السعودية تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءاتٍ فعّالة للقضاء على الجوع وتلبية الطلب المتزايد على الغذاء حول العالم    دوري روشن: ثنائية حمدالله تقود الشباب لكسب مواجهة الخلود    شرطة النماص تباشر «إطلاق نار» على مواطن نتج عنه وفاته    أستراليا تعتزم حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم تحت سن 16 عاما    «السوق المالية»: إدانة 3 بمخالفة نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية ونظام الشركات وتغريمهم 3.95 مليون ريال وسجن أحدهم    وكيل أعمال سعود عبدالحميد يكشف حقيقة عودة موكله إلى «دوري روشن»    الاتفاق يختتم تحضيرات الهلال    الأولمبياد الخاص السعودي يستعد لاستضافة المجلس الإقليمي للاعبين القادة في جدة    وزير الداخلية يستقبل سفير فرنسا لدى المملكة    سقوط 46 قتيلا.. مجازر إسرائيل مستمرة في قطاع غزة    «سلمان للإغاثة» يوزع 1.490 من السلال الغذائية والحقائب الصحية في محافظة إدلب    انطلاق أعمال مؤتمر النقد السينمائي الدولي في الرياض    إنطلاق أعمال المؤتمر العالمي لطب الأعصاب بمشاركة اكثر من 350 مختصاً    المربع الجديد يستعرض آفاق الابتكار الحضري المستدام في المؤتمر العالمي للمدن الذكية    جامعة الفيصل توقّع عقد إنشاء مبانٍ لكليتي الهندسة والقانون بقيمة 325 مليون ريال    "سلمان للإغاثة" يوزع 2.459 كرتون تمر في مديرية الوادي بمحافظة مأرب    أمير القصيم يرعى حفل تدشين 52 مشروعا صحيا بالمنطقة بتكلفة بلغت 456 مليون ريال    البنك الأهلي السعودي يطلق محفظة تمويلية بقيمة 3 مليارات ريال خلال بيبان24    القبض على يمني لتهريبه (170) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    حاكم الشارقة يفتتح الدورة ال 43 من معرض الشارقةالدولي للكتاب    فقيه للرعاية الصحية تحقق 195.3 مليون ريال صافي ربح في أول 9 أشهر من 2024 بنسبة نمو 49%    الأمير محمد بن عبدالعزيز يدشّن فعاليات مهرجان شتاء جازان 2025    بانسجام عالمي.. السعودية ملتقىً حيويًا لكل المقيمين فيها    "ماونتن ڤيو " المصرية تدخل السوق العقاري السعودي بالشراكة مع "مايا العقارية ".. وتستعد لإطلاق أول مشاريعها في الرياض    رحيل نيمار أزمة في الهلال    إيلون ماسك يحصل على "مفتاح البيت الأبيض" كيف سيستفيد من نفوذه؟    أمانة الشرقية: إغلاق طريق الملك فهد الرئيسي بالاتجاهين وتحويل الحركة المرورية إلى الطريق المحلي    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    محافظ جدة يشرف أفراح آل بابلغوم وآل ناصر    السعودية بصدد إطلاق مبادرة للذكاء الاصطناعي ب 100 مليار دولار    الذهب يقترب من أدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع    هاريس تلقي خطاب هزيمتها وتحض على قبول النتائج    إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة اليامون    العام الثقافي السعودي الصيني 2025    المريد ماذا يريد؟    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    «بنان».. سفير ثقافي لحِرف الأجداد    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    الدراما والواقع    سيادة القانون ركيزة أساسية لازدهار الدول    التعاطي مع الواقع    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ليل عروس الشمال    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    تطوير الشرقية تشارك في المنتدى الحضري العالمي    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعلمت من فشلي وعلمتني الأيام الإرادة والقرار
د. عائشة المانع الأكاديمية وسيدة الأعمال والمجتمع تتذكر:
نشر في اليوم يوم 05 - 12 - 2003

من المطوعة (مريم) إلى الدراسة بأعرق الجامعات الأمريكية مروراً بمصر رحلة قطعتها الدكتورة عائشة المانع مليئة بالكفاح والصبر والإصرار في مجتمع كانت الفتاة محدودة الإمكانات والفرص وعى والدها أهمية التعليم فأحضر لها معلمتين لتدريسها اللغة العربية والإنجليزية. شدت الرحال إلى مصر فأنهت الصف الأول المتوسط ولكن حرب السويس وقفت عائقاً امام اكمال تعليمها فعادت مرة أخرى إلى المملكة ودرست مع الأولاد لعدم وجود مدرسة للبنات وكانت أول فتاة تحصل على الشهادة الابتدائية بين الطلاب وبها بدأت تدرس قريناتها من الحي ثم عينت أول مديرة لمدرسة بعد افتتاح مدرسة للبنات ولم يقف طموحها عند هذا الحد لإكمال دراستها الثانوية فاستثمرت وقت إجازتها الصيفية لتشجيع الأهالي بالمنطقة الشرقية على تعليم بناتهن حتى حصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم الاجتماعية.
النشأة والتعليم
في البداية حدثينا عن النشأة والتعليم والخطوات الأولى في رحلة التعليم الطويلة ؟
بدأت الدراسة عند المطوعة مريم في الخبر لحفظ القرآن الكريم وختمت القرآن وعمري سبع سنوات وكان والدي رحمه الله قد أحضر لي معلمة لتعليمي اللغة العربية وأخرى لتعليمي اللغة الإنجليزية وكانت هندية.
وكانت جدتي رحمها الله قد ختمت القرآن الكريم وتعرف القراءة والكتابة لذلك فهي تقوم بتدريس نساء الجيران وتعليمهن قراءة القرآن كما تساعدني في حفظ القرآن الكريم ، فكلما عدت من المطوعة تبدأ جدتي بالتسميع لي ثم والدي ثم والدتي فأعود في اليوم الثاني للمطوعة وقد أجدت الحفظ لجميع الدروس خاصة القرآن الكريم لذلك ختمت القرآن مبكراً، ولأنه لم يكن لدينا مدارس في ذلك الوقت فقد أرسلني والدي إلى مصر وكانت المدرسة الوحيدة التي توفر السكن الداخلي هي المدرسة الإنجليزية فدرست فيها حتى الصف الأول المتوسط وبعد حرب السويس عدت إلى المملكة ولم تكن لدي الشهادة الابتدائية بسبب المشاكل والحرب لذلك وضع لي الوالد مدرسة وأخذت الشهادة الابتدائية مع الأولاد وكنت أول فتاة تحصل على الشهادة الابتدائية بين الطلاب وقد كانت تحصل بعض المواقف من الأولاد لمحاولة تغشيشي في الامتحانات فقد كانوا يضعون لي الأجوبة على السبورة وخلف ورقة الأسئلة ولم أكن أعرف بذلك فأنا لم يكن لدي مشكلة لأنني درست الصف السادس في مصر إلا ان ضعفي في اللغة العربية كان قليلاً ولكن القرآن وقراءتي وحفظي الصحيح له كان يعطيني قوة وكان أغلب المعلمين من السودانيين والأجانب وأحدهم لايزال موجوداً حتى الآن أخبرتني بذلك ابنته التي تعمل لدينا في المستشفى.
وبعد أن حصلت على الشهادة الابتدائية بدأت الرئاسة العامة لتعليم البنات بافتتاح المدارس عام 62م الموافق 82ه وكان علي الصقير مندوب الرئاسة في الشرقية وقد كان والدي من الناس الذين يدعون للتعليم وهناك مدرسة بنات نموذجية خاصة في الخبر ولكن لأنني قد حصلت على الشهادة الابتدائية لم ألحق بها بل كنت أجمع أبناء الجيران وأقوم بتدريسهم ثم درست منازل للحصول على الشهادة المتوسطة ولكنني لم اكملها.
المطالبة بمدرسة
والدك من أوائل من قدم طلبا لافتتاح مدرسة للبنات كيف كان ذلك ؟
نعم والدي ممن طالبوا بافتتاح مدارس للبنات كما ذهب حينها إلى الرياض لمقابلة الملك سعود في ذلك الوقت وقدم طلبا بفتح مدرسة ولكن كانت مجرد اجتهادات فردية بسيطة لم ينتج عنها شيء، وعندما فتحت أول مدرسة في الشرقية كان الوالد بصدد إرسالنا إلى لبنان لتكملة دراستنا ولتشجيع المرأة السعودية وتعليمها وافق على تعييني مديرة مدرسة ولم أكن أحمل سوى الشهادة الابتدائية فقط مع الصف الأول المتوسط فكان هو من يقوم بتوصيلي للمدرسة صباحاً كل يوم ويرشدني لما أفعله وأقوم به وفي فترة الظهيرة عندما يأتي لأخذي عن المدرسة يسألني عما فعلته.
وفي الحقيقة كان هو من يدير المدرسة وليس أنا.
الإقبال على التعليم
كم كان عدد الطالبات في ذلك الوقت؟
كان عددهن في حدود 300 إلى 350 طالبة في أول مدرسة وكان لابد من وجود الشرطة عند باب المدرسة لتنظيم حركة دخول الطالبات حيث كان لدى الناس رغبة في التعليم والدراسة.
هيبة الموقف
هل شعرت وقتها برهبة وهيبة الموقف؟
حقيقة في ذلك الوقت من يحمل الشهادة الابتدائية هو بمثابة من يحمل شهادة الدكتوراة في وقتنا الحالي.
إدارة المدرسة
ما قصدته بأنك كنت صغيرة في السن ومن المؤكد وجود طالبات في المدرسة أكبر سناً منك ؟
فعلاً كان هناك فتيات في مثل سني وأكبر مني ولا أقول لك أنني شعرت بالهيبة لأن والدي هو الذي كان يقويني ويدير المدرسة ويقوم بالعمل ويوصيني بما يجب عليَّ فعله فقد كنت مديرة بالرغم من وجود معلمات أكبر مني سناً وكلهن أجنبيات ما عدا مساعدة المديرة وهي شيخة الدغفق سعودية الجنسية.
لا أملك المتوسطة حتى الآن
هل كانت المعلمات ممن يحملن الشهادات ؟
نعم أغلبيتهن يحملن الشهادة الثانوية أو المعهد ومستواهن أعلى من مستواي كثيراً ولكن لأني سعودية عينت مديرة للمدرسة لتشجيع المرأة السعودية على التعليم والتوظيف وكانت لدي رغبة في إكمال تعليمي ولم يكن ذلك ممكنا فتركت العمل في المدرسة بعد تسعة أشهر (عام كامل) وذهبت إلى لبنان لدراسة الثانوية علماً بأنني درست المرحلة المتوسطة منازل ولكن لم اجتز امتحان المتوسطة وكان حينها يطبق نظام الثلاث سنوات وفي لبنان أجروا لي امتحان مستوى ودخلت المرحلة الثانوية لذلك لا أملك الشهادة المتوسطة حتى الآن وقد نلت الشهادة الثانوية في المدرسة الأمريكية ثم درست في الجامعة الأمريكية ببيروت.
الرحلة إلى أمريكا
وكيف هي رحلتك إلى أمريكا؟
في حرب عام 67م قررت الذهاب إلى أمريكا لإكمال دراستي وكنت قد أنهيت السنة الثالثة في الجامعة ونلت شهادة الدبلوم وتوجهت لأمريكا وهناك أنهيت البكالوريوس والماجستير في العلوم الاجتماعية.
العمل الصيفي
هل كانت دراستك متواصلة أم كنت تعودين إلى المملكة في الإجازات الصيفية ؟
كنت أعود للسعودية كل صيف للعمل مع برنامج الطلبة في أرامكو وكنت أذهب للقرى في القطيف لتشجيعهم لإلحاق بناتهم في المدارس والتعليم، وقد كنت أعمل مع دكتورة أمريكية في الطب الوقائي ومعي عدد من الزملاء الأطباء منهم د. زهير السباعي وقد كنت أذهب إلى قرية (البحاري) في القطيف لتوعيتهم وجمع المعلومات للطبيبة الأمريكية وذلك لمدة خمس صيفيات.
ثم أصدرت الطبيبة بعد ذلك كتابا عن هذا الموضوع (الأدوية العربية وتحليلها).
اختيار القطيف
لماذا اخترت منطقة القطيف بالذات ؟
أخذت المنطقة لأنها أكثر القرى التي لم تصلها المدنية إضافة إلى أن الكثير من المرضى كانوا يحضرون إلى مستشفى ارامكو من البدو من أهل الدمام والخبر وكنت أذهب إليهم وأجلس معهم وأسألهم عن العلاجات التي يستخدمونها في عدد من الأمراض ثم أدون اسم العلاج (الطب الشعبي) ويذهب أحد الزملاء من الأطباء ويحضره من السوق ويعطيه الدكتورة فتبعثه إلى المختبر للتحليل المخبري في أمريكا ثم يأتي تحليله فنضع عليه الاسم العربي الذي يعرف به واستعمالاته ومكوناته الكيميائية وهذه هي طريقة ارامكو وقد أصدرت تقريرا عن ذلك ولابد أنه موجود لدى ارامكو.
زملاء العمل
ذكرت من زملائك الطلبة د. زهير السباعي فمن غيره ؟!
لقد كان معنا الكثير من الطلبة ولكن من عملت معهم أكثر من غيرهم في نفس القسم كان الدكتور زهير السباعي والسيد فؤاد صالح حيث كان معي فؤاد صالح وهو الآن مدير بارامكو وقد كان برنامج الطلبة في ارامكو ناجحاً جداً وفعالا واستفدنا كثيراً منه فقد كان يعد تدريباً لنا.
العمل الاجتماعي
هل كان لهذا التدريب علاقة بدراستك ؟
نعم ، فقد تدربت من خلاله على مخاطبة المراجعين من المرضى وكيف أتكلم معهم وآخذ منهم المعلومة وهذا جزء من العمل الاجتماعي وشديد الأهمية في الدراسة الاجتماعية معرفة كيفية التعامل مع الأشخاص ومعرفة مشاكلهم وما يعانون منه، وفي كثير من الأحيان حينما تأتي مريضة أو مرافقة لمريض إلى المستشفى تشعر بالسرور لوجود سعودية تتحدث معها خاصة في ذلك الوقت حيث غالبية الموجودين في المستشفى أجانب من الهنود والأمريكان مما يشعرها بالراحة في الحديث عن مشاكلهم الخاصة ويساعدني في كيفية التعامل معها، لذلك فهذا العمل قد علمني كيفية التعامل مع الآخرين.
برنامج ارامكو أفادنا
هل نستطيع القول إن هذا التدريب كان ثاني تجربة فريدة في حياتك.. الأولى كمديرة مدرسة صغيرة والثانية هي العمل في ارامكو ؟
صحيح وقد كان برنامج الطلبة في ارامكو يجمع الطلاب من جميع أنحاء المملكة من الرياض والجنوب وجدة ونتج عنه التعارف فيما بيننا ولم نكن نستطيع التعارف لو لم يكن هناك برنامج ارامكو وقد كانت لدينا أنشطة اجتماعية كثيرة نفتقدها الآن.
فائدة البرنامج
هل كان البرنامج شبيهاً بالمركز الصيفي ؟
لا.. بل أكثر من ذلك فقد كان يأتينا محاضرون يلقون علينا الندوات والمحاضرات من نفس العاملين بارامكو وكان يدفع لنا راتب طالب 500 أو 1000 ريال وقد كان يساعدنا كثيراً في المصروف وكانت فرصة لأرامكو للتعرف على الطلبة الذين أصبحوا من موظفيها فيما بعد.
بعد الماجستير
بعد حصولك على الماجستير وعودتك ماذا فعلت؟
عدت إلى المملكة وعينت مديرة للإشراف الاجتماعي لمدة 11 سنة ثم أسست مع مجموعة من السيدات الشركة الخليجية للإنماء في الرياض وهي أول شركة نسائية في المملكة هدفها الأساسي تعريف المرأة بالتقنيات الجديدة خاصة الحاسب الآلي وقد كان الحاسب الآلي نادراً في المملكة في ذلك الوقت سوى في بعض الشركات وذلك عام 1985م الموافق 1405ه وقد كنا مجموعة من السيدات من المنطقة الشرقية والرياض وجدة ويحمل بعضنا شهادة الماجستير أو الدكتوراة في العلوم الاجتماعية مما جعلنا نخصص قسما بالشركة للدراسات الاجتماعية وإجراء البحوث وعددنا تسع سيدات ولكن للأسف بعد إنشاء الشركة صدمنا بالواقع حيث أن المجتمع لا يعطي أهمية للحاسب الآلي في ذلك الحين وبالرغم من نجاح المشروع ألا أن هناك جماعة وقفت لنا بالمرصاد لأننا كنا سابقات لوقتنا ولا توجد جهة للترخيص لنا فالمعهد المهني أخبرنا بأنه للرجال فقط أما الرئاسة العامة فلم يكن لديها علم عن شيء يسمى (كمبيوتر ) وقد حاولنا بشتى الطرق وبقينا عشر سنوات على هذا الحال وإلى هذا اليوم لم يرد على طلبنا الذي قدم بتاريخ 22/2/1404ه علما باننا كنا نعطي شهادة بمستوى دبلوم للمتدربات.
شهادة معترف بها
هل كانت هذه الشهادة معترفا بها؟
لا توجد جهة مخولة للاعتراف بالشهادة ، وقد حاولنا مع جامعة الملك سعود الذين استعانوا بشركتنا في بدايتها لتدريب المعلمات لديهم على الحاسب الآلي الشخصي وكان عملنا معهم تطوعيا فقط وبهدف الحصول على ترخيص كما قمنا بتدريب معلمات وموظفات الرئاسة العامة لتعليم البنات لمدة ثلاث أو أربع سنوات متتابعة ومع ذلك لم نحصل على ترخيص.
تدريب شبه مجاني
هل كان هذا التدريب مجانا؟
تقريباً مجاناً لأن الرسوم كانت رمزية جدا فقد أنشأنا مختبرات في أربع مدارس بالرياض ودربنا خلال الفترة المسائية ومع ذلك لم نحصل على الترخيص ومر علينا أربعة رؤساء للرئاسة العامة.
وأخيراً تدهور الوضع الاقتصادي للشركة لكثرة وتكرر الفتح والاغلاق بالرغم من وصولنا إلى مرحلة ممتازة بعد الافتتاح بثلاث أو أربع سنوات وبعد أن أصبح لدينا حوالي 65 أو 70 طالبة في أربعة تخصصات وقد كانت لدينا معلمات على مستوى عال من الأجنبيات والمصريات واثنتين من السعوديات قمنا بتدريبهما ثم توظيفهما أما الأجنبيات فيحملن شهادات جامعية، وتحصل المتدربة على شهادة دبلوم من الشركة.
إقفال الشركة
هل كان إقفال الشركة هو القرار الصحيح ؟
تكرار الفتح والإقفال أدى إلى إفلاس الشركة فأغلقناها عام 1998م ، 1418ه وكنت قد تركت الشركة عام 90م وعدت إلى المنطقة الشرقية وعملت مع أهلي وقد كان انفصالي عنها جسدياً فقط.
ما عملك في المنطقة الشرقية منذ ذلك الحين ؟
عدت وعينت مديرة لقسم خدمات المستشفى فلم أحصل على وظيفة في حياتي المهنية غير المديرة وهذا ليس معناه أن لدي كفاءة أو أي شيء آخر لكن هذه ظروفي وقدري فمنذ حصولي على الشهادة الابتدائية لم يكن هناك من يحمل هذه الشهادة ، وعندما حصلت على الماجستير من أمريكا لم يكن هناك من حصل عليها من قبل فقد كنت سابقة للمسيرة التعليمية خاصة في المنطقة الشرقية في ذلك الوقت وقد عملت بعد الماجستير سنتين في الإشراف الاجتماعي ثم عدت لأمريكا وحصلت على الدكتوراة في ثلاث سنوات وكنت أحضر خلال الإجازات الصيفية للعمل في الوزارة أي في مكتب الإشراف بالشرقية.
العمل الحالي
ما عملك الحالي؟
في مستشفيات المانع شريكة ومديرة للخدمات بالمستشفى.
التضحية بالزواج
وبالنسبة لحياتك الاجتماعية؟
أنا لم أتزوج أبداً فقد كنت منشغلة بالعمل والدراسة.
هل نستطيع القول أنك سيدة أعمال ونائبة لرئيسة منتدى الشرقية النسائي الذي تم تأسيسه من قبل السيدة نبيلة البسام وعملت به منذ بداية تأسيسه ؟
نعم وأنا من مؤسسي المنتدى الذي يطلق عليه (منتدى الشرقية لسيدات الأعمال) وقد عملت مع الجمعيات الخيرية النسائية منذ نشأتها حتى في الرياض كعمل تطوعي وهذا جزء من دراستي وأنا الآن بصدد إنشاء كلية للعلوم الطبية تابعة للمستشفى وقد حصلنا على الترخيص المبدئي لذلك.
كلية العلوم الطبية
هل ستكون هذه الكلية تابعة لإحدى الجامعات؟
لا، ستكون تابعة لمستشفى المانع طبعاً وستبدأ بإذن الله السنة القادمة وأطمح ان تكون كلية أهلية غير ربحية تعنى بخدمة المجتمع، وحالياً لدينا في المستشفى برنامج لتدريب الموظفين بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية بدأناه منذ حوالي خمس أو ست سنوات بثلاث أو أربع فتيات من خريجات الثانوية العامة كمساعدات تمريض وبعد ذلك نجحت الفكرة وأصبح عدد الدارسات ست فتيات ثم عشرين طالبة كدفعة أولى والسنة الماضية تم تخريج (37) طالبة بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية. والسنة الحالية تتدرب لدينا (64) طالبة في ثلاثة مجالات (مساعدة ممرض، مساعد صيدلي، كاتبة طبية).
كم مدة الدراسة في مركز التدريب وهل يمنح شهادة دبلوم فقط؟
في السنة الماضية كانت مدة الدراسة سنة واحدة فقط أما السنة الحالية فمدتها سنتان ونصف السنة بالرغم من أننا بدأنا بستة شهور ثم تسعة شهور.
رسوم التدريب
هل هذا التدريب برسوم؟
لا، بدون مقابل لأن الوظيفة ستكون مضمونة لدينا في مستشفيات المانع.بعد إنهاء فترة التدريب .
وفي حالة رفض الطالبة الوظيفة بعد التخرج؟
لن نقول بأنها رفضت ولكن قد تكون هناك ظروف تمنع إلتحاقها بالوظيفة مثل أن تتزوج وتنتقل للسكن في منطقة أخرى فيصعب عليها الاستمرار ولا نستطيع حينها عمل شيء بصراحة. ولكننا الآن ألزمنا المتدربات بخصم مبلغ معين من الراتب بعد توظيفهن بعد حصولهن على الوظيفة أو دفع مقابل التدريب في حال رفض العمل. إذا لم تتمتع بدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية.
غالبية الفتيات الآن يبحثن عن الوظيفة قبل الدراسة؟
نعم فأول دفعة لم تترك العمل منهن سوى متدربتين فقط وثاني دفعة ثلاث متدربات وهذه نسبة قليلة لظروف قاهرة ولأن تدريبنا قوي جداً وليس لغرض تجاري فنحن ندربهن من أجل الاستفادة منهن فالعائد سيكون لنا أولاً وأخيراً.
جائزة السعودة
هل هذا يخدمكم في قضية السعودة؟
طبعاً فنحن نهتم بالسعودة، وعلى مدى ثلاث سنوات حصلنا على جائزة السعودة في القطاع الصحي بالنسبة لمستشفيات المانع.
الدراسة في مصر
نعود إلى أيام الدراسة في مصر، كيف كانت؟
بداية ما أتذكره أن المجتمع كان في حينها يرفض خروج البنت وحدها وكان ذهابي إلى مصر رغماً عن جدي وجدتي وكان بالنسبة لي مفاجأة فلم أكن أعلم أنني مسافرة بل كنت ألعب في المطار ولم أدرك شيئاً حتى أمسكني والدي من يدي وأركبني الطائرة فبكيت تلك اللحظة وقد أخذني والدي للدراسة حينها دون أن يخبر أحداً حيث وضع والدتي وجدي وجدتي أمام الأمر الواقع أما أنا فلم يكن لي رأي لصغر سني، وفي المطار مازلت أتذكر مكائن " الكوكا كولا" والمصعد الكهربائي فقد ظننته ( سجن) للوهلة الأولى وقد بقيت هذه الأشياء الغريبة في ذاكرتي لأنها غير موجودة لدينا، وقد كانت التجربة جميلة فالمدرسة الإنجليزية تعلمنا فيها أشياء مختلفة تماماً عن حياتنا هنا فهي تعلمنا السباحة واللغة الإنجليزية وذهبنا إلى الحدائق والسينما في مصر وأشياء كثيرة مع أنني قدمت من قرية ( الخبر) وليس فيها سوى شارع واحد وعدد قليل من البيوت وذلك قبل خمسين عاماً عام 1953م وقد كنا في الخبر نستيقظ صباحاً على إغلاق باب البيت بالرمل بسبب الرياح التي تهب في الليل فتحرك الرمال مما يجعلنا نخرج عن طريق السطح.
افتقاد الأهل
لا ننكر رؤيتك لأشياء مثيرة هناك، ولكن افتقادك للأهل كيف كان شعورك تجاهه؟
طبعاً افتقادي لأهلي شعرت به منذ البداية ولكن وجود أشياء كثيرة انبهرت بها ولم تكن موجودة لدينا انساني كل ذلك، ففي الطائرة بكيت على بعدي عن أهلي وكان والدي طوال الرحلة يقول لي أريدك أن تتعلمي وتجعلي الشهادة هدفك فكان دائماً واضحاً معي.
فرق بين الحاضر والماضي
وفي اللحظة التي تركك فيها والدك وسافر بعد بقائه معك عدة أيام كيف كان شعورك؟
بقي معي والدي حتى أدخلني المدرسة واطمأن علي أنا وأبناء عمي وقد ارتبكت في بداية الأمر لكني فيما بعد التهيت كالطفل عندما ينبهر بأشياء كثيرة حوله، فالفرق شاسع بين الماضي والحاضر فعندما نسافر الآن نجد أشياء بسيطة جديدة فقط ولكن في ذلك الوقت كان كل شيء غريبا وجديدا فكان سفري نقلة كبيرة جداً في حياتي حتى الكهرباء والماء لم تكن لدينا في الخبر.
إلى متى بقيت في الخارج؟
حتى عام 57 وقد كان والدي يرحمه الله- حريصاً على تواجدي في الصيف هنا في المملكة فكان يريدنا متواصلين مع البلد حتى أنه كان يؤجل سفره مع والدتي حتى أعود.
تحقيق النجاح
لكل إنسان ناجح بداية، فكيف ترين بداياتك، وما نقطة البداية في حياتك أو بمعنى اوضح نقطة تحول في حياتك؟
أنا كل عشر سنوات تكون لي نقطة تحول فيها الفشل والنجاح ولكن حتى فشلي اعتبره نجاحا لأنني أتعلم من فشلي فيعطيني القوة والقدرة والمعرفة حتى في مجالات جديدة أتفادى الأخطاء فهي جزء من الخبرة التي اكتسبها في تفادي الفشل في المستقبل، والفشل بحد ذاته هو الدرس الذي يعطيك القوة، والذي يحدد النجاح والفشل ليس أنا بالطبع بل الأشخاص الآخرون، أما أنا فاجتهد، ومع ذلك لم أشعر يوماً في حياتي بانني نجحت بالصورة التي كنت أطمح إليها، دائماً لدي شيء أكبر فأنا اعتبر نفسي لم أحقق شيئاً حتى الآن.
زملاء الدراسة
من تتذكرين من زملاء الدراسة؟
كانت معي في الكتاب مزنة النصار ولم تكمل دراستها لأنها تزوجت سريعاً وهناك الجيران والأهل وبحكم أنني سافرت وأنا صغيرة في السن فكان ارتباطي أكثر بزميلات الدراسة فقد كانت معي فريدة فهد عبد الرحمن القصيبي وفي المرحلة الابتدائية الدكتورة سميرة إسلام وهي الآن بروفيسورة في جامعة الملك عبد العزيز وقد كانت متقدمة عني في الدراسة ولا تزال علاقتي بها متواصلة وفي المرحلة الثانوية فتحية العليان فقد كانت معي في نفس المدرسة ولكن لم تربطني بها علاقة قوية وفي الجامعة كانت معي مزنة العماري وهي عزيزة علي جداً وصداقتنا قوية حتى الآن. وكنت بطبيعتي نشيطة فكنت دائماً أشارك في الأنشطة في أمريكا فقد كنت دائماً عضوة في منظمة الطلاب العرب ولم أكن أتواجد في مكان دون أن يكون لي دور في الأنشطة لذلك تجدين الكثير من الناس يعرفونني ولا أعرفهم وقد كنت في إحدى الفترات رئيسة لفرع الطلبة العرب في المدينة التي أدرس بها وقد أكون عضو مجلس أو نائبة رئيس وقد وصلت لمرحلة كنت أدرس فيها اللغة العربية للطلبة الأجانب في جامعة أوريجن لفصلين دراسيين أنا وعبد الغني الغنيم من الكويت، ومع أن لغتنا العربية ضعيفة إلا أنها بالنسبة للأجانب جيدة وكنا نعلم الحروف الأبجدية وهو نشاط إضافي سجلناه في الجامعة وطالبنا به ولم نكن نقصد حينها أن نقوم بتدريس اللغة العربية بل كنا نريد من الزملاء من مصر والشام من أعضاء فرع الطلبة العرب عندنا ولكن عندما تقرر المنهج رفضوا التدريس فتحملنا المسئولية وقمنا بتدريس اللغة العربية بالتعاون مع طالب دكتوراة عراقي في الجامعة ساعدنا في وضع المناهج والمواد المدرسة ووجدنا إقبالاً كبيراً وكنا نعطيهم درجات عالية لتشجيعهم ولا نرسب أحداً.
رغبة الدراسة
هل كانوا فعلاً يجيدون اللغة العربية؟
كانوا يتعلمون الأحرف الإبجدية قراءة فقط وليس على مستوى عال وتخرجت بعدها فتركت الجامعة وقد كان إقدامهم على دراسة اللغة العربية برغبة أكيدة فهم يحصلون على علامات جيدة تحسب لهم في الجامعة فالمنهج معترف به.
نعود إلى إدارة المدرسة بالرغم من صغر سنك؟ ومتى تركت العمل هناك؟
أدرت المدرسة بمساعدة والدي رحمه الله وكان ذلك لمدة سنة دراسية واحدة فقط أي تسعة شهور وقد كان والدي يرحمه الله هو أول من وحد مراييل الطالبات في المدرسة، حيث كانت ملابسهن مختلفة باختلاف المستويات بين الغنى والفقر، وبحكم دراسة والدي في الهند كان على معرفة بالنظام الإنجليزي الذي يلزم بلبس الزي الموحد فطبق هذا النظام في المدرسة هنا في الشرقية واختار لفئة الكبيرات من الطالبات اللون الرمادي ولفئة الصغيرات اللون الكحلي حسب القماش الذي وجده متوافراً في السوق حينئذ. ورسمت معلمة فلسطينية لهن موديلا موحدا على ورق بعدد الطالبات فصرنا نعطي كل طالبة ثلاثة أمتار من القماش مع صورة للموديل حتى تخيطه، وفي ذلك الوقت وصلنا خطاب من الرئاسة العامة يستنكر هذا العمل. ومازال خطاب الرئاسة موجوداً لدي ولكن الطالبات كن قد خطنه ولبسنه وانتهى الموضوع فلم نتراجع عن ذلك.
مراحل الدراسة
معنى ذلك أن المدرسة كانت تضم كل الصفوف؟
نعم.
حتى المرحلة المتوسطة؟
لا، فقط الصف الأول والثاني والثالث والرابع الابتدائي حسب ما أتذكره.
مستوى الطالبات
وكيف كان يتم تحديد مستوى الطالبة؟
كانت المعلمات يقيمن الطالبات عن طريق ختم الطالبة للقرآن أو الانتقال من مدرسة أخرى خاصة فقد كانت هناك مدرسة في الدمام وأخرى في الخبر.
وتحديد الأعمار
كان يصعب تحديد عمر الفتاة حينها لعدم وجود شهادات ميلاد، فهل كنتم تلجأون لطريقة مسك الأذن من فوق الرأس لمعرفة ما إذا كانت الطالبة قد بلغت سن السادسة أم لا؟
صحيح لم تكن هناك شهادات ميلاد ولكني لا أتذكر هذه الطريقة بل أتذكر أننا كنا نقدر عمر الفتاة من خلال أسنانها أو من خلال سؤال الأم التي تعطينا عمرا تقريبيا لابنتها مع النظر لأعمار أخواتها الأصغر سناً منها حيث غالباً ما يفصل بين كل طفلين عامان فقط.
تقويم المناهج
كيف ترين المناهج التعليمية اليوم ومناهج الأمس عندما كنت مديرة مدرسة؟
( المناهج محلك سر) تقريباً نفس المناهج وللأسف المشكلة الأساسية وقد تحدثت عنها منذ ثلاثين سنة وعملنا ندوات عن موضوع التركيز على المواد الأدبية وعدم الانتباه إلى احتياج السوق وأن ذلك سيسبب مشكلة كبيرة فيما بعد، وأتذكر أننا عقدنا ندوة في كلية البنات منذ عشرين سنة وكان د/ محمد الهرفي هو رئيس كليات البنات في المنطقة وناقشناه في أسباب التركيز على الجغرافيا والتاريخ وغيرهما وأن هذا فيه إهدار وسوق العمل لا يحتاج إلى هذه التخصصات والإعداد الكبيرة التي تتخرج منها وتحدثنا عن ضرورة التركيز على الاحتياجات الفعلية التي هي المهنية في التدريب وعقدنا هذه الندوة مع شخصية أخرى كان مديراً للشئون الصحية بالشرقية وثالث شخصية هي الأستاذ عبد العزيز المسيند مندوب الرئاسة في الشرقية حيث لم يتم تلك الندوة في حينه بسبب إيقافنا عن عقد هذه الندوات وعندما تركت العمل في وزارة العمل والشئون الاجتماعية كان السبب أن الأنظمة التي جاءوا بها من مصر منذ ثلاثين سنة رفضوا تغييرها بالرغم من مطالبتنا بذلك ولا أعرف السبب؟! ومن المفترض النظر في احتياج البلد وتدوين الأنظمة على أساسها، أما هذه الأنظمة المستوردة من مصر كأنظمة الجمعيات الخيرية والمراكز الاجتماعية، ولو رجعت إلى السجلات لوجدت مناقشتي ومطالبتي بهذا الشيء ولكن القائمين مع الأسف لم يكونوا مدركين ففي فترة من الفترات كان لدي دكتوراة بينما رئيسي في العمل كانت شهادته أقل من الثانوية فكيف تناقشين مثل هذا الشخص، حتى في الرئاسة كانت توجد نفس المأساة، ولا أستطيع لومهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه وقد كانوا يستلمون المناصب وهم صغار في السن ويظل أحدهم عشرين أو ثلاثين سنة على نفس المنصب ولم يكن هناك تدريب لهم لتطوير معلوماتهم.
ولكن الوضع الآن قد تغير؟
حتى الآن لابد من مراجعة القائمين والكفاءات لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، لقد تخرجت من أفضل الجامعات وتعودت على مستوى معين وعندما وصلت هنا صدمت فقد لاحظت تفاوتاً كبيراً.
المعلمة والدورات التدريبية
دور مديرة المدرسة اليوم هل يختلف عن دورها في السابق؟
طبعاً لابد أن يختلف الآن لدينا مدرسات بعد تخرجهن من الابتدائي أو المتوسط أخذن دورة في المعهد ولازلن يدرسن في المدارس وهذا لا يصح. صحيح أنهن دخلن في سن صغيرة وهذا ما جعل مدة خدمتهن تصبح طويلة حتى يصلن للتقاعد، ومن المفترض تدارك ذلك بإعطائهن دورات تدريبية وكورسات وفتح المجال للدراسة في الكليات لتقويمهن وتطوير قدراتهن في التدريس والإدارة وهذا كان من الأشياء التي تمت مناقشتها مع د/ محمد الهرفي في الندوة فقد طالبنا بوضع قسم لتدريب المعلمات ذوات الشهادة المتوسطة للرفع من مستواهن التعليمي وحتى يواكبن التطور الحاصل. وقد كان ذلك من حوالي عشرين عاماً وإلى تاريخه لم يتحقق شيء.
ولكن تم فتح المجال للمعلمات في كثير من التخصصات للانتساب ومنهن من حصلت على شهادة الدكتوراة؟
لو كان الانتساب في نفس المنطقة فلا بأس حتى تستطيع المنتسبة حضور بعض الدورات والامتحانات ولكن الانتساب عن بعد لا يؤدي الغرض فسابقاً كان حضور الطالبة مرة أو مرتين في العام لأخذ الملازم وحفظها ثم اجتياز الامتحان وهذا خطأ فالتعليم ليس حفظاً فقط بل هو اتصال بالآخرين وبالأساتذة وهذا جزء من العملية التعليمية مع المشاركة في فعاليات مختلفة تثري المادة العلمية.
عدم التأهيل
ما أبرز الصعوبات التي تعرضت لها كمديرة مدرسة؟
لم تكن هناك صعوبات أبداً، كل ما نريده يوفر لنا، والصعوبة هي أنني لم أكن مؤهلة لأكون مديرة مدرسة وكنت أعتمد على والدي اعتماداً كلياً.
العمل بوزارة العمل
خلال عملك في وزارة العمل والشئون الاجتماعية لابد أنك اكتسبت الكثير من الخبرات حدثينا عنها؟
بالتأكيد فقد أطلعت على أماكن مختلفة في المملكة من ناحية مستوى المعيشة خاصة في القرى وأدى ذلك إلى احتكاكي بالناس ومن بيئات اجتماعية مختلفة. فتعلمت الكثير حيث كنت من النوع الذي يندمج ولا اعتمد على أحد بل أذهب بنفسي وأشارك بالرغم من كوني مديرة للإشراف الاجتماعي ولكن لم يمنعني ذلك من العمل الميداني الذي أحبه، وكنت من خلال ذلك أدرب المشرفات اللاتي كن معي وأشاركهن ومازال بعضهن موجوداً حتى الآن ويمكنك سؤالهن بنفسك.
الاستقالة من الوزارة
وهل تركت العمل في الإشراف الاجتماعي متقاعدة أم مستقيلة؟
استقلت لأنني وصلت لمرحلة لم أستطع أن أعطي فيها بالطريقة التي أريدها فبعض العوائق لا يمكن تجاوزها فتوقفت وبصراحة طلب مني البقاء في الاشراف الاجتماعي وبمنصب مستشارة مع مكتب خاص ولكنني لم التحق بالعمل اصلا من اجل المال بل من اجل العمل وتحقيق الذات وعملي هناك وصلت فيه الى باب مسدود ولم استطع الاستمرار في هذا الوضع وكما قلت سابقاً كل عشر سنوات تحصل لي نقلة.
ولكنها نقلة اختيارية؟
طبعاً وكل نقلاتي اختيارية وطلب مني البقاء في الإشراف الاجتماعي وبمنصب مستشارة مع مكتب خاص ولكنني لم ألتحق بالعمل أصلاً من أجل المال بل من أجل العمل وتحقيق الذات.
حب التجديد
يعني أنك تحبين التجديد؟
نعم فأنا أشعر بالملل من المكان نفسه، وأنا حالياً في المستشفى وأشعر بأنني ستصبح لي نقلة قريباً خاصة أنني بصدد إنشاء الكلية وتشغل كل تفكيري.
العمل التجاري
خضت العمل التجاري مع مجموعة من السيدات؟ كيف كانت التجربة؟
سبق وذكرت أن التجربة كانت جيدة رغم فشلنا لكننا على الأقل بدأنا بفتح باب للشركات النسائية، ونحن أول مجموعة قامت بإدخال الحاسب الآلي للمرأة في المملكة ولم يكن ذلك وارداً في ذلك الحين ثم تم إدخاله في مدارس الرئاسة العامة وتدريب الفتيات بالرغم من الصعوبات التي واجهتنا من فتح الشركة وإغلاقها عدة مرات. ومع ذلك استمررنا أكثر من عشر سنوات منذ 1985 م حتى 1998 م أي حوالي اثني عشر عاماً ولكن آخر ثلاث سنوات كانت متعثرة جداً. وكونت لجنة حينها للنظر في الموضوع ثم أوكل الأمر للرئاسة العامة لتعليم البنات.
العمل التطوعي
دكتوره ما نظرتك للعمل التطوعي؟
مهم جداً، ويجب تدريب الطلبة والطالبات في المدارس عليه لأنه جزء من ديننا ( التكافل الاجتماعي) وهذا ما نفتقده الآن افتقاداً تاماً في مناهجنا ومدارسنا وأتذكر عندما كنت في المدرسة الإنجليزية في مصر كانت كل مجموعة من الطلاب تكفل طفلاً يتيماً كنا ندفع قرشا أو نصف قرش من المصروف
الأسبوعي ويبلغ خمسة أو عشرة قروش ويصرف على الطالب أو الطالبة الأيتام منه وقد يأتي لزيارتنا في الإجازات والمناسبات وكنا نذهب إليه ونشاركه بعض المناسبات مما نمى لدينا حب المشاركة الاجتماعية.
هناك مدارس كثيرة اليوم لم تغفل العمل التطوعي ولديها توجه له؟
أنا لا أتحدث عن المدارس الخاصة بل أتحدث عن المدارس الحكومية حيث يغيب عنها هذا الدور, هناك مدارس خاصة كالظهران الأهلية نبعت أصلا من الجمعيات الخيرية (جمعية فتاة الخليج) وقد ساهمت في ذلك الموضوع عندما كنت مديرة لمكتب الإشراف الاجتماعي حيث حضرت لي سيدة ترغب في افتتاح روضة ولديها ولد وبنت ونصحتها بالتوجه الى الشئون الاجتماعية عن طريق الجمعية ثم بعد إثبات وجودها توجهت للرئاسة العامة وتم الاعتراف بها وبما أن هذه المدرسة كانت بدايتها في الجمعية فمن الطبيعي أن يتم تواصلها مع هذه الجمعية.
قضية المرأة
دكتورة ما اهتماماتك الان؟
قضية المرأة بصورة عامة كإنسان وهذا جزء من حياتي واحاول مساندتها من خلال عملي أو الأنشطة الاجتماعية التي أشارك فيها.
وهذا ما نفعله في المستشفى الآن من تأهيل مهني على التمريض ومساعد التمريض حتى اصبح لدينا (65) متدربة.
الاستفادة من الأخطاء
الخطأ في حياتك ما موقعه ؟ وما مدى استفادتك من اخطاء الآخرين؟
كل شخص يخطئ بطبيعته ولا اعتبر الخطأ فشلا بمعنى الكلمة بل اعتبره ظروف الحياة التي تعلمت منها ويمكن ان أتخطاها أو اتفاداها مستقبلا وطبعا استفيد وأتعلم من أخطائي؟
تأسيس منتدى سيدات الأعمال
منتدى سيدات الأعمال بالمنطقة الشرقية يعد أول منتدى نسائي لسيدات الأعمال في المملكة. كيف تم التأسيس؟
البداية كانت من الأخت نبيلة البسام وهي زميلة عزيزة اتصلت بمجموعة منا وطلبت ان يكون لنا تجمع خاص كمنتسبات بالغرفة التجارية وفعلا بدأنا بالاجتماع منذ أربع سنوات وكنت أول من أيد الفكرة ومن هنا كانت البداية.
كم كان عدد العضوات؟
لم يكن لدينا مكان وحاولنا الحصول على دعم الغرفة التجارية فاقتصرنا على أول مجموعة سجلت بالرغم من اعلامنا للجميع بالمنتدى ولكن الان باب العضوية مفتوح لمن شاءت بالرغم من عدم توافر المكان , ولو فتح المجال للجميع وتجمعت حوالي مائتي سيدة فأين يمكننا التجمع لذلك فقد كانت بدايتنا بأربعين عضوة ومازلنا كذلك ولتوفر الغرفة المكان حتى يتسنى لجميع المنتسبات المشاركة والحضور فالمشكلة في المكان فقط وعدم اعتراف الغرفة.
اهم الإنجازات التي أنجزتموها؟
اعتقد أن اهم الإنجازات حصول تعارف بين سيدات الأعمال والاستفادة من تجارب بعضنا البعض في العمل حيث تتحدث كل سيدة عن تجربتها والصعوبات التي واجهتها وكيف أمكنها تفاديها مما يساعد الاخريات , كما تعقد لدينا شهريا محاضرات عن العمل التجاري لمحاضرين ومحاضرات من الجامعات من مختلف مناطق المملكة فقد أحضرنا الدكتور إبراهيم المطرف من الغرفة التجارية للحديث عن المنشآت الصغيرة ود/ نادية باعشن من جامعة الملك عبد العزيز ود/ منيرة الناهض من جامعة الملك سعود , كما استضفنا محامين في أنظمة الشركات والتعامل ولدينا جدول للمحاضرات في كل لقاء شهري ويمكن الرجوع في ذلك الى الموقع الإلكتروني للمنتدى.
اجتماعكم هل هو شهري؟
في بداية كل شهر اجتماع لمجلس الإدارة اما الثاني فاجتماع الجمعية العمومية وقد تبرعت لنا الأميرة مشاعل بنت فيصل بن تركي بمكان الاجتماع جزاها الله خيرا وذلك في مؤسسة إدراك التابعة لها.
معوقات سيدة الاعمال
ما المعوقات التي تعيق عملك كسيدة أعمال؟
المعوقات كثيرة مثل قضية الوكيل التي تؤدي الى استغلال المرأة , وقضية عدم تمكين المرأة من الاتصال بالجهات المختصة كالوزارات وانهاء معاملاتها بنفسها لعدم توافر أقسام نسائية , كما أن بعد المرأة عن الغرفة التجارية يجعلها جاهلة بالمستجدات وتغير الأنظمة والقوانين بصورة دائمة.
مطالب للغرفة
تقدمتن بعدة مطالب للغرفة التجارية , فما هذه المطالب؟
أهم مطلب هو ان تنشئ الغرفة التجارية لجنة لرعاية وخدمة سيدات الأعمال وأن يكون لدينا مكان للاجتماع سواء في مبنى الغرفة أو خارجها مع تسهيل أعمالنا في الغرفة ولكن مع الأسف لا يوجد من يعطي مطالبنا أي اهتمام وقد عقد اجتماع منذ حوالي سبعة شهور واستدعينا من قبل الغرفة وتم التصريح بإنشاء لجنة نسائية ولكن حتى الان لم نر شيئا واعتقد أنهم يبحثون عن عشرين عضوة ولم يجدوا سوى عضوات المنتدى نفسه.
دور سيدة الاعمال
ما الدور الذي تقوم به سيدة الاعمال في المنطقة الشرقية؟
عملنا محدود والسبب كما اعتقد عدم وجود صفة رسمية لنا بالرغم من وجود توجه لدينا للقيام بتقديم خدمات للمجتمع ولكن لم نستطع ذلك لعدم وجود صفة اعتبارية وقد نوقش هذا الموضوع ولكن لانزال غير قادرين على عمل شيء.
سيدات أعمال بارزات
ما موقع سيدة الأعمال السعودية بالنسبة لسيدات الأعمال في الخليج؟
لدينا سيدات أعمال في المملكة لهن دور كبير ليس على مستوى دول الخليج فقط وانما على المستوى العربي وهناك عدد من السيدات تمكن من ذلك مثل لبنى العليان , حصة العون , سعاد الدباغ, وغيرهن الكثير ممن لا تحضرني أسماؤهن الان وأكثرهن تربطني بهن علاقات قوية.
مصانع نسائية
فكرة انشاء مصانع نسائية , هل تم طرحها في المنتدى؟
الشركة الخليجية للإنماء في الأساس عندما تأسست كان من أهم مشاريعها المشاريع الصناعية وكان هناك مشروعان الأول: مصنع البطانيات والثاني مصنع لتصنيع الفانلات الصوف للجيش وكانت شركة التصنيع الوطنية قد عرضت مساعدتنا وقدمنا طلب الى صندوق التنمية الصناعية ولكن في ذلك الوقت أي قبل حوالي 18 سنة قمنا بدراسة الجدوى وكان د, عبد المحسن جلال يرحمه الله هو رئيس مجلس إدارة شركة التصنيع الوطنية وهو الذي عمل دراسة جدوى لعدة مشاريع ولكن بعد عدة محاولات مع صندوق التنمية الصناعية رفض طلبنا ولم تكن لدينا الإمكانيات المادية الكافية كما أن عمل المرأة في الصناعة كان يعتبر صرعة في ذلك الوقت ولم يكن الجواب بالرفض ولكن لم يكن هناك قبول أيضا , وقد قمنا بعمل دراسة لدخول المرأة في مجال تصنيع الأدوية مع الشركة الدوائية, كما عملت دراسة لتفعيل دور المرأة واشراكها في عمل المصانع الحربية قبل(18 عاما) ولكن وضعت هذه الدراسات في الأدراج بالرغم من انها جميعا أوضحت استعداد السيدات الكبير بالعمل في المصانع فمع شركة الدوائية عملنا دراسة في القصيم (بريدة وعنيزة والرس) ووجدنا تجاوبا واقبالا من السيدات واستعدادا للعمل وكان د/ عبدالله عبد القادر رئيس شركة الدوائية من المشجعين للموضوع ولكن للاسف لم يكن هناك أي نتيجة.
ألم يتم طرح الموضوع ضمن المنتدى النسائي؟
لم يتم التطرق له لأنه كما سبق وذكرت باننا ليست لنا أي صفة رسمية وهناك سيدات أعمال لديهن توجه لدخول المجال الصناعي مثل فوزية النافع مع الملابس الجاهزة ولكن لا نستطيع تجهيز المصنع والمهارات المطلوبة غير متوفرة في البلد وليست لدينا مراكز مهنية مؤهلة.
الأنظمة تعيق الصناعة
اذا كان لدى البعض توجه نحو الصناعة فما الذي يعيقهم الآن؟
أكثر ما يعيقهم الأنظمة والقوانين التي تحكم هذا المجال.
نجاح المرأة لا يتوقف
نجاح سيدة الاعمال بماذا يرتهن؟
ما ينطبق على الرجل ينطبق على المرأة ولكن المرأة تحتاجه الرجل الى أضعاف ما يحتاج من المثابرة والاستمرار وعدم التنازل وأن تضع في ذهنها أن الفشل وارد ولا تتوقف من أول تجربة بل تستفيد منها وتستمر.
وأهم شيء ان تبتعد عن تقليد الآخرين لأنه أمر شاع بشكل غريب في الآونة الأخيرة, كما ينبغي عليها التخطيط المسبق ومعرفة الجدوى قبل افتتاح أي فكرة جديدة.
وهناك الكثير من السيدات يعملن عن طريق منازلهن بدون أن يكون لهن سجل تجاري فيطبخن في المنازل ويتاجرن باستيراد البضائع من الخارج وبيعها ويخطن ويعملن في العقارات وغير ذلك , والمفروض مساعدة هؤلاء النساء وتنظيم هذا الموضوع وتقنينه.
موافقة لانشاء الكلية
بأي شيء تفكرين حاليا؟
في الكلية التي انا بصدد إنشائها وقد وصلتني موافقة مبدئية منذ حوالي أسبوعين بالرغم من اجتهادي في الموضوع منذ اربع سنوات واتمنى ان تكون على مستوى عال من الجودة والكفاءة للطلبة والطالبات ولا أريد كلية تجارية مثل بعض المعاهد الصحية التي أصبحت مستوياتها مع الأسف سيئة جدا.
تعلمت الكثير
عملك كمديرة مستشفى الآن ما إيجابياته , وما سلبياته؟
لقد تعلمت من عملي الكثير وهو ليس بالعمل السهل ابدا ولا بالصورة التي يعتقدها الناس لأنه يرتبط بحياة الناس جميعا والفرد ينبغي أن يضع نصب عينيه ان العمل في المجال الصحي ليس لغرض تجاري بقدر ما هو من أجل تقديم خدمة على مستوى معين ثم بتوفيق الله يأتيك الرزق والربح وهذا هو شعارنا في المستشفى وما تعلمناه من والدي يرحمه الله (ان تقديم الخدمات الصحية ليس بغرض التجارة) ولكن هذا لا يعني عدم تقديم الخدمة بمقابل مردود معين يمكنك من الاستمرار في تقديم هذه الخدمة ومواصلة عملك.
أما بالنسبة للسلبيات فلكل عمل ايجابياته وسلبياته وعمل المستشفى لا ينتهي فهو على مدار(24) ساعة وفي عنقك أمانة وهي أرواح الناس ويجب ان تكون في المقدمة , كما أن عمل المستشفى يشمل كل شيء من فندقة ومطعم وخدمات وتصنيع أدوية وأثاث وغيره الى رعاية وعلاج المرضى والسهر على راحتهم وليس مثل التاجر الذي يبيع بضاعة وانتهى الموضوع.
طموحات
طموحاتك إلى أين تصل؟
كلمة طموحات واسعة وكبيرة ولم أحقق شيئا من طموحاتي حتى الآن.
العمل التطوعي
أين تجدين نفسك؟
اجد نفسي في العمل التطوعي اكثر وليس بالضرورة في جمعية خيرية ولكن العمل التطوعي هو العمل للشأن العام فأنا عندما أعمل من اجل قضية اجتماعية اجد نفسي فيها.
الصراحة
أمور قد يجهلها الكثيرون في حياة د. عائشة المانع؟
انا انسانة صريحة وواضحة ولا اعرف المجاملة أو التملق أو الدبلوماسية ولذلك انام وانا مرتاحة وهذا قد يسبب لي المشاكل لان ما في قلبي على لساني.
موقف
موقف يصعب عليك نسيانه؟
فقدان والدي يرحمه الله حيث مضى على وفاته (16) عاما منذ عام 87 م وقد كان السند لي بعد الله تعالى.
هوايات
ابرز هواياتك ؟
السباحة ومن أجل ذلك انشأت مركزا للعلاج الطبيعي في المستشفى وكافحت كثيرا لافتتاحه.
ما الدور الذي تقوم به المرأة في المملكة حاليا؟
دور كبير فالمرأة السعودية أثبتت وجودها , فعندما نرى د/ سميرة إسلام قد كرمت كأول عالمة مسلمة وأعطيت جائزة منذ عامين في دبي ونرى د. ثريا عبيد وقد أعطيت أعلى منصب لسيدة عربية في الأمم المتحدة ونرى د. حياة سندي المخترعة في المجال الطبي.
هذه شخصيات نسائية كرمت واعترف بها خارج المملكة.
مواصلة التعليم
من الذي شجعك على مواصلة تعليمك؟
والدي.. والدي رحمه الله هو الذي دفعني للتعليم ولم يشجعني فقط.
حكمة تؤمنين بها؟
ليس الغلط أن تخطئ ولكن ان لا تتعلم من خطئك.
المنطقة الشرقية ماذا تعني لك؟
تعني لي كل شيء الطفولة والذكريات والحنين.
السعودة
ما مدى الحاجة للسعودة من الوقت الحاضر وكيف يمكن تحقيقها؟
إن الحاجة للسعودة حاجة ماسة وعاجلة ولا تحتمل التأجيل. ويجب أن تغطي كافة الفعاليات والقطاعات الإنتاجية , أما عن كيفية تحقيقها فانا اعتبر ان إيجاد برامج تدريب وتأهيل للخريجين من الشباب وذلك بفتح أقسام في الكليات الموجودة لتدريبهم وتطوير مهاراتهم بما يتناسب مع حاجة السوق الفعلية وفي المجالات التي يحتاجها سوق العمل من شأنه ان يسهم في تعزيز تطبيق السعودة.
زواج السعودية من أجنبي هل هو حل أم مشكلة؟
برأيي ان الزواج من أجنبي سواء وقع من قبل الشاب أو الفتاة السعودية هذا خيار وحق لكل من اراده وواقع لابد منه ومع ان هذه الظاهرة لا تزال في حدودها الدنيا في مجتمعنا وبالتالي يجب معاملتها على أنها استثناء لا يقاس عليه غير أن حقيقة المشكلة انها تكمن في زواج الشباب والشيبان السعوديين وليس الفتاة السعودية من أجنبيات والذي من شأنه أن يسهم مع غيره من الأسباب الأخرى في ايجاد ظاهرة العنوسة في المجتمع والتي قد تدفع الفتاة وأهلها للموافقة على زواجها من أجنبي, وهذا الزواج برأيي هو بمثابة بدل عن ضائع.
الخبرة والعمل
ما دور الخبرة في إجادة العمل وأيهما افضل الدراسة ام الخبرة؟
ان إتقان العمل وزيادة إنتاجيته إنما تعتمد على تأهيل العامل وخبرته حيث أن الدراسة تعطي العامل الوسائل وتنير له الأساليب التي يجب عليه اتباعها والعمل بها في حين أن الخبرة هي التي تصقل حسن توظيفه للمعلومة وتطبيقها بشكلها الصحيح وبالتالي فلا يمكن الفصل بين الدراسة والخبرة من حيث الأفضلية إذ ان تعلم قيادة السيارة بشكله النظري دون القيادة الفعلية على الطريق لا تجعل منك سائقا على الإطلاق.
ممن تخاف المرأة؟
أن من يعطي اكثر مما يأخذ لابد أن يشعر بالظلم وهذا هو حال المرأة السعودية وأنا من خلال تجربتي أقول إن اكثر ما تخافه المرأة هو ظلم المجتمع لها بكل ما في هذه الكلمة من أبعاد ومعان.
ما خلاصة تجربتك؟
لا يمكن للإنسان أن يكتب في سطور قليلة خلاصة تجاربه في الحياة , ولكن تجاوزا يمكن القول إن الأيام والسنين علمتني أن أكون حرة الإرادة والقرار , علمتني ان أدافع عن أفكاري ومبادئي والا أتنازل عن أي شيء اؤمن به وفق أحكام الشريعة السمحة وبما يسمح به ديننا كما علمتني التجربة أيضا ان الحياة قد لا تعطيك كل ما تريد وان حرصت أو اجتهدت في تحقيقه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.