ما ان اكون في مكان عام او ان ادخل على مجموعة من الناس حتى اشعر بالخوف ويحمر وجهي ويصيبني خفقان في قلبي كما انني اتلعثم في الكلام ويجف حلقي وترتعش اطرافي اما التعرق فحدث ولا حرج ان مايحدث لي خاصة في المناسبات الاجتماعية يسبب لي الحرج الشديد لانني اشعر بأن الكل ينظر الي ويركز على شكلي ولبسي ومشيتي.. احيانا يطلبني رئيسي في العمل ورغم ثقتي بكفاءتي بالعمل ورضا رئيسي عن مستوى ادائي الا انني اشعر بالخوف ويتملكني الشعور بالاضطراب والقلق تقول زوجتي ان ما اعانيه هو مرض نفسي وتطلب مني العلاج لكنني لا ادري ان كان من المناسب ان اتوجه للعلاج النفسي. اخوك عبدالعزيز عزيزي ان ماتعانيه هو حالة مرضية تحدث عند بعض الناس دون سبب محدد فتجدهم يرتبكون اذا كانوا محط انظار وتركيز الآخرين. ان خوفك اذا كان بسيطا فلا بأس به.. اما اذا تعدى حده وصاحبته الاعراض التي ذكرتها في رسالتك فان الحالة تتحول الى الخوف المرضي وهو خوف اجتماعي يطلق عليه علماء النفس (الرهاب الاجتماعي). كل ماعليك ياعزيزي هو ان تساعد نفسك وتحدثها باستمرار موحيا اليها برسائل ايجابية عن ذاتك كأن تقول لها لا داعي للخوف فانا قادر على مواجهة الناس لانني على صواب او نحو ذلك ثم حاول برمجة حياتك بطريقة مناسبة وحاول ان تستعد نفسيا وتهيء نفسك قبل حضور المناسبات او الاجتماعات اما عن الاسباب التي توصل الى الرهاب الاجتماعي فيرى المختصون ان اسلوب التربية في الطفولة هو المسؤول عن ظهور هذا المرض في الكبر اذ ان عدم احترام وتقدير شخصية الطفل وعدم تشجيعه على التعبير عن نفسه وتنمية ثقته بذاته يوصله الى الاضطرابات النفسية التي من ابرزها الرهاب الاجتماعي المتولد اساسا من عدم وجود ثقة بالنفس تكفي لمواجهة المجتمع. وعادة تظهر الاعراض في فترة المراهقة ويصاحبها عزلة اجتماعية وقلق واكتئاب وقد يفسر الاهل هذه الامراض بانها خجل وحياء محمود.. وكلما حرص المريض على العلاج مبكرا كانت نسبة الشفاء اكبر ومن اسبابه ايضا خوف المريض من النقد واللوم والتقييم والعتاب عند مواجهة الآخرين وفي بعض الحالات وجد الباحثون اسبابا بيولوجية ووراثية اما سؤالك عن العلاج النفسي فانني اؤيد زوجتك وادعوك للتوجه للعيادة النفسية لتبدأ بجلسات العلاج والتدريب على طرق المواجهة امام الآخرين واكتساب مهارات التغلب على الضغوط النفسية وقد تحتاج الى بعض الادوية النفسية وهذا ماسيقرره لك الطبيب وفقا لحالتك.. نتمنى لك التوفيق.. د. ناصح