شدد معالي الدكتور محمود سفر على ان هناك ادعياء يستغلون الحوار لمآرب كالاستفادة منه من اجل الظهور وتسجيل مكاسب شخصية واكد على ان الاصلاح خير وحق بشري لجميع الناس.. وحول نظام العمرة المعمول به حاليا ذكر انه نظام حديث لم يمض الوقت الكافي على تطبيقه لمعرفة مدى نجاح تشريعاته وبالتالي لا بأس من رصد الملاحظات والانتقادات الموضوعية على النظام ودراستها ووضع الحلول المناسبة. اما عن المناهج التعليمية فقال ان منظومتنا التعليمية مضى عليها زمن طويل دون تطوير واصلاح ولابد من ان نواكب العصر ونزاحم الغير في التقدم والنهوض للوصول ببلادنا الى الموقع الافضل. واكد في حواره مع (اليوم) ان نظام المحاصصة في جامعة الخليج للطلاب واضح ودقيق وهو توفير مقاعد متساوية لجميع دول الخليج وليس هناك اي لوائح غير تلك المعروفة. @ كيف كانت مراحل معاليكم الاولى في الحياة التعليمية؟ واين كانت؟ * المراحل الاولى من تعليمي كانت بمكةالمكرمة في مدرسة الفلاح, وفي المسجد الحرام معا, ثم في الطائف خلال اشهر الصيف في مسجد ابن منفور لسنوات متعددة. وبعد تخرجي في مدرسة الفلاح بمكةالمكرمة بشهادة اتمام الدراسة الثانوية, ابتعثت للحصول على درجة البكالوريوس في الهندسة من جامعة القاهرة, عدت بعدها لاعمل معيدا بكلية الهندسة بالرياض التي كانت تشرف عليها منظمة (اليونسكو) قبل انضمام الكلية الى جامعة الملك سعود (جامعة الرياض سابقا), ثم ذهبت مبتعثا للدراسة في الولاياتالمتحدةالامريكية حيث نلت درجة الماجستير في الهندسة من جامعة (ستانفورد) بكاليفورنيا, والدكتوراة في نفس التخصص من جامعة (نورث كارولينا) بكارولينا الشمالية, لأعود بعدها الى عملي بكلية الهندسة بالرياض استاذا مساعدا بقسم الهندسة المدنية, وقد تم تعييني بجانب مهام التدريس اول عميد لشؤون الطلاب بالجامعة, ثم امينا عاما للمجلس الاعلى للجامعات, ثم اول وكيل لوزارة التعليم العالي, مع الوزير في حينه معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله. انتقلت بعد ذلك الى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران استاذا بكلية العلوم الهندسية, ومن هناك تمت إعارتي لجامعة الخليج العربي, كأول رئيس مؤسس لها. عدت بعد انتهاء فترة الاعارة الى عملي الاكاديمي في جامعتي بالظهران, وبعد سنوات عينت اول وزير للحج بعد فصل الاوقاف عنها, حتى خرجت من الوزارة في التشكيل الوزاري قبل الاخير. @ الجميع يعرف ان محمود سفر من ابناء مكة ولكن لا يعلمون عن الطائف وعن مكانتها في حياة معاليه؟ * ومن منا لا يدرك ما للطائف من مكانة في نفوس أبنائها وزائريها؟!... انني اعتز بانتمائي الى شفا الطائف حيث باقي عزوتي ورهطي من بني سفيان. ولي ذكريات عديدة في الطائف اثناء الطفولة وفي سنوات الصبا والشباب, ففيه كانت نشأتي الاولى, كما استمتعت بجزء كبير من طفولتي وصباي برفقة مجموعة من الاصدقاء والخلان الذين اعتز بأخوتهم حتى اليوم من امثال معالي الاخ الدكتور بكر بن عبدالله بن بكر السفير السعودي الحالي في دمشق والمدير السابق لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن, وكذلك الكاتب والاديب المعروف السيد عبدالله ابن عبدالرحمن جفري, والشاعر المبدع والدبلوماسي السابق محمد صالح باخطمة, وغيرهم ممن لا تحضرني اسماؤهم. وفي الطائف ايضا تعرفت على الحياة القروية النقية الخشنة غير المترفة, ورجولة اهلها وطبيعتهم البدوية, وشدة بأسهم, وعفويتهم, وذكائهم, وبساطة حياتهم. وقد تأثرت ببعض من صفاتهم الطيبة, وخصالهم الحميدة, وفي الطائف ايضا تدربت على العمل المهني على يد الشيخ عبدالمعين احد كبار الصاغة المهرة, الذي كان يصيغ الحلي الفضية للنساء من بادية الطائف, بعد ان اشتهر رحمه الله في البوادي المحيطة بالطائف وقرى ثقيف, وهذيل, بحسن صياغته, ودقة عمله, وصدق تعامله, والمعروف عن مهنة الصياغة انها تكسب من يعمل بها صفات جيدة مثل الصبر والدقة والحرص والالتزام , وازعم ان تدريبي ذاك - وان كان في فترات اثناء اشهر الصيف لسنوات معدودة - اكسبني من الصفات ما هذب سلوكي وقوم خلقي وعلمني اين تكون الدقة, ومتى يكون الصبر, وكيف يكون التعامل. كل تلك الصفات وغيرها مما اكتسبته من التجارب الاخرى في الحياة, شجعني - فيما اظن - على دراسة الهندسة وجعلني اعشق العمل اليدوي الذي يتميز بالمهارة والفن.. فالبيئة التي عشتها في الطائف - كما ترى - كانت لها افضال عديدة وتأثيرات متعددة على مسيرة حياتي. @ محمود الإنسان ومحمود الأكاديمي ومحمود الوزير.. أي هذه الشخصيات أقرب الى معاليكم ولماذا؟ * في ظني تبقى صفة الانسان هي المهيمنة والدالة على الفرد السوي, اما صفة الاكاديمي فهي مؤشر لما يحمله صاحبها من علم ومعرفة وثقافة, وكل ذلك مكتسب. واما لقب الوزير فهو فرصة تسنح لحامل اللقب ليكون في مقدمة الصفوف لخدمة دينه, وامته من موقع رفيع يضج بالمسؤولية ومتخم بالتبعات, فكما ترى.. العلم والمعرفة والثقافة لاتثمر جميعها او اي منها اذا لم يحملها انسان في كينونته وفي خلقه, وكذلك اللقب, يبقى الذكر الحسن لحامله ان كان يحمل صفة الانسان. @ كيف يرى معاليكم الواقع الذي نعيشه كمجتمع اذا ما قارنته بالحياة السابقة؟ * تبدل وتحول وتغير وتطور المجتمعات هي من سنن الله في الحياة والكون بلا ريب, ومقارنة ماضي المجتمع بحاضره تظل قائمة لمصلحة الحاضر الذي يتبلور المستقبل منه, فمن لا ماضي له لا حاضر يدرك ولا مستقبل يرجى. الاهم في كل المراحل الزمنية لتطور المجتمع, ان يحافظ افراده على ثوابت العقيدة, والصالح من القيم, والمفيد من العادات, لكي لا تمحى شخصيتهم وتزول هويتهم فيصبحوا مسخا لغيرهم. @ مع انشغالكم بمهام العمل الوزاري وكثرة الارتباطات هل استطعتم ان تجدوا وقتا للاسرة والابناء وكذلك للجوانب الاجتماعية ام ان المشاغل كانت تقف احيانا عائقا امام ذلك؟ * من يقول ان مهام العمل الوزاري, وكثرة الارتباطات تحول دون ان يلقى اهله واسرته ويتجاوب مع الجوانب الاجتماعية في حياته العامة والخاصة, فهو احد رجلين: اما انه مبالغ, او انه يدين نفسه بعدم تنظيم وقته, وتوزيع مسؤولياته على المتاح من وقته. لكل واجب وقته ولكل مسؤولية زمانها, وبين هذا وذلك لايوجد الا حاجز وهمي رقيق يمكن زحزحته لتحقيق الواجب واداء المسؤولية.. صحيح ان الانغماس في العمل قد يأخذ الانسان بعيدا عمن يتمنى ان يكون معهم دائما وهم الزوجة والابناء والبنات والاحفاد والاسباط وباقي الاهل والاصحاب, بعض الوقت, ولكن هذا يكون احيانا, وهو على اي حال ضريبة اداء الواجب والالتزام به, والجميع يقدره ويتعاون معه. @ الكفاح والعزم والعمل الجاد ثلاثة اوجه نتاجها النجاح.. في وقتنا هذا بما فيه من ثورة في كافة المجالات مع محدودية سبل الرقي والتقدم وحضور الواسطة بشكل كبير.. هل بقي للناجح والمثابر مكان؟ ام ان الواسطة اصبحت مفتاح كل شيء؟ * الكفاح, والعزم, والعمل الجاد هي بلا ريب من المعايير التي تنتج النجاح بعد ارادة الله.وهي معايير تسري على المجتمعات التي تحترم العمل, وتوفر الوقت, وتثمن الجهود, وتدفع بالطاقات, وتتبنى اصحاب الارادات من ذوي الهمم والعزائم. الأصل في الاشياء ومنطقها يقول ان اولئك هم الجديرون بالرعاية ومنح الفرص, ومطلوب منهم ايضا عدم التفريط في حقوقهم ومنع الظلم عن انفسهم مهما علا شأن الواسطة في المجتمع. @ على صعيد معاليكم الشخصي هل جرب معاليكم الواسطة لنفسه او لغيره وكيف تراها؟ * على الانسان ان يدرك ان قدره بيد خالقه, وان كل وساطة للذات او من اجل الغير, مرسومة في القدر, والله وحده القادر الميسر لكل الامور. وانا عموما مع الشفاعة الحسنة, ووساطة الخير, ولكن بشرط واضح وصريح: ألا تسلب من صاحب حق حقه, وألا تسبب ظلما للاخرين. @ كنتم في احد مناصبكم العملية امينا عاما لمجلس التعليم العالي. ما عمل هذا المجلس وكيف ترى تجربتكم فيه؟ * لعلك تقصد المجلس الأعلى للجامعات الذي كان موجودا حينذاك, وتحول اسمه الان الى مجلس التعليم العالي. كان المجلس يقوم بدور تنسيقي واشرافي على الجامعات, وقد ادى دوره في الظروف التي نشأ فيها ولها. اما التجربة فهي كأي تجارب في الحياة اتاحت لي التعرف عن كثب على احوال الجامعات في ذلك الوقت, وساعدني عملي ذاك على التوسع في قراءاتي عن التعليم العالي والجامعات, فازددت معرفة وعلما, واكتسبت مهارة وخبرة. @ بصفتكم مديرا عاما لجامعة الخليج سابقا كيف ترى حضور هذه الجامعة في الحياة العملية لابناء الخليج؟ * حضور جامعة الخليج العربي على المسرح التعليمي والتربوي لدول الخليج عند نشأتها, كان حضورا باهرا ومتحديا, فقد بدأت بقوة وعزيمة وتصميم ببرامج جديدة وتخصصات فريدة, يوم ساندتها جميع الدول الاعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي. انطلقت الجامعة بأحلام كبيرة, وتطلعات عريضة, واسست على قواعد علمية متطورة ولمسات حضارية متقدمة. ثم قل الدعم فتقلصت البرامج, وانزوت الجامعة, وتقلص حضورها, لكن بقاءها سوف يدوم طالما ان الدول المعنية حريصة على هذا البقاء ومتمسكة باستمرار الدعم الكامل لها لتواصل اداء رسالتها العلمية لابناء الخليج. وما اخال الدول الخليجية الا سائرة في هذا الاتجاه. @ كيف يتم احتساب الحصص للطلاب الدارسين بها من ابناء الخليج ولماذا اتخذت من البحرين مقرا لها؟ * ما اعرفه هو ان جميع الدول المؤسسة للجامعة متساوية في الحصص الطلابية, برغم اختلاف نسب المساهمة المادية لكل منها في ميزانيتها, وجاء اختيار البحرين مقرا للجامعة المشتركة باتفاق الدول المؤسسة بعد ان رحبت البحرين باستضافة الجامعة ومنحها التسهيلات اللازمة. وقد تحقق لها ما تريد بموافقة جميع الدول كما انها - اي البحرين - وفت بالتزاماتها من حيث التسهيلات وتوفير الامكانات. وباعتباري كنت اول رئيس مؤسس للجامعة اود ان اشيد بتعاون دولة البحرين معي ورعايتها لكل العاملين في الجامعة خلال مراحل التأسيس. @ التعليم ومشاكل التعليم ومطالبة المجتمع الان باعادة النظر في المناهج التعليمية كيف يرى معاليكم المناهج التعليمية في بلادنا وهل حقا لابد من اعادة النظر فيها؟ دعونا نتفق على ان المنظومة التعليمية تتصف بديناميكية تدفع الى التغيير والتبديل والاحلال والتجديد تبعا للتطورات العالمية المتصلة بمحتويات مناهج التربية والتعليم، وفي تقنية الوسائل والاساليب. اذا اتفقنا على هذا فمن السهل ألا نختلف حول وجوب الاعتراف بأن منظومتنا التعليمية مضى عليها حين من الدهر دون ان ينظر الى محتواها من حيث المناهج والطرق والاساليب بهدف التجديد والتطوير. نعم مناهجنا في حاجة الى ان ينظر في محتواها بعمق وبصيرة وتدبر، ونسعى الى تحديث ما يحتاج الى تحديث وتطوير لنواكب الدنيا ونزاحم الغير في التقدم والنهضة بما لا يتعارض مع اسس ديننا وقيمنا واخلاقنا، واظننا وصلنا الى قناعة بالتوجه نحو هذا الهدف وبدء المشوار. @ ينادى بالاصلاح وبالحوار من قبل النخب السعودية.. كيف ترى الاصلاح وما الحوار المنشود؟ ما اجتمع قوم على خير ومحبة وتضامن وتعاون واخاء ومودة الا دار بينهم حوار ونقاش وجدال. هذا من طبائع الاشياء اذا لم تتحاور المجتمعات البشرية وتتبادل الرأي والافكار تصبح مجتمعات متكلسة وجامدة ومعزولة خارج اطار الزمان والمكان. انفجار المعرفة وتدفق المعلومات وانفتاح اركان الدنيا امام خاصة الناس وعامتهم من خلال الفضائيات وغيرها من وسائل التواصل، فرض اهمية الحوار وضرورة النقاش حول ما يدور في العالم من تطورات واحداث. فما بالك بهموم الوطن؟ أليست الاجدر بالحوار والنقاش بما يعود على الوطن واهله بالخير العميم؟ @ هل مجتمعنا محتاج للحوار وهل من ينادي بالحوار يعلم معنى الحوار ام ان الامر شكلي فقط مجرد مطالب من اناس يودون البروز بأي طريقة؟ نعم .. مجتمعنا كغيره من المجتمعات البشرية في حاجة الى ان يتحاور الناس فيه ويقتنعوا ببعضهم البعض، ويقنعوا بعضهم البعض، ويتشاوروا ويتفقوا ويختلفوا بحثا عن الحق ومن اجله واذا كان ثمة (دعي) يستغل الحوار لمآرب اخرى كالاستفادة منه من اجل الظهور والشهرة كما تقول فهذا شأنه ولكن كن على ثقة بأن الناس سيكتشفون المخلص من المرائي ويعرفون الصادق من الكاذب. @ ما حدث في بلادنا مؤخرا من اعمال اجرامية اشار بعض مرتكبيها الى كونها بوادر للاصلاح هل الاصلاح يتم عن طريق الاجرام وقتل الابرياء وكيف يرى معاليكم هذه الاعمال ومن يقف وراءها؟ ياسيدي.. الاصلاح خير وحق بشري فكيف يساوى بأعمال فيها ترويع وهدم وابادة هذه الاعمال شر وباطل وظلم وظلام وتعاسة. ومن يلجأ الى وسائل العنف وقتل الابرياء وترويع الآمنين ويزعم ان هدفه الاصلاح فهو مجرم وقاتل وظالم وكاذب ويستحق اقسى العقاب. @ تلك المسؤولية ماذا اضافت لمعاليكم؟ مسؤولية التوزير اضافت الكثير فهي تجعل الوزير على صلة مباشرة مع ولي الامر وتمكنه من الفهم التام لكثير من الامور والاطلاع على الكثير من الخلفيات كما انها فرصة له لكي يساهم في مناقشة امور الوطن مباشرة وبشكل جدي ومؤثر وفعال. @ وهج الحقيبة الوزارية ماذا اعطاك وماذا اخذ منك؟ اعطاني المنصب كل ما ذكرت آنفا من قدرات ومكانة ومعرفة اشمل وجعلني ادرك الامور بواقعية وشفافية وصدق وموضوعية وقد ألزمني بالكتمان والسرية واخذ مني بعضا من الحرية.. الحمد لله في كلا الحالين. @ قدر لمعاليكم مرافقة بعض الزعماء الذين زاروا المملكة وبلاشك هناك محطات استوقفتكم مع بعضهم هل يمكن التعرف على بعض جزئيات المحطات؟ الوزير المرافق يحمل مسؤولية التجاوب مع طلبات الزعيم الزائر بقدر ما يسمح الظرف والسهر على راحة الضيف بما يحقق النجاح المطلوب للزيارة واهدافها كما ان مرافقة الزعماء الزائرين تتيح للوزير المرافق فرصة التحدث الى الضيف عن الوطن وتطلعاته وتطوره وقد كان ذلك دوما نصب عيني عندما كنت مرافقا لبعض رؤساء الدول. @ الجميع يعلم ان تنظيم العمرة احد ثمار جهودكم كيف ترى ما تم في هذا الجانب حتى الان وكيف يمكن النهوض بهذا العمل الاستثماري؟ العمرة شعيرة عظيمة مثلها مثل فريضة الحج من حيث المسؤوليات تجاه القادمين الى الحرمين من اجل العمرة او الحج ويجب ان يتصدى لخدمة هؤلاء القادمين من يملك في قلبه ايمانا قويا بالله وفي نفسه خشية منه وفي ضميره الاخلاص له على من يعمل في هذه المجالات ان يدرك ان الله قد شرفه بخدمة ضيوف بيته العتيق وهو شرف لا يدانيه سوى شرف الانتماء لبلد الحرمين الشريفين عندها سوف يجد ان اداء الواجب تجاه الضيوف الكرام ممتع ومثاب ومربح. اما نظام العمرة فهو من الانظمة الحديثة التي تتعامل مع بشر وتحكم في تصرفاتهم ولم يمض الوقت الكافي على تطبيقه لمعرفة مدة نجاح تشريعاته واظن ان بالامكان النهوض بأعمال العمرة بصورة اكثر فعالية وواقعية من خلال تجميع الملاحظات المخلصة والمجردة والانتقادات الموضوعية تجاه النظام وتطبيقاته عند الجهة المسؤولة بالوزارة ودراستها ومن ثم العمل على ادخال التعديلات ان وجدت على النظام وهو ما اعتقد ان الاخوة في الوزارة يقومون به. @ كيف ترون وزارة الحج في السابق والان وما رأيكم في مركز الملك فهد لابحاث الحج؟ وزارة الحج من الوزارات التنسيقية التي تقوم بواجب الاشراف والتوجيه والارشاد والتشجيع للقطاع الخاص الذي يتولى خدمة الحاج والمعتمر، وسوف يرتقي العمل بها اكثر عندما تجد التعاون التام من القطاع الخاص. هذا القطاع من ابناء الحرمين الشريفين قادر على ان يجعل اعماله ناجحة وموفقة ان اخلص كل فرد من المطوفين والادلاء والقائمين على خدمة المعتمرين فيما هو موكل اليه، وحرص على العمل المثابر والفعال. عندها يتحقق النجاح لوزارة الحج في بلوغ غاياتها المؤتمنة عليها. اما المركز (بالمناسبة هو معهد وليس مركزا) فيقوم بأعمال كثيرة ومتشعبة ويكافح في كل ميدان من ميادين مسؤولياته ونأمل ان تتكاتف جهود العاملين فيه لخدمة البلدين الشريفين مكةالمكرمة والمدينة المنورة وزوارهما من حجاج ومعتمرين وان تزداد امكاناته وان يضع اوليات لاعماله كل عام حسب مقتضيات الحاجة الملحة وينجزها ليبتعد عما يسبب له التفرع والتشتت. @ ما علاقة معاليكم بمعالي وزير التعليم العالي الاسبق الشيخ حسن آل الشيخ؟ الشيخ حسن آل الشيخ شخصية وطنية واسلامية نادرة ونوع من الرجال المخلصين النادرين وقد كان له العديد من المواقف الوطنية التي لا تنسى، ولقد شرفت بالعمل تحت قيادته وكيلا للوزارة وامينا عاما للمجلس الاعلى للجامعات لمدة زادت على السنوات التسع استفدت فيها منه كثيرا وازعم ان كل من عمل معه لا ينسى مواقفه وتضحياته ووضوح رؤاه رحمه الله. @ لمعالي وزير الزراعة السابق الدكتور عبدالرحمن آل الشيخ تاريخ مع معاليكم وذكريات هل لنا بلمحة عنها؟ الصديق العزيز الدكتور عبدالرحمن آل الشيخ زاملته في سنواتي الاولى في مجلس الوزراء قبل خروجه من الوزارة وكنت قد عرفته من قبل وعملنا سويا في جامعة الملك سعود (الرياض سابقا) كما تزاملنا في عضوية بعض الوفود الرسمية للمملكة وقد وجدت فيه الانسان المرح المتعاون الذكي الحازم والمثقف. @ كيف ترى الصحافة السعودية في هذه المرحلة؟ لم اجرب العمل المهني في الصحافة ولكنني ادرك مقدار المعاناة التي يواجهها الصحفي المهني المخلص الناجح من خلال متابعتي لبعض الاصدقاء الذين ساقتهم اقدارهم للعمل في بلاط صاحبة الجلالة كما يسمونها. @ قرى سفيان وثقيف في الطائف مهد الآباء والاجداد اين هي من حياة معالي الوزير محمود سفر؟ ذكرت لك من قبل ان طفولتي وبعض سنوات الفتوة وريعان الشباب قضيتها في ربوع الطائف والقرى المحيطة به، ومنها بطبيعة الحال ديار بني سفيان في الشفا، واشعر بالحنين الى تلك الايام واشتاق الى تلك الديار. ازورها احيانا وانعم باستعادة الذكريات، وتربطني بشيخ القبيلة مودة. @ هل تحدثت مع احد الوزراء من اجلها ذات يوم وكيف تراها الان؟ اذكر انني تحدثت مع معالي الاخ الدكتور عبدالرحمن آل الشيخ عندما كان وزيرا للزراعة والمياه عن بعض مطالب اهلها التي حدثوني عنها. @ يتحدثون عن بعض الاسماء بأنها ما زالت في ذاكرة معاليكم وهؤلاء زملاء الدراسة هل تذكر بعضا منها؟ الذاكرة مهما امتد بها العمر ما زالت تخترن اسماء لأحبة وزملاء واصدقاء لا تمحوها السنون والايام هم كثيرون ولن يتسع المكان لحصرهم وسأذكر بعضا منهم من الذين كانوا في فصول او مراحل دراسية مختلفة معي في مدرسة الفلاح بمكةالمكرمة د.فائز بدر رحمه الله ود. محمد عبده يماني والسيد امين عطاس وابراهيم الطاسان ود.درويش جستنية وصالح جستنية والمهندس محمد جستنية وغيرهم كما ان هناك زملاء الطفولة والصبا والشباب واصدقاء العمر اذكر منهم الاديب الكبير السيد عبدالله عبدالرحمن جفري والمستشار القانوني محمد سعيد طيب والشاعر المبدع محمد صالح باخطمة والمستشار القانوني محمد عمر عامودي ورجل الاعمال المعروف عبدالمقصود خوجة والدكتور عبدالوهاب عطار السفير السعودي لدى الاممالمتحدة في جنيف ووزير التخطيط السابق وغيرهم. @ لو قدر ان تعود بك السنون الى الوراء فأي سن تختار ولماذا؟ لا اظنني سأختار غير السن التي انا فيها اليوم فأنا قانع بما انا عليه وفيه مترسم خطى الشاعر الذي قال: ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي انت فيها مع انني اردد احيانا ايضا قول الشاعر الآخر: ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب والحمد لله من قبل ومن بعد. @ يقال ان هناك شاعرا داخل قلبك؟ انا لم انظم الشعر قط ولكنني اتذوق الجديد منه وعندما اقرأ شعرا اتذكر قول من قال: (اعذب الشعر اكذبه) فأتمعن فيما اقرأ اكثر واكثر لاكتشف معنى ذلك القول واتدبره. @ يقال ايضا ان لديك مشروع كتاب؟ في الحقيقة لدي الان ستة مشاريع لستة كتب اسأل الله ان يهيىء الاسباب لأنشرها بين الناس. @ بصدق ماذا يعمل معاليكم الان؟ انا كنت وما زلت وسأظل سجين الكتب اقرؤها وصديق الكمبيوتر افتح من خلاله كل النوافذ المفيدة عبر شبكة (الانترنت) كما انني عاشق للقلم اكتب به ما اشعر بأهميته وامارس احيانا مهنة الهندسة واحرص على متابعة ما ينشر من ابحاث وافكار علمية في مجال تخصصي. @ كيف ترى احالة الموظف الى التقاعد؟ اراه امرا طبيعيا فتلك هي سنة الحياة وكل فارس لابد ان يترجل يوما واظن ان الشاطر هو الذي يستمتع بحياته في سنوات تقاعده. @ ماذا اعددتم لملء وقت فراغكم بعد التقاعد؟ كما قلت من قبل اقرأ كثيرا وبانتظام في شتى العلوم والفنون والمعارف واركز في قراءاتي على الجوانب التنموية والحضارية واكتب احيانا ما يروق لي واشعر بأهميته كما انني اساهم بالقاء محاضرات في الداخل والخارج عندما اتلقى دعوات بذلك.. اما الهندسة فأمارس مهنتها كلما كان ذلك ممكنا. @ هل هناك اصدقاء منصب؟ نعم وهم اكثر مما يتصور الانسان ولكن سرعان ما ينكشفون. @ بالتأكيد لمعاليكم اثناء فترة عملكم وزيرا للحج وقفات مع خادم الحرمين الشريفين ما ابرز تلك المواقف؟ من الصعب ان اتحدث في عجالة عن تلك الوقفات ولكنني اقول باختصار شديد ان الملك فهد حفظه الله رجل مواقف وسياسي من الطراز الاول ويحمل بين جنباته قلبا كبيرا وعقلا رشيدا. @ في احد اللقاءات الصحفية مع معالي وزير الدولة السابق الاستاذ الدكتور مدني علاقي قال ان معاليكم كفاءة علمية وعملية نادرة التكرار كيف ترى ذلك؟ ذلك حسن ظن اقدره من الاخ النبيل والصديق الوفي الدكتور مدني علاقي.. صدقني لن اجد الكلمات التي اصف بها نبل هذا الرجل واخلاصه ووضوحه وصدقه.. اسأل الله ان يكافئه بما هو أهل له. @ وقفة تأمل وكلمة من القلب بإحساس معاليكم كمسؤول سابق وكأكاديمي وكأب الى من توجهها وماذا تقول فيها؟ اذا كانت ثمة كلمة ادخرها فهي بالتأكيد لشباب الوطن فأقول لهم كونوا كما هو العهد بكم ملتزمين بدينكم ببصيرة ووسطية ورفق وعقل منفتح وكونوا فخورين بصدق بانتمائكم لبلد الحرمين الشريفين وحريصين باخلاص على المحافظة على مكتسباته وساعين بتفان في خدمته ومصرين بصدق على الدفاع عنه حبا له وعملا مخلصا من اجل رفعته وتضحية من اجل تطوره وتقدمه.. عليكم ان تحذروا دعوات الشر والانغلاق التي تحبب العنف للشباب وتجرجرهم الى التشدد وتحثهم على التطرف وتحسن لهم الغلو فهذه الدعوات الظلامية مقبرة للطموح ومؤذية للوطن ومهلكة للابرياء وناشرة للظلم ومروعة للامنين.