كشف استشاري الطب النفسي وطب الأطفال والمراهقين الدكتور جمال الطويرقي أن ما بين 6-7 % من السعوديين مصابون بمرض الرهاب، حيث يعتبر انتشار المرض في حدود هذه النسبة هو الأدق عالميا، مبينا في الوقت نفسه ضعف الدراسات التي تأرجحت فيها نسبة المرض بين 15-17 %. وذكر الطويرقي أن 75 % ممن يعانون الرهاب يصابون باكتئاب، و25 % يكون لديهم سرعة في القذف أثناء العلاقة الزوجية، إضافة إلى أن 45-50 % من المصابين بالرهاب يقعون في شرب الكحوليات أو تعاطي حبوب الكبتاجون. وأوضح أن نسبة إصابة النساء بالمرض أكثر من الرجال، مشيرا إلى أنه قد يكون لتكوين المرأة وتأثرها عاطفيا وفسيولوجيا دور في ذلك، وأثناء الحالة ينتاب المريض دوما خوف من الظهور دون المستوى الاجتماعي أو الفكري ودائم الشعور بالحرج في المواقف الاجتماعية. وأشار إلى أن هناك خلطا لدى الناس بين الرهاب الاجتماعي والشخصية التجنبية: « هناك من يرفضون الحضور إلى العزائم والمناسبات إلا بعد إلحاح الناس عليهم ونسميه بالمصطلح العامي «تغلّي»، فهؤلاء لا يدخلون ضمن نطاق الرهاب، لأنه ليس خائفا بقدر ما هو يريد تحقيق أشياء في ذاته». وأكد الطويرقي أن الرهاب ينقسم إلى قسمين رئيسيين: العام: وهو خوف الشخص من كل شيء مثل الاجتماعات أو الخطبة، والخوف من مواجهة الناس وعادة إذا ما تحدث صاحبه فإنه يتلعثم ويرتبك، وفي أحيان يصاب بمغص أو إسهال أو الخفقان السريع في دقات القلب، تقلب في المعدة، غثيان، إسهال، التبول بكثرة وفي فترات متقاربة، الشعور بالاختناق، احمرار الوجه «تدفق الدم بكثرة في منطقة الوجه»، التعرق، الارتعاش الشديد والإعياء، وبعض المرضى بهذا المرض باستطاعتهم التعايش معه وهي النسبة الشائعة، وذلك بتجنب المواقف أو الأجسام التي تسبب الخوف، مستشهدا بقصة حدثت لأحد مرضى الرهاب: «هو شيخ في قبيلته، وذات يوم حان وقت الصلاة ولم يكن سوى هو ومعه اثنان في المسجد؛ فتقدم ليؤمهما وأثناء قراءته امتلأ المسجد بعدد كبير من المصلين، وعندما سمعهم يردون خلفه «آمين»، انتهز الركوع للهروب من المسجد». والقسم الثاني من الرهاب هو الخاص، وأصحابه عادة ما يستخدمون أدوية من أجل مواجهة الناس مثلما كان يفعل الفنان مايكل جاكسون، وقد يقعون أصحابه في مشاكل المخدرات والمنشطات. وعن علاج هذا المرض ذكر الطويرقي أن علاجه الناجع يكون عن طريق العقاقير وأيضا جلسات العلاج السلوكي، ويتحسن المريض من خلالها حتى يعود إلى حالته الطبيعية. وبين أن هناك عددا من المؤتمرات التي تقام محليا وعالميا، التي يتم فيها تبادل الدراسات والأبحاث عن عدد من الأمراض النفسية أحدها الرهاب بأقسامه. يذكر أن عددا من الباحثين يعزون انتشار بعض الأمراض النفسية إلى عوامل وراثية وأخرى متعلقة بالتنشئة وظروف الطفولة، وعوامل خارجية مثل الضغوط العملية وإيقاع الحياة السريع .