المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حياتي مزيج من الكفاح والعزيمة والبحث عن الأفضل وشيء من الحظ
رجل المهمات راجس بن قطيان يتذكر:
نشر في اليوم يوم 09 - 01 - 2004

قلة اولئك الذين شقوا طريقهم بالعزيمة والاصرار والبحث لم ينتظروا الظروف حتى تحين لهم ولم يجعلوا منها شماعة يعلقون عليها سطحاتهم وتقاعسهم حياتهم مليئة بالمجازفات اجبرتهم الحياة الصعبة والشديدة التي عاشوها على ان يكونوا اشد منها نحتوا على الصخر باناملهم . قلة هم وضيفنا لهذا الاسبوع هو أحدهم في حياته وقفات انسانية حين كان ابواه المنفصلان يتنازعانه فتارة مع اخواله واخرى مع اعمامه وهو طفل يتمنى ان يكون مع ابويه يذهب مع ابيه فيحن الى امه ويذهب مع امه فيحن الى ابيه واخوته. هي لحظة صعبة في عمر الضيف حكاها لنا بشيء من الحسرة له العديد من السفرات في الصحارى القاحلة ومنها عندما رافق والدته في ليل دامس مهتدين بالنجم ليس معهما من الماء والزاد ما يكفي فيما لو تاها عن الطريق وانتقالة الى الرياض للعمل في البناء وهو لم يتجاوز الثالثة عشرة ايضاً فيها نوع من التحدي والبحث عن الافضل وانتقاله للعمل في المنطقة الشرقية ايضاً مرحلة مهمة من حياته كان خلالها حريصا على التعليم اكثر من العمل ولذلك لفت انتباه رؤسائه واجبرهم على احترامه وتقديم خدمة مساعدتة وكان اهلاً للمسؤولية واختير ليكون من اهم رجالات اكبر شركة نفط بالعالم .. ضيفنا لا يمل فله تاريخ حافل من العطاء وله العديد من الاراء وله نظرة في شباب اليوم وصفهم بالمؤهلين ووصف جيله بالمكافحين ضيفنا لهذا الاسبوع هو الشيخ راجس بن محمد بن قطيان الشرافي الدوسري مدير الامن الصناعي بارامكو بالوكالة بالمنطقة الشمالية.
البداية والنشأة
@ في البداية نود ان تحدثنا عن ولادتك ونشأتك واسرتك؟
انا من مواليد منطقة يقال لها الدحي شمال وادي الدواسر عام 1933م وكنت الابن الثاني لوالدي والثالث للوالدة والدي تزوج من 28امراة وله من الابناء 18ولداً وبنتاً عمل بالزراعة وتربية المواشي وركب الغوص وسمي نبجان لكثرة سفره وتنقلاته.
الاحوال والمجتمع
@ من الطبيعي ان ذلك التاريخ لم يكن زمناً للرفاهية ورغد العيش . فكيف كانت الاحوال المعيشية والاجتماعية ؟
نعم كحال معظم اهالي وادي الدواسر والجزيرة ككل كنا نعاني شظف العيش وقلة الموارد والكثير كان يعتمد في حياته على الرعي وزراعة النخيل وبعض الخضراوات وكان غذاؤنا يعتمد على الحليب والتمر والبر والقليل كان يتنقل بغرض التجارة بين المناطق المجاورة لبيع السيوف والخناجر والهيل والقهوة والابل وهذه كانت مهنة والدي تعلمت القرآن الكريم وشيئا من القراءة والحساب في قريتي.
ظروف ومواقف
@ وانت كيف كان وضعك وهل ساعدت والدك في تجارته؟
بعد مرور اربع سنوات عشتها في كنف والدي رحمهما الله تم الانفصال بينهما انجبت والدتي خلالها أخا اصغر مني يدعى (فراج) الا انه توفي وعمره ثلاث سنوات نتيجة ضياعه في الصحراء وكانت نتيجة الانفصال ان تناوب والدي ووالدتي على رعايتي فمرة يأخذني والدي الى اعمامي (الشرافاء) ومرة مع اخوالي وامي (ال شكره) واستمر الحال على هذا المنوال ستة اعوام وسط عدم الاستقرار فمحبتي الكبيرة لامي لم تجعلني انسى والدي ، ولعلي لا انسى عندما اخذني ابي وسط جو من الحزن سيطر على والدتي وبدأت المسيرة من الوادي بإتجاه الدلم واصلنا خلالها السفر ليل نهار وكنت انام في (خرج الناقة) التي هي ايضاً كانت مصدر غذائنا اثناء الرحلة وسط اجواء من التعب والرعب. ومن وادي الدواسر عدنا انا وابي واحد اعمامي الى الرياض من اجل البحث عما نقضي به دين ثقيل على ابي وعمي واصلوا خلالها المسير الليل بالنهار حتى وصلنا للخرج وفي الرياض عشنا في ضيافة الملك عبدالعزيز رحمة الله كغيرنا في مكان يسمى (خريمص) ومنها اتجهنا الى احد اقاربنا بمنطقة حرض لبيع ابل كانت لعمي عنده ومنها عدنا انا وعمي في رحلة ايضاً لا تنسى من حرض الى وادي الدواسر وكان عمي صلفاً شديداً في السفر فلا يتوقف الا لاداء الصلاة وكان ينام على ظهر الناقة وانا على الورك وقد ضعفت الناقة بعد ان كانت مليئة بالشحم قبل الرحلة اما والدي فقد طاف اطراف نجد ولم يظفر بما سافر لاجله فعاد الى وادي الدواسر.
تجارة الوالد
@ وهل استمرت الاوضاع على هذا الحال؟
لا ، بدأ والدي في تجارة جلب البضائع من اليمن ونجران لجلب القهوة والاقمشة والغتر وحصلنا على ربح وفير واستقرت الامور نوعاً ما.
الحياة بالوادي
@ كيف كانت الحياة في وادي الدواسر.. وماذا عن الوالدة؟
استطعت التأقلم مع الحياة الجديدة بين اخوتي في وادي الدواسر وكنت الساعد الايمن لاخي سابر في سياقة السواني وهو عمل شاق واثناء ذلك حضرت امي لاخذي وكانت فرحتي كبيرة لرؤية امي ولانها ستخلصني من تلك الاعمال الشاقة التي كنت اقوم بها وتهيأنا للسفر انا وهي على راحلة لها ولم يصحبنا احد بتلك الرحلة ورحلة اخرى لا تنسى اختارت والدتي أن يكون الليل هو موعد المسير مهتدين بالنجوم وخوفاً من قطاع الطرق نهاراً ووصلنا الى (الدحى) شمال وادي الدواسر 300كم حيث يسكن اخوالي الا انه لم يطل المقام بنا حتى شددنا الرحال مرة اخرى مع اخوالي طالبين الكلأ والماء وبقيت مع والدتي واخواني (مسفر ومبخوت) نتجول فى مناطق نجد عاد بعدها والدي لاخذي بعد ان اقنعني بانه بحاجة الي وانني اصبحت رجلا يعتمد علي فذهبت طائعا معه.
طموح الشباب
@ وهل كان طموحك هو سقيا النخيل خاصة انك بلغت سن الرشد وكيف كان اقرانك؟
بالطبع كنت وقتها ناضج التفكير وابحث عن الافضل وذهب كغيري الى الرياض وقمت بالاعمال التي تناسب سني مثل البناء ولو انهم كانوا يستقبلون المتطوعين للجهاد فى حرب فلسطين عام 1948 الا ان سني الصغير وقف عائقاً لعدم قبولي وكانت المصالح متوقفة لاندلاع الحرب انذاك الا اننا سمعنا ونحن في الرياض ان هناك شركة بالمنطقة الشرقية تنقب عن البترول ولديه فرص عمل افضل فاغتنمت الفرصة واتجهت انا ومجموعة من ابناء قريتي الى الظهران على سيارات نقل تابعة للحكومة عن طريق (التوضيحية وحرض) ونزلنا الاحساء ومنها بقيق ثم الظهران عن طريق سيارة ارامكو الا ان الحظ لم يسعفنا حيث كان العمل متوقفاً فى الشركة كما هو الحال في معظم المؤسسات فى المملكة بسبب اوضاع الحرب العالمية الثانية.
الهجرة الى العاصمة
@ وبعد.. هل عدتم الى الرياض وكيف كانت الاوضاع والاحوال المعيشية والامنية بذلك الوقت؟
لم يكن امامنا خيار الا الذهاب الى رأس مشعاب حيث سمعنا ان العمل كان متوافرا هناك وهو الشروع في إقامة خط الانابيب (التابلاين) من راس مشاعب الى صيدا فى لبنان وعملنا هناك بضعة اشهر اواخر عام 1948م.
زملاء الدراسة
@ ومن تتذكر من زملائك في ذلك الوقت وكيف كانت الظروف المعيشية؟
كنا نعمل مع مقاول يقال له فالح الطولحي ومن الزملاء اتذكر مبارك بن حمد الشرافي وسعد حبيب الشرافي وفالح بن ذيب الودعاني (والذي اصبح جداً لابنائي فيما بعد) اما الظروف المعيشية فقد كانت حسنة بفضل الله ثم فرصة العمل التي حصلنا عليها وبرغم ان سني لم تتجاوز خمسة عشر عاماً الا انني كنت ارغب في العمل ونفع نفسي واهلي.
التعلق بالاسفار
@ قلت إن العمل لم يتجاوز الاشهر وبعد؟
نعم بعد انتهاء المشروع عدت الى وادي الدواسر الا انني تعلقت بالاسفار والبحث عن العمل فلم استطع البقاء طويلاً بعد ان سمعت ان شركة ارامكو بدأت فى مزاولة نشاطها بعد انتهاء الحرب فعدت بعد ذلك الى المنطقة الشرقية للبحث عن فرصة عمل اخرى فى شركة ارامكو وكان ذلك عام 1950م.
بداية العمل
@ واستمررت بعد ذلك بشكل متواصل فى الشركة؟
نعم منذ ذلك العام بدأت بوظيفة عامل وتدرجت اثناء العمل في عدة مناصب منها ادارة الكهرباء والمنافع وخدمات الزيت وتعلمت خلالها مبادي اللغة الانجليزية وكذلك درست بمدارس محو الامية وكان راتبي ثلاثة ريالات.
الوضع الاجتماعي
@ وكيف كان وضعك الاجتماعي ؟
بعد حوالي 24 شهراً اخذت اجازة لاعود الى اسرتي بوادي الدواسر وكانت الطرق غير معبدة مما جعل وقت الاجازة لدي يضيع في طريق الذهاب والعودة الشاق واتذكر المتاهات فى أرجاء الصحراء واعطال السيارة الميكانيكية والبنشر والتغريز فى الرمال وانتهت مدة الاجازة المحددة لي وانا لم اعد الى عملي في الشرقية مما ادى الى فصلي عن العمل فى الوقت المحدد.
العودة للشركة
@ وكيف عدت الى الشركة بعد الفصل؟
بعد عودتي عملت مع احد المقاولين في ميناء القصيبي التاجر المعروف لعدة اشهر وفي نفس الوقت كنت اتردد على مكتب ارامكو بالدمام والظهران وكنت اقطع مسافة 50 كلم مشياً وجرياً على الاقدام من الدمام والظهران ذهاباً واياباً من اجل البحث عن فرصة عمل اخرى بشركة ارامكو وفعلاً اتيحت لي الفرصة بعد جهد جهيد بتاريخ 1/ 8/ 1953م ، وعينت وقتها في ادارة الامن الصناعي في الظهران.
التأهيل والتطوير
@ هكذا وبدون أي تأهيل ؟
التحقت بالدراسة في مدرسة ارامكو بعد الدوام الرسمي وذلك لتعلم اللغة الانجليزية بالاضافة الى دراستي اللغة العربية في محو الامية وكان ذلك من وقتي الخاص وفي فترة واحدة وكانت فترة العمل والدراسة في اللغة الانجليزية ومحو الامية تستغرق 16 ساعة متواصلة يومياً ولعدة سنوات اكتسبت خلالها من العلوم التي افادتني ، وعندما لاحظ المسئولون الامريكان اجتهادي وطموحي رشحوني لبعض المسوؤليات وجعلوني ادرس على حساب ارامكو الخاص . وارسلت لدراسة القيادة وكانت ايامها ميزة ومهارة قليل من يجيدها ولتفوقي جعلوني مدرسا للقيادة لعدة سنوات عدت بعدها الى اعمال ادارية ومنها رئيس خدمات السيارات رئيس نوبة بإدارة الامن الصناعي.
الخبرات والدراسة
@ وهل توقف تعليمك عند هذا الحد؟
لا.. كنت اتابع دراستي في اللغة بجميع مناهجها في مدارس ارامكو حتى اتممت جميع مقرراتها وايضاً دراستي في الطباعة والبصمات وقد حصلت على دبلوم في ذلك.
الابتعاث الى امريكا
@ وكيف تم ابتعاثك الى امريكا؟
عندما رأى المسئولون تقدمي في العمل والدراسة وحصولي على اكثر من دبلوم قرروا ابتعاثي الى خارج المملكة وذلك للولايات المتحدة الأمريكية عام 1980م واصلت فيها الدراسة لعدة سنوات في معاهد متخصصة ومتقدمة للغة الإنجليزية وكان تخصصي في الأمن والاطفاء والسلامة والتحقيقات كما التحقت بالكلية العالمية الحربية من العاصمة الامريكية (واشنطن) حتى حصلت على دبلوم في التحقيقات البوليصية والرماية من دورة استمرت سنة تقريباً وقد منحتني تلك الدراسة زيارة اكثر من 35 ولاية شعرت خلالها بالغربة الحقيقية عن الوطن فحنيت الى شمس بلادي الحارة وامطار الوسم وزهور الربيع.
المعيشة بالغربة
@ وكيف كانت المعيشة خاصة ان السعوديين قلة؟
المعيشة كانت موفرة لنا ولكن الغربة ازعجتنا ومن الطبيعي اننا فوجئنا بعادات غير عاداتنا وتربيتنا وتمسكنا بشريعتنا السمحة قد ابعدتنا عن الكثير من الفتن.
خروف الاضحية
@ وماذا تتذكر من القصص التي حدثت لكم ؟
من القصص الطريفة التي حدثت لي في امريكا انه في احد الاعياد التي مرت بنا وهو عيد الاضحى اتفقنا. وكنا مجموعة من السعوديين. على شراء اضحية لنضحي بها وكنا نسكن بعمارة بالعاصمة واشنطن في مبنى يسمى (بروستل هاوس) فى الدور العشرين ، وحملت الخروف بعد ان وضعته في كيس من الخيش بالمصعد قاصداً ذبحه بالشقة التي اقطن بها وما ان ركبت المصعد حتي فوجئت بإشخاص يشاركونني للصعود الى ادوار اخرى وهم في ذهول وذعر لا يدرون ما احمل معي .. وتطور الامر حيث اتصل البعض بالشرطة التي جاءت للتحقيق في الامر وداهمتنا بعد ان ذبحنا الخروف بدورة المياة وقد قدروا وضعنا بعد ان شرحنا لهم اهمية ما نقوم به لنا كمسلمين بعد اخذ التعهد علينا.
العودة إلى الوطن
@ وبعد العودة من امريكا وتأهيلك ؟
بعد رجوعي من امريكا تدرجت في عدة مناصب ابتداء من اخصائي امن صناعي ثم رئيس نوبات ثم ناظر للأمن الصناعي فنائب مدير وكنت حينها في هذا المنصب في كل من الظهران ، رأس تنورة ، السفانية، بقيق ، شدقم، والعضيلة ، وينبع واستمرذلك ثلاث سنوات ثم عينت منتدبا كمدير امن صناعي ثم استقر بي المقام كناظر للامن الصناعي في المنطقة المغمورة في البحر وكذلك مدير الامن الصناعي بالانابة في رأس تنورة واستمر ذلك حتى تقاعدي عام 1992م .
كارثة الظهران
@ ما اختصاص عملكم والكوارث التي واجهتموها؟
اختصاص عملي جعلني اواجه انا وزملائي العديد من الصعاب والكوارث البيئية وحروب الخليج الثلاث ومنها ما حدث عام 1975م في الظهران حيث انفجر غاز ( الامونيا) وكنت وقتها رئيس الاطفاء وادى ذلك الى انتشار الغاز في منطقة سكن موظفي ارامكو واختناقهم به وامتد ذلك الى بعض السكان بالظهران وسارعت بارتداء اللباس الواقي ولم اتردد في الانطلاق الى موقع التسرب وقمت بإغلاق الصمام مما ادى الى تسرب الغاز بداخل جسمي واختناقي وسقوطي بجانب الانبوب بعد ان اغلقته وكنت قد احتطت للامر قبل نزولي بوضع حبل اوثقته على وسطي وبعد ان لاحظ الزملاء تأخري تم سحبي وانا في حالة يرثى لها ونقلت الى المستشفى متأثرا بحروق وقد حرر الحدث في جريدة ارامكو الاسبوعية وكان عنوان المقال " الرجل المناسب في الوقت المناسب في المكان المناسب" تحدث المقال عما حدث وما قمت به.
حريق الظهران
@ وماذا تتذكر من الاحداث الاخرى؟
من الكوارث والحوادث التي لا تنسى ايضاً ما حدث من كارثة كبرى حيث شب حريق هائل في معامل التكرير التابعة لشركة "ارامكو " في ابقيق وكنت رئيس الاطفاء في الظهران فسارعت واستمرت عملية الاطفاء من الفجر حتى غروب الشمس وراح ضحيته اثنا عشر شخصاً وتم اطفاء الحريق باقل نسبة ممكنة من الخسائر وكان نتيجة تصاعد الغازات اختناقي ونقلي الى المستشفى .
العمل فى حروب الخليج
@ ما اسوأ الاحوال التى عملت بها؟
كان ذلك عام 1980م وقد انتدبت لتأسيس قسم المناطق النائية لامتياز ارامكو في حماية المنشآت وامنها على الحدود الشمالية الشرقية في المنطقة المغمورة البحرية النائية ، وقد صادف وجودي اندلاع الحرب العراقية الايرانية مما عرضنا للكثير من المخاطر والقلق والخوف بسبب وجودنا بمنطقة تمر بها الطائرات وتنتشر الالغام والاصوات المدوية كانت تهز المنطقة بين الفينة والفينة واستمررنا ثماني سنوات كانت بحق من اشد واخطر ما مر علينا، ولحظات لا تنسى في حياتي واستطعنا ان نتجاوز المحنة بقوة وثبات واصرار على العمل وحرص على انجاز المهام الموكلة الينا .
الطريق الصعب
@ وبعد هذا الطريق الطويل الحافل بالشاق ماذا تقول لشباب اليوم ؟
هذا خلاصة تجربة بسيطة عشناها انا وجيلي تلاحظ بها العزيمة والاصرار والعزم والايمان. كنا شبابا محدود التعليم ولكن كان لدينا عزيمة واصرار وحب للتقدم والتعلم وواجهنا الكثير من الظروف والمعضلات ووقفنا موقف الرجال ولم نتوان وقبل كل ذلك كان ايماننا وصلاتنا ورضاء الوالدين هي النبراس الذي سرنا عليه، وانصح شباب اليوم بالتزود بالمعرفة واستقاء المعلومة من أي مجال او مكان وترك ما يفسد الاخلاق والتمسك بتعاليم الدين السمحة اولاً واخيراً.
مساجلات شعرية
@ ابو سابر كانت لك مساجلات شعرية مع العديد من الشعراء ومنها مساجلة بينك وبين رئيس شركة ارامكو عبدالله صالح بن جمعة تطلب فيها اضافة خدمة عامين الى خدمة اربعين سنة.
نعم ومنها:
جيناك ياقرم الرجاجيل ناصين
واشكي عليكم يابن الاجواد حالي
خدماتنا بارامكو عدة سنين
حول اربعين كلها بالكمالي
ومن قبلها خدمتنا حول عامين
وخصمت علي وارجو تضايفها لي
قمنا بواجبنا على الزين والشين
بر وبحر انخوضها ما نبالي
وياما تحملنا على الطاق طاقين
وياما سهرنا يابو منذر ليالي
@ وماذا كان رد ابي منذر؟
قال في قصيدة طويلة:
ارسلت لك ردي على البيت بيتين
عشرين وخمسة جبتها بالكمالي
لو كان في المقدور كنا ملبين
للي يبي لو كان صعب المنالي
لكن رئيس "البرسنل" جاب كيسين
فيها مطالب للسنين الطوالي
ومثلك خبير وعارف بالقوانيين
ايضاً وفى القانون ماني لحالي
تقييم المسيرة
@ كيف تقيم مسيرتك؟ وما النقاط التي مرت بك؟
مسيرتي الخصها في إنني عشت حياتي بالكفاح والعزيمة وشيء من الحظ
صداقات اعتز بها.
مااعطتني إياه ارامكو
@ ماذا اعطتك ارامكو؟ وماذا اخذت منك؟
شركة ارامكو اعطيتها شبابي ووقتا مهما من وقت اسرتي وصحتي واخذت منها متطلبات الحياة الكريمة وصداقات زملاء عرفتهم زملاء واعتز بصداقاتهم
@ مثل من؟
الكثير من الرؤساء والمرؤسين والزملاء الذين لايتسع المجال لذكرهم تعلمت منهم الكثير وقضيت معهم اياما لايمكن ان تنسى.
ابنائي والمشورة
@ ابناؤك هل رسمت لهم طريق المستقبل؟
ابنائي كجيل اليوم من الصعب ان تحدد طريقهم فقد انتهى دوري عند تعليمهم ومنهم من يعمل بشركة ارامكو ومنهم من اختار عالم المال والاعمال ومنهم من هو على مقاعد الدراسة الا انهم دائماً ما يلجأون إلي في امور لاخذ المشورة.
مشاريع واعمال
@ هل بدأت بمشاريع تجارية كغيرك؟
ابداً لم اعمل أي مشروع تجاري احد ابنائي يعمل في مجال التجارة واتمنى له التوفيق لخدمة وطنه في أي مجال يراه.
الحالة الصحية
@ ابا سابر كيف حالتك الصحية؟
الحمد لله اعاني من امراضا مزمنة واجريت عمليات في القلب والآن احمد الله.. حالتي مستقرة واسأل العلي القدير حسن الختام.
آخر المطاف
@ هل تلاحظ ان الحاجة ماسة للاستفادة من خبراتكم من خلال العودة للعمل بمهام استشارية؟
احلت للتقاعد منذ عشر سنوات واحسست في بادئ الامر بالفراغ الا انني تأقلمت مع الوضع الحالي بعد يقيني.. انني اديت ما اوكل الي وانني والحمد لله راض كل الرضا عما قدمت ، اما عودتي فإنني لا احبذها وارى ان توظيف الشباب واستقطاب الدماء الشابة المنتجة وتأهيلهم افضل.
كلمة اخيرة؟
اشكر جريدة (اليوم) على هذا اللقاء وجريدة (اليوم) هي جريدة عاصرتنا وعاصرناها وحرصنا على قراءتها وسرنا التطور المطرد لها كما ارجو ان يكون اللقاء مثمرا ومفيدا خاصة لهذا الجيل وارجو الا اكون قد اخطأت في الاسماء او المواقع والتواريخ وشكراً.
السيرة الذاتية
الاسم: راجس بن محمد بن قطيان الشرافي الدوسري
من مواليد وادي الدواسر 26شعبان 1352الموافق 1933م
والده تزوج من 28 امرأه وله من الابناء 18ولداً وبنتاً. عمل تاجرا وغواصا ومزارعا.
المستوى التعليمي: تعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في وادي الدواسر ثم واصل تعليمه في المدارس الليلية بالمنطقة الشرقية اثناء عمله في ارامكو وواصل دراستة للغة الانجليزية في مدارس ارامكو وانهى جميع مقررات الشركة.
حاصل على دورات منها دبلوم في البصمات ودبلوم في العلوم البوليسية ودبلوم في السلامة والتحقيق والامن والطباعة والحريق.
الحياة العملية:
التحق بارامكو السعودية في 4/6/1950م وعمل برأس تنورة في معمل التكرير والمنافع والكهرباء لمدة سنتين ثم ترك العمل لحاجة والده ثم عاد للعمل في 1/8/1953م في إدارة الامن الصناعي بوظيفة رجل امن صناعي بالظهران الى ان وصل الى رئيس نوبة بالظهران ورئيس للاطفاء ، ثم انتقل الى المنطقة الجنوبية ليعمل مساعد ناظر لمدة سنتين ومن ثم انتقل الى المنطقة الشمالية بوظيفة ناظر عام 1980م وعمل مديرا بالوكالة للامن الصناعي بالمنطقة الشمالية حتى تقاعد.
الحالة الاجتماعية :
متزوج عام 1955م ولديه زوجتان والعديد من الابناء منهم من يعمل بارامكو واخرون رجال اعمال والبقية يواصلون تعليمهم
الضيف مع ابنائه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.