ربما يواجه الاوروبيون بعض المشاكل على افضل تقدير في سبر أغوار السياسة الامريكية لكن الهوة بين جانبي المحيط الاطلسي تصل الى اقصى مدى حين يبدأ المرشحون في انتخابات الرئاسة الامريكية الحديث عن الدين. وبدأ هاوارد دين الذي يتقدم السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية مناقشة قضية الدين دون لباقة في جولاته الانتخابية في محاولة لابعاد وصف يتوق اليه كثير من السياسيين الاوروبيين.. وهو اكثر المرشحين علمانية في سباق الانتخابات. اما المرشحون الديمقراطيون الثمانية الاخرون الذين يتدافعون بالمناكب من اجل فرصة لتحدي الرئيس جورج بوش الذي يظهر تدينه علانية فقد تحدثوا ايضا عن ايمانهم وقراءة الانجيل وحضور الصلاة في الكنيسة لتضييق الفجوة الدينية مع الجمهوريين. والناخبون الاوروبيون الذين اعتادوا التركيز في حملاتهم الانتخابية على العجز في الميزانية ومشاكل التقاعد أو الهجرة سيدهشون لسماع مرشح سياسي يتحدث عن الصلاة مثلما فعل ويسلي كلارك أو انه يخاف الله مثلما قال جون كيري. وقال المحلل النمسوي بيتر هايك اذا كان سياسي سيتحدث عن ايمانه ضمن الحملة مثلما يفعل السياسيون الامريكيون .. فان المواطنين سيسألون .. لماذا يقول لنا هذا المرشح أو هذه المرشحة ذلك. وقال جيمس كير-لينزي الباحث بمركز سيفيليتاس لابحاث جنوب شرق اوروبا سوف يبدو هذا الامر غريبا اذا تحدث السياسيون اكثر من اللازم عن معتقداتهم الدينية وسيكون هناك تململ محرج في المقاعد. واضاف الاوروبيون يفتخرون بأنهم تجاوزوا مسألة الدين ،وهذا امر يجده الامريكيون مرعبا في اوروبا التي يرون انها تفصل بين الدين والسياسة. وهذا لا يعني ان الدين لا يمثل قضية في اوروبا التي شهدت حروبا دينية دامية في الماضي حتى ان غالبية مواطنيها يفضلون الان ابعاد الدين عن السياسة. والحديث عن معتقدات الانسان علانية غالبا ما يجلب اثارا عكسية على السياسيين الذين يفعلون ذلك. وتعرض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لسخرية لاذعة في الصحافة لكونه مسيحيا ملتزما. وقال كليفورد لونجلي معلق الشؤون الدينية الناس في هذا البلد ينفرون ممن يبدون أكثر تدينا.