممغنطة كل اربعاء اسبوعيا. ونفذت العملية في التاسعة والنصف صباحا في مركز يقوم فيه عناصر من جيش الاحتلال والاجهزة الامنية الاسرائيلية بتفتيش الفلسطينيين الذين يتوجهون الى عملهم في منطقة صناعية ملاصقة لايريز. ويعمل قرابة اربعة الاف فلسطيني في هذه المنطقة. كما يتوجه الفلسطينيون الراغبون بالعمل في اسرائيل الى هذا المركز لطلب تصريح بالعمل. وهذا هو السبب الذي قدمته الشابة الفلسطينية لتبرير وجودها. وقال الجنرال غادي شاني احد المسؤولين العسكريين عن منطقة غزة ان الشابة اكدت للجنود وهي تقترب من البوابة الامنية في المركز انها تحمل في ساقها قطعة معدنية وهذا يمكن ان يحدث رنينا لدى عبورها الباب. واضاف قوله لاذاعة اسرائيل انها فجرت الشحنة بعد اجتياز البوابة اثناء انتظارها للخضوع للتفتيش الشخصي. وكون العملية مشتركة فهذا يشير الى ازدياد التعاون بين الفصائل المسلحة الفلسطينية منذ انطلاقة الانتفاضة، خصوصا في ظل كثافة المراقبة الأمنية وانتشار الجيش الاسرائيلي في كل منطقة. واضاف البيان إن أولى استشهاديات كتائب عز الدين القسام وهي ام لطفلين، تقدمت صوب حشد من جنود العدو الذين يمارسون الاذلال اليومي بحق عمال وابناء شعبنا الفلسطيني لتنتقم من المجرمين القتلة ثأرا لنابلس الشموخ وجنين القسام ورفح المقاومة، وثأرا لشهداء القسام وكتائب الاقصى في ضفتنا الغربية وشهداء سرايا القدس وعلى رأسهم القائد مقلد حميد في غزة الذي اغتالته اسرائيل في 25 كانون الاول ديسمبر. واوضح البيان ان كتائب عز الدين القسام وكتائب شهداء الاقصى اذ تزف اليوم الاستشهادية القسامية الاولى من قطاع غزة لتؤكد على استمرار مسيرة الجهاد والمقاومة حتى يندحر الاحتلال عن ارضنا ومقدساتنا مؤكدين ان وحدتنا الحقيقية في مقاومة الاحتلال والتخندق في مواجهة العدو الغاشم. وعلى لسان المستشار الرئاسي الفلسطيني نبيل أبو ردينة حملت السلطة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عملية المنطار. وقال ان الاحتلال الاسرائيلي المستمر وبناء الجدار والتعسف والحصار والسياسة المستمرة في التصعيد هي السبب في ما يحدث. ودعا اللجنة الرباعية ومجلس الامن الى وقف العدوان. وبعد عملية الأمس ارتفع الى 3704 عدد القتلى منذ انطلاقة الانتفاضة بينهم 2772 فلسطينيا و865 اسرائيليا. ملصق كبير لحماس في احد شوارع غزة يشيد بريم الرياشي