الاقنعة وسيلة تنكر معروفة توضع على الوجه للتغير من شكل لشكل آخر وايضا المكياج بالنسبة للممثلين الذين يقومون بادوار على خشبة المسرح أو في الافلام السينمائية، اما ما اقصده من الاقنعة فهي التي يتقنع بها بعض الناس ولكن على مسرح الحياة وهي الشخصية الثانية اللامرئية ليراهم الناس بالصورة التي يحبون ان يظهروا بها ويقوموا بتجسيدها، والوجه وما يحتويه من ملامح كتاب الشخصية المقروء وقراءته قراءة لما يدور بداخل تلك الشخصية من عوالم خاصة العينين مرآة النفس والبريد السريع الذي ينقل الاشارات الضوئية والرسائل من الاعماق هذا في حالة فك رموز تلك الشخصية من خلال العينين او بقية ملامح الوجه وفي الحالات العادية، أما في حالة التقنع بالشخصية الثانية اللامرئية التي يقوم بها ممثلون بارعون جعلوا من انفسهم اقطابا مشعة يتمحور حولها نسق متكامل من الرموز المستحيل حلها التي يعيدون تحديثها من آن لآخر ويستمرون في التحديث إلى مالا نهاية ويخدعون كثيرا من الناس ويؤثرون عليهم، وجود هكذا شخصيات يحتاج للتعامل معها الى علم يمر بمراحل اعداد وتدريب كثيرة مبنية على منهاج علمي حضاري يفهم حقيقتهم واسلوب التعامل معهم وقد يسهم في انتشالهم من مستنقع الشخصية الثانية وقبل وقوع صدامات، ومع العلم الذي ذكرته يكون بالامكان عبور محيطاتهم وغوص اعماق شخصياتهم، فمن كذبة من نسج عقولهم إلى حقيقة زائفة صدقوها فحولت حياتهم كلها الى طقوس، أو عروض مستمرة على خشبة مسرح الحياة حتى تكاد تذوب فيها بيانات شخصياتهم الحقيقية كلها، وتتسع المساحات بين واقعهم الفعلي وخيالهم الخصب، التخلي عن هذه العادة السيئة من الامور الضرورية لهم قبل غيرهم والرجوع الى حياة الواقع امر مفروغ منه، وتثبيت العقل والجسد في موضع واحد متناغم تناغما ربانيا فطريا كما خلقه الله وأراد له ان يكون مطابقا للحالة الحقيقية والظروف الاجتماعية فتنتظم الافعال والايقاعات الداخلية وتطابق الواقع البعيد عن الشخصية الثانية فتظهر طبيعة الشخصية الواقعية جلية في الوجه الذي هو عنوان شخصية الانسان وتسهل قراءته.