الذهب يتحرك في نطاق ضيق    الأمم المتحدة تدعو إلى تحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني    الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام    عامان للتجربة.. 8 شروط للتعيين في وظائف «معلم ممارس» و«مساعد معلم»    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    وصول الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    الفالح: المستثمرون الأجانب يتوافدون إلى «نيوم»    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    أمير الرياض يطلع على جهود "العناية بالمكتبات الخاصة"    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    اكتشاف كوكب عملاق خارج النظام الشمسي    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    سيتي سكيب.. ميلاد هوية عمرانية    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    أكد أهمية الحل الدائم للأزمة السودانية.. وزير الخارجية: ضرورة تجسيد الدولة الفلسطينية واحترام سيادة لبنان    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    حوادث الطائرات    المملكة وتعزيز أمنها البحري    مبدعون.. مبتكرون    ملتقى الميزانية.. الدروس المستفادة للمواطن والمسؤول !    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    هؤلاء هم المرجفون    الرياض الجميلة الصديقة    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثماني سنوات بمجلس الوزراء تعادل ربع قرن من التدريس الأكاديمي
د. علاقي ابن جازان ووزير الدولة يتذكر:
نشر في اليوم يوم 18 - 07 - 2003

في جازان نشأ وترعرع وبين احضانها ومروجها انطلق اخذ منها الاصالة والعزم ودرس في مدارسها سنين تعليمه الاولى ثم انتقل وهو ابن الرابعة عشرة الى مكة المكرمة لاكمال دراسته الثانوية ثم سارت قوافل تعليمه الجامعي والاكاديمي بين القاهرة وامريكا فحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة في سنة 1384ه والماجستير من اريزونا بأمريكا سنة 1388ه ثم توجها بدرجة الدكتوراة من نفس الجامعة ثم عمل مدرسا ثم استاذا مساعدا ثم استاذا مشاركا ثم ترقى الى درجة استاذ لكرسي ادارة الاعمال ثم تدرج في وظائف قيادية وادارية الى ان وصل الى وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء. صاحب تجربة وافية في الادارة وصاحب عزيمة قوية وتجارب ثرية له العديد من المواقف والنقاط المشرفة حتى حطت به الرحال على باب التقاعد بعد ان قدم لدينه ومليكه ووطنه جهودا مخلصة ضيفنا لهذا الاسبوع هو معالي الاستاذ الدكتور مدني بن عبدالقادر علاقي وزير الدولة السابق فإلى الحوار:
من هو
اليوم: من هو الوزير مدني علاقي في سطور؟
* مدني بن عبدالقادر علاقي مواليد عام 1359ه بمدينة جازان متزوج ولي ثلاثة ابناء وبنت.
مراحل التعليم الأولى
اليوم: كيف كانت مراحل مدني علاقي الاولى في حياته التعليمية؟ وأين كانت؟
* تلقيت تعليمي الابتدائي والمتوسط بمدينة جازان ثم انتقلت لدراسة الثانوية العامة بالمدرسة العزيزية بمكة المكرمة وحصلت على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة في سنة 1384ه والماجستير في ادارة الاعمال من جامعة اريزونا بالولايات المتحدة الامريكية في سنة 1388ه ثم درجة الدكتوراة من نفس الجامعة في سنة 1391ه في تخصص العلاقات الصناعية والافراد.
نجاحاتي اجيرها لوالدي
اليوم: لكل منا وقفة في داخله تتمثل في ان الولد سر ابيه ويعتبر الاب اول معلم في حياتنا ماذا اعطاكم معلمكم الاول... ماذا بقي منه في داخلكم؟
* ان اي نجاح حققته في حياتي العملية او العلمية اجيره وبفخر لوالدي الذي علم نفسه منذ صغره في الكتاتيب واصبح يشغل وظائف حكومية في ذلك الوقت في عهده لايضطلع بها عادة الا المتعلمون ووالدي غرس في نفسي حب التعلم والبحث عن الحقيقة.
وهذا هو الطابع المميز لحياتي العلمية منذ ان غادرت مدينة جازان مسقط رأسي وعمري اربعة عشر عاما ثم كانت حياة تعليمية متواصلة بدءا من مكة المكرمة ثم القاهرة ثم الولايات المتحدة الامريكية ولذلك اذا كنت ادين بالفضل الى ما وصلت اليه لأحد فإنني ادين به الى معلمي والدي رحمة الله عليه الذي حتى بعلمه المتواضع كان استاذا لي بأكثر من مرحلة من مراحلي التعليمية كان استاذا لي في دراسة اللغة العربية والتاريخ والرياضيات رغم انه لم يدرس هذه المواد في مدارس حديثة.
الطابع الأكاديمي
اليوم: مدني الانسان ومدني الأكاديمي ومدني الوزير أي هذه الشخصيات اقرب الى معاليكم ولماذا؟
* ربما في حياتي يغلب علي الطابع العلمي والتعليمي فقد قضيت اكثر من (22) عاما في التعليم والبحث عن العلم ثم قضيت (25) عاما في التدريس بالجامعة وبالتالي لا استطيع ان اتخلص من الطابع الاكاديمي في حياتي لحبي للعلم والتعلم ولكن يظل الانسان علامة بارزة في شخصية اي مسؤول او اي اكاديمي لان تعاملنا مع البشر من حولنا لابد ان يكون ذا صبغة انسانية وليس ذا صبغة مسؤولية او صبغة أكاديمية.
مراحل الكفاح
اليوم: لدي تأكيد جازم بان امثالكم ممن حققوا النجاح والتقدم نتاج لمعاناة وثمرة لكفاح كبير توجت بالصبر والعمل والجاد.. هل لنا ان نحظى بلمحة موجزة عن اقسى مراحل الحياة والكفاح لديكم؟
* والله المسألة ليست مسألة كفاح حينما بدأت اشق طريقي في التعليم والتنقل من مكان لآخر بحثا عن المدارس وبحثا عن الجامعات والدراسات العليا لم اكن اعتبر ذلك كفاحا او جهادا وانما كنت اعتبره شيئا طبيعيا الانسان يبحث عن التعليم ويستزيد منه وبالتالي ليست هناك محطات كفاح او نضال وانما كان هناك استمرار من البحث عن التعلم.
واقع المجتمع
اليوم: كيف يرى معاليكم الواقع الذي نعيشه كمجتمع اذا ما قارنته بالحياة السابقة؟
* هذا سؤال عادة يوجه لكل الناس ويكاد الغالبية العظمى من الناس يجمعون على ان حياتنا السابقة كانت افضل من الناحية الاجتماعية ومن ناحية المودة والتراحم بين الناس والاتصال ولكن اذا نظرنا الى حياتنا من زاوية اخرى خصوصا من الناحية الاقتصادية نجد ان حياتنا الاقتصادية الآن وبلاشك افضل سواء كان ذلك في تلبية احتياجات الانسان الاساسية او نوعية هذه الاحتياجات بلاشك... كثير منا يحن للماضي لما فيه من ترابط اجتماعي وتقارب بين الافراد ولكن الزمن يتطور ولا نستطيع ان نعيده الى الوراء.
وقت الأسرة
اليوم: مع انشغال معاليكم بمهام العمل الوزاري وكثرة الارتباطات هل استطعتم ان تجدوا وقتا للاسرة والابناء وكذلك للجوانب الاجتماعية ام ان المشاغل كانت تقف احيانا كعائق امام ذلك؟
* المشاغل لها وقت والحياة الاجتماعية لها وقت وكل شيء يؤدى في وقته وبطبيعة الحال لابد ان يكون هناك وقت للاسرة ووقت للاصدقاء والا كيف تستمر الحياة.
مكان للناجح المثابر
اليوم: الكفاح والعزم والعمل الجاد ثلاثة اوجه نتاجها النجاح.. في وقتنا هذا بما فيه من ثورة في كافة المجالات مع محدودية سبل الرقي والتقدم وحضور الواسطة بشكل كبير هل بقي للناجح والمثابر مكان ام ان الواسطة اصبحت مفتاح كل شيء؟
* يجب الا ننسى ان للنجاح قيمة وان من يسابق ويثابر في دراسته ويحقق افضل النتائج العلمية هو الذي يحقق فيما بعد افضل النتائج العملية. هذه قاعدة اعتقد انها معروفة للجميع ويشذ عن ذلك ان يصل الناس الى مراكز عليا دون جهد في حياتهم العلمية او العملية.
الواسطة من زاويتين
اليوم: على صعيد معاليكم الشخصي هل جرب معاليكم الواسطة لنفسه او لغيره وكيف تراها؟
* الواسطة الحقيقة ينظر لها من زاويتين اذا كانت الواسطة تسلب حقا فهذا عمل مكروه واذا كانت الواسطة تعيد حقا فهي شفاعة مطلوبة انا شخصيا لا افضل النوع الاول من الواسطة واتهرب منها بكل ما اوتيت من قوة سواء كانت لنفسي او لمن يمت لي بصلة لكن للاسف الشديد في مجتمعنا الناس لا تميز بين الحق الذي يؤخذ والحق الذي يسلب والحق الذي يبحث عنه وهو حق اذا كانت الواسطة شفاعة فهي جيدة واذا كانت الواسطة غير ذلك فهي ممقوتة وانا إن شاء الله لم اتعامل بالواسطة مع نفسي ولا مع احد ممن يمت الي بصلة القرابة الا اذا اضطرني الآخرون الى ذلك وبشيء من الاحراج.
ابن الوزير وزير
اليوم: هل لابد ان يكون ابن الوزير وزيرا وابن الضابط ضابطا وابن المسؤول ايا كان كأبيه.. ولو سلمنا بذلك جدلا كيف الحال اذا رأينا من زاوية الابداع والتفوق انه دائما يكون نتاجا لمعاناة معينة والمبدعون في العالم اغلبهم ابناء فقراء واناس عاديين؟
* لا لا ابدا ليس شرطا ان يكون ابن الوزير وزيرا ولا ابن الغفير غفيرا ايضا الانسان يشق حياته بنفسه ويثبت جدارته بنفسه والمجال يتسع لكل طامح ولا اتصور ان ابن الوزير لابد ان يكون وزيرا انظر الى جميع الوزراء في بلدنا او في اي بلد آخر هل كان آباؤهم وزراء ابدا. الانسان يصل الى ما يصل اليه بجهده وعرقه واخلاصه وكفاءته وثقته في نفسه.
مناهجنا إلى أين
اليوم: التعليم ومشاكل التعليم ومطالبة الجميع الآن باعادة النظر في المناهج التعليمية بصفة معاليكم أكاديميا واستاذا جامعيا كيف ترى المناهج التعليمية في بلادنا وهل حقا لابد من اعادة النظر فيها؟
* انا اتكلم من اني كنت استاذا جامعيا ونحن في الجامعة كنا نحرص دائما على اعادة النظر في المناهج بين فترة واخرى لتتواكب مع مجريات العصر سواء التقنية او العلمية او الفنية او الاجتماعية او الاقتصادية او الصناعية اما بالنسبة لما يثار الآن من ضرورة اعادة النظر في مناهج التعليم للمراحل الاولى في المملكة فكلنا يطلب التطوير واعادة النظر في المناهج لكن من منطلق احتياجاتنا الوطنية وليس من منطلق احتياجات الآخرين اعتقد ان المناهج اذا كان الآخرون يعتقدون انها هي السبب فيما آل اليه حال العالم من التطرف والعنف فهذا غير صحيح لان اجيالنا لسنوات طويلة جدا درسوا هذه المناهج ولم يكونوا في يوم من الايام متطرفين او عنيفين ولذلك لا يحتج بان المناهج هي السبب انا اعتقد ان السبب الرئيسي - اذا كان هناك من سبب - هو في اتجاه البعض للتطرف والعنف الافراد هم الذين قد يضيفون الى هذه المناهج اشياء خارجة عن هذه المناهج وهذا هو مربط الفرس هنا يجب ان تكون الرقابة ويجب ان يكون الالتفات لما يقدم في مدارسنا وفي فصولنا من اشخاص يوكل اليهم تعليم الابناء وليس من مناهج اعتقد انها صالحة ولكن لا يمنع ذلك من اعادة النظر في هذه المناهج لتتواكب مع روح العلم وروح العصر العلمية والعملية.
الحوار والاصلاح
اليوم: ينادى بالاصلاح وبالحوار من قبل بعض الناس كيف ترى هؤلاء المنادين واي اصلاح يريدون وما الحوار المنشود؟
* الحوار.. لابد ان يكون هناك حوار بين كافة الناس وحياتنا كلها تقوم على الحوار يوميا سواء كنا نتحاور مع رؤسائنا في العمل او نتحاور مع زملائنا او مع ابنائنا او مع المجتمع. الحوار قائم لكن لغة الحوار هي التي يجب ان تتغير اذا اعترفنا جميعا بان كل شخص له رأي مستقل وان كل شخص يجب ان يكون له تقديره واحترامه وان كل شخص له احتياجاته اعتقد ان مبدأ الحوار مطلوب والجدال بالتي هي احسن مطلوب حتى نصل الى النتائج التي ترضى الجميع ولا ترضى جهات او تستثني فئات.
اما الاصلاح فكل منا ينشد الاصلاح نحن ننشد الاصلاح في انفسنا وفي ابنائنا وفي مجتمعنا وفي مدارسنا وفي حياتنا على كل انماط الاصلاح اصلاح اوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والسياسية اصلاح مؤسساتنا المدنية ومصانعنا وكل هذه يجب اعادة النظر بها حتى يكون المجتمع منتجا ومثمرا.
المنادون بالحوار
اليوم: هل مجتمعنا محتاج للحوار وهل من ينادي بالحوار يعلم معنى الحوار ام ان الامر شكلي فقط مجرد مطالب من اناس تود البروز بأي طريقة؟
* مجتمعنا ولله الحمد مجتمع اسلامي والاسلام يدعو للحوار بالتي هي احسن وما دام الحوار ثابتا من ثوابت الاسلام فلماذا لا نتحاور فلنتحاور حتى نصل الى قناعات ترضي الجميع دون محاولة فرض رأي على آخر.
حياة الوزير
اليوم: حياة الوزير محسوبة بالدقيقة والثانية وكل ما فيها مقنن ومرتب بمواعيد هل اختلف الامر عقب ترككم الوزارة وبعدها من حيث الارتباطات وكيف كان معاليكم يرتب ارتباطاته شخصيا ام كنتم تعتمدون على السكرتير؟
* الوزير اولا انسان له متطلباته الشخصية واتصالاته بعيدا عن مجال العمل وبالتالي لا استطيع ان اقول ان وقته مقنن بالدقيقة هناك وقت بطبيعة الحال للعمل وقد يتجاوز وقت العمل النطاق المعروف في نظام الخدمة المدنية ولكن يعني يظل للوزير اتصالاته الاجتماعية وارتباطاته وبطبيعة الحال هو مفترض ان يعمل خلال ساعات العمل وخارج ساعات العمل لان طبيعة وظيفته ومهنته تحتم عليه ذلك.
تجربة مجلس الوزراء
اليوم: تجربة معاليكم في مجلس الوزراء بماذا تسميها؟
* الحقيقة تجربة ثماني سنوات في مجلس الوزراء كانت تعادل في نظري خمسا وعشرين سنة من التدريس الجامعي من حيث ما كان يثار في المجلس او في اللجان العامة او اللجان الفرعية او من حيث ثراء المناقشة وطروحات النقاش والنتائج التي نتوصل اليها في المجلس لمناقشة بعض الجوانب مع زملائنا او رؤسائنا في مجلس الوزراء.
مسؤوليات المجلس
اليوم: تلك المسئولية ماذا اضافت لمعاليكم؟
* الحقيقة اضافت الي قناعة بانه يجب على المسؤول ان يضاعف الجهد فيما يقدمه من عمل وان يخلص في هذا الجهد وان لاينتظر الثناء والشكر من احد.
التعيين والتقاعد
اليوم: كيف تلقى معاليكم قرار التعيين وماذا عن قرار التقاعد؟
* بالنسبة لقرار التعيين هناك ترتيبات معينة للاتصال بالشخص المرشح لمسئولية ما. وعادة تتم هذه الاتصالات والترتيبات قبل ايام محدودة جدا من التعيين اما بالنسبة لقرار الاستراحة فلم اعلم به الا قبل اذاعة اخبار التشكيل الوزاري بنصف ساعة تقريبا.
وهج الحقيبة
اليوم: وهج الحقيبة الوزارية ماذا اعطاك وماذا اخذ منك؟
* انا اعتقد انه اعطاني اول شيء ثقة القيادة ثقة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني. واعطاني ايضا محاولة تقديم خدمة للناس ولمن يحتاجها سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة ولكني لا اتصور انني اخذت من هذه الحقيبة وهجا ربما يكون اخذت امتيازا معنويا او تكريما معنويا سيظل مرافقا لي مادمت حيا.
مرافقة الرؤساء
اليوم: قدر لمعاليكم مرافقة الزعماء الذين زاروا المملكة وبلاشك هناك محطات استوقفتكم مع بعضهم هل يمكن التعرف على بعض جزئيات تلك المحطات؟
* الحقيقة كثير من المهمات اسندت لي كمرافقة رجال دولة ورؤساء دول ورؤساء وزارات شخصيات متعددة من كل القارات من الشخصيات التي استرعت اهتمامي شخصية رئيس جمهورية فنزويلا الرئيس هوجو شافيز هذا انسان بسيط للغاية جدا واذكر حينما زرته في بلاده لاسلمه رسالة من خادم الحرمين الشريفين استقبلني في القصر الجمهوري وتناولنا معه القهوة على طاولة اكل الدهر عليها وشرب وكان هذا مثار اهتمام لي خاصة نحن في مجتمعنا المرفه لاننظر لهذه الامور نظرة تقدير ولكن ما رأيته استغربت منه كثيرا ولفت نظري في الرئيس الفنزويلي بساطته المتناهية واستيقافه لاي فرد والتحدث معه سواء كان مسؤولا او غير مسؤول شرطيا او حارسا او رجل امن وحبه للنكتة ومن الاشخاص الذين وجدت فيهم روح البساطة الرئيس ياسر عرفات وهذا رجل بسيط للغاية سواء في حديثه او في انفتاحه او حتى في طريقة سلامه وهناك ايضا شخصيات اخرى استوقفتني لرؤساء دول ولوزراء لبراعتهم ولاجادتهم للغة العربية رغم انها ليست لغتهم الام واذكر على سبيل المثال رئيس وزراء البوسنة والهرسك السابق الدكتور (حيدر سيلاديتش) واحد نواب وزير خارجية روسيا السابق لا اذكر اسمه كان يتكلم اللغة العربية بطلاقة وبقواعد اللغة ايضا. هناك سلطان بروناي ولاحظت البساطة فيه وفي تعامله كذلك الملك عبدالله الثاني ملك الاردن بسيط ومتواضع وبراعته في جلب الحديث مع الآخرين بطريقة محببة وعفوية حتى ولو كانوا اقل منه في المسئولية او في مستوى اقل منه في الوضع الاجتماعي في اي مكان وزمان.
حقيبة الاعلام
اليوم: معالي الوزير لماذا كنت أكثر الوزراء الذين يحملون حقيبة وزارة الثقافة والإعلام عندما لا يكون وزيرها موجودا؟
* هذا بالتأكيد يسأل عنه معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد فارسي.
متاعب وارهاق
اليوم: هل واجهتم اي متاعب او ارهاقا من هذه الحقيبة حتى ولو كانت لفترات وجيزة؟
* هناك في كل عمل متاعب وهناك مشاكل تختلف من عمل الى آخر لكن ولا اتصور ان وزارة الاعلام لها متاعبها لكل وزارة متاعبها وهمومها وكل وزير له متاعبه وهمومه لكن مشكلة وزارة الثقافة والاعلام في التعامل مع الآخرين انها تتعامل مع اطياف متعددة من الناس والمسئولين وبالتالي هذا ما يشكل بعض الضغوط على حامل هذه الحقيبة.
رأي في الإعلام
اليوم: كيف يرى معاليكم الإعلام السعودي من خلال ذلك؟
* الاعلام السعودي هو الصحافة والتلفاز والاذاعة وممكن ان ندخل فيها النوادي الادبية والعلمية التي تقدم الامور الثقافية واذا اخذنا كل جزئية على حدة اعتقد ان الصحافة والتلفاز تلعب دورا كبيرا وموفقا في ايصال الهدف والرسالة التي تسعى اليها.
التحدث مع رؤساء التحرير
اليوم: هل تحدث معاليكم مع احد رؤساء التحرير في اي موضوع اثناء توليك تلك الحقيبة؟
* بالتأكيد كمسئولية مؤقتة طبيعة العمل كانت تستدعي الاتصال المباشر.
مهنة المتاعب
اليوم: كيف ترى ان الصحافة مهنة متاعب؟
* اعتقد هي فعلا مهنة متاعب لرئيس التحرير ونواب رئيس التحرير ولمديري التحرير وللمحررين وللمتعاونين وهي ايضا مصدر متاعب للآخرين الذين ينقل عنهم ما لم يقولوه.
جازان الجميلة
اليوم: جازان هذه المنطقة الجميلة هل اعطاها ابنها العلاقي شيئا؟
* ماديا لا لاني لم اكن في موقع استطيع ان اقدم لها في اي مرحلة من مراحل حياتي لكن حبي لها وحديثي عنها في كافة المجالس اعتقد ان هذا يشفع لي عند ابناء واهالي جازان.
الحديث عن جازان
اليوم: هل تحدثت مع احد الوزراء من اجل جازان ذات يوم؟
* نعم واعتقد ان زملائي وزير الشؤون البلدية والقروية ووزيرالكهرباء ووزارة الصحة ووزير المعارف ووزير المواصلات ووزير الزراعة والرئيس العام للموانئ كثيرا ما كنت اتحدث معهم عن مشاريع التنمية في جازان خاصة بعد زيارة سمو ولي العهد لها عقب ما اصاب المنطقة وباء حمى الوادي المتصدع.
جازان الآن
اليوم: كيف يرى معالكيم جازان الآن؟
* جازان الان في وضع يتحقق لها فيه بعض التطور وليس كل ما يريده المواطنون هناك بطبيعة الحال الاوضاع الاقتصادية في الدولة لا تساعد على تحقيق الانماء المطلوب لجازان وللمناطق الاخرى... اميرها الامير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز يسعى جاهدا ومنذ ان وطأت قدماه هذه المنطقة لتطويرها وتحسينها وقد حقق الكثير من الاشياء ولكنه مازال مستمرا في طلب تحقيق الكثير ونأمل ان تساعده الظروف والاوضاع الاقتصادية على تحقيق ما يصبو اليه من آمال ويصبو اليه المواطنون في هذه المنطقة وفي كل مناطقنا العزيزة الاخرى في المملكة.
اسماء في الذاكرة
اليوم: يتحدثون عن بعض الاسماء بانها مازالت في ذاكرة معاليكم وهؤلاء زملاء الدراسة في الابتدائية هل تذكر بعضا منهم؟
* حقيقة هناك زملاء اعزاء توفاهم الله الى رحمته وهناك من هم على قيد الحياة ولا استطيع ان اذكر احدا وانسى الآخر كي لا يزعل مني احد ولكنني ادعو لمن مات بالرحمة ولمن على قيد الحياة بطول العمر وإن شاء الله الايام القادمة تساعدني للالتقاء بهم وزيارتهم في القريب العاجل.
سهر الطفولة
اليوم: لو قدر ان تعود بك السنين الى الوراء اي سن تختار ولماذا؟
* سنين الطفولة حيث البساطة والمرح والبعد عن المتاعب والهموم.
شاعر
اليوم: يقال ان هناك شاعرا داخل قلبك؟
* انا لست شاعرا ولكن احب الشعر واحب على الاخص الشعر الكلاسيكي.
مشروع كتاب
اليوم: يقال ايضا ان لديك مشروع كتاب؟
* في الوقت الراهن ليس لدي مشروع لكتاب ولكن قد يكون مستقبلا وقد لا يكون هذا الكتاب اكاديميا.
القراءة
اليوم: بصدق ماذا يعمل معاليك الآن؟
* اقرأ.
الموظف المتقاعد
اليوم: كيف ترى احالة الموظف الى التقاعد؟
* شيء منطقي بعد فترة من العمل لابد له ان يستريح.
اليوم: ماذا اعد الوزير عندما يحال للتقاعد لملء فراغ؟
* الحقيقة لم افكر في هذا الشيء لاني كنت ارغب في ان استريح واعتقد ان الانسان بعد وصوله الى سن التقاعد الراحة واجبة.
اصدقاء المناصب
اليوم: هل هناك اصدقاء مناصب؟
* انا لم يمر علي مثل هؤلاء.
اليوم: وكيف تنظر الى هؤلاء؟
* لم يمروا علي وبالتالي لا استطيع ان احكم عليهم.
الحديث شيق
اليوم: الحديث مع معاليكم شيق وممتع هل هناك ما تود ان نتحدث فيه ولم نأت عليه بسؤال؟
* الحقيقة ان الاسئلة كانت اسئلة شافية كافية.
كلمة اخيرة
اليوم: وقفة تأمل وكلمة من القلب الى القلب باحساس مدني الاب ومدني الاكاديمي ومدني الوزير ومدني الانسان البسيط؟ ماذا تقول فيها ولمن؟
* مدني الاب لابنائي عليكم الاعتماد على انفسكم, مدني الاكاديمي اقول: ان تجربتي العلمية في الجامعة اكسبتني الكثير من تقديري للآخرين وحبي للجو الاكاديمي والجو العلمي, واقول لزملائي الاكاديميين: انكم في موقع افضل من موقع آخر في العمل.
مدني الوزير: الوزارة ليست هدفا او طموحا ولكنها تشريف وتكليف ومحاولة جادة للانتاج والعمل الجاد والمخلص مدني الانسان البسيط: انا اعتقد ان حياتي كلها كانت بسيطة ليست فيها محطات للالتفاف على الآخرين او التطاول عليهم او التكبر واعتقد ان الوزير يجب يظل بالدرجة الاولى انسانا وان يتعامل من الآخرين على هذا الاساس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.