"الوكالات والبيوت الاسلامية في مصر العثمانية" كتاب جديد للدكتور رفعت موسى يلقي من خلاله الضوء على فرعاً هاماً من العمارة الاسلامية الا وهو العمارة المدنية. وينقسم الكتاب إلى قسمين، القسم الاول: يتناول المؤلف فيه دراسة المنشآت التجارية فيدرس فيه الخان والفندق والقيبارية والوكالة مع تأصيل نشأة كل منشأة ووقت ظهورها في مصر، وتزود كل منشأة بالرسوم الهندسية التوضيحية. وعن الخان يقوم المؤلف لفظة فارسية وتركية وتعني البيت او المنزل الذي يسكنها التجار ويتم بناءها خارج المدينة او داخلها ففي الخارج يكون على هيئة مربع او مستطيل مدعم بأبراج ثلاثة ارباع دائرة في الزاوية وابراج نصف دائرية على الاضلاع ويكون للبناء مدخل واحد يدافع عنه ببرجين على الجانبين لحماية التجارة والتجار بالداخل ويتكون المبنى في الداخل من عدة طوابق العليا مخصصة لسكن التجار. اما عن الفندق فيقول المؤلف انه كلمة فارسية تساوي الخان وان الفنادق اقيمت خصيصاً لفئة التجار الاجانب عن البلد المنشئ بها هذه المؤسسة. وعن مفهوم القيسارية يشير المؤلف إلى انه مصطلح عربي دخل اللغة العربية بالتقادم وهو مشتق من اسم قيصر لبيع سلعة معينة وقد تحرف الاسم من قيصر مع مرور الزمن إلى قيسارية والجمع قياسر. وفي شرحه لمفهوم الوكالة يقول المؤلف الوكالة في المصطلح التجاري في العالم الاسلامي في العصور الوسطى ليست هي ما يعرف بالتوكيل التجاري اليوم وانما هي مخازن تجارية كبرى يباع فيها كل شيء ويملكها تجار او اسرة واحدة بل عرفت باسم صاحبها او شيء المبيع بها. كما افرد المؤلف في هذا الكتاب دراسة عن موظفي تلك المنشآت ثم تبع ذلك بدراسة عن الحياة الاجتماعية في العصر العثماني ودراسة مثل كامل من القرن 11 ا لهجري / 17 الميلادي لتلك المنشآت والتي وجدت في مصر في العصر العثماني دراسة اثرية وثائقية مع تزويد هذا المثل بالمساقط الافقية والقطاعات الرأسية واللوحات الفوتوجرافية لزيادة الايضاح. اما القسم الثاني من الكتاب فيتناول دراسة البيوت السكنية في مصر وتطورها حتى العصر العثماني، فيدرس في الفصل الاول البيوت الاسلامية حتى نهاية العصر المملوكي مع تناول اقوال بعض الرحالة عن تلك المنشآت في القاهرة بوجه خاص، ثم يتناول الفصل الثاني العناصر المعمارية المميزة للبيت الاسلامي في مصر العثمانية والباقية إلى الان شاهداً على ذلك، كما يتضمن الفصل الثالث مثلاً كاملاً من هذه البيوت وهو منزل جمال الدين الذهبي (1047 هجرية - 1637 ميلادية) وكذلك دراسة العناصر الزخرفية المميزة لذلك المثل مع تزويد كل ذلك بالمساقط الافقية والقطاعات الرأسية والرسوم الايضاحية واللوحات لزيادة الايضاح. ويعد هذا المنزل الذي انشأه جمال الدين الذهبي شاه بندر التجار من المنازل الكاملة في العصر العثماني ولا سيما في القرن الحادي عشر الهجري، السابع عشر الميلادي فهو نموذج فريد نستطيع ان نستشف منه تطور المنازل عبر القرون الماضية وعلامة على طريق الحاضر. @@ الكتاب: الوكالات والبيوت الاسلامية في مصر العثمانية. المؤلف: رفعت موسى محمد. الناشر: الدار المصرية اللبنانية. عدد الصفحات:421.