اوضح نائب رئيس اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري الدكتور راشد الراجح ان جلسات هذا اللقاء اتسمت بشمولية اكثر وبصراحة وشفافية وحرية تعبير بمشاركة فعالة من المشاركين والمشاركات في جميع محاور اللقاء الخمسة حيث تم تبادل وجهات النظر المتنوعة في جو من الالفة وكل مشارك عبر عن رأيه بالطريقة التي يراها وقوبلت هذه الآراء بالتقدير والاحترام وكان هذا اللقاء مجالا خصبا للنقاش والمداخلات اتسم معه الحوار بالادب الاخلاق التي عرف بها السعودي وتمت الجلسات في جو من الشفافية والوضوح وحرية التعبير. وبين في كلمة القاها الدكتور الراجح في بداية اللقاء الصحفي اليومي الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ضمن فعاليات اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري والذي يقام في مكةالمكرمة انه تم في هذا اليوم مناقشة الجانب الاعلامي حيث اجاب الباحثون على تلك المداخلات اجابات واضحة وصريحة علما بان هذه البحوث التي قدمت سلمت من قبل المشاركين في وقت سابق لدراستها. وكان النقاش ثريا حول هذا المحور واكد ان مثل هذه اللقاءات كلها خير حتى لو لم يكن فيها الا مجرد ازالة الوحشة والتردد والتحفظ, والآن اصبح الجميع تحت مظلة واحدة تسودها المحبة والاخوة والشفافية التي تنبع من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف. وافاد ان ما تم نقاشه في اليوم الثالث للقاء كان ولله الحمد مهتديا بهدى المصطفى صلى الله عليه وسلم وكانت الآراء جيدة والمداخلات قيمة والردود واضحة مشيرا الى ان محاور اللقاء الخمسة كلها تم الانتهاء من مناقشتها هذا اليوم وسيكون آخر ايام هذه اللقاء لاصدار البيان الختامي والتوصيات مؤكدا انها توصيات جديدة والبيان الختامي واضح وسوف يرفع الى ولي الامر - حفظه الله - ولسمو ولي عهده ولسمو النائب الثاني, وكلهم بحمد الله وتوفيقه يؤيدون هذا اللقاء وحريصون كل الحرص على استمراره لما في ذلك من خدمة للوطن والمواطن. عقب ذلك تحدث الدكتور احمد بن نافع المورعي عن بحثه المعنون بحرية الرأي والتعبير في وسائل الاعلام واثر ذلك على فكر الغلو والتطرف حيث اكد انه لا تقدم ولا تنمية بدون حرية ولا حرية بدون مسؤولية ولا خطر على الحرية اشد من سوء استخدامها ولا ضمان لاستمرارها افضل من ضوابطها واوضح ان البحث يهدف الى تسليط الضوء على امرين الاول حرية الرأي وحق التعبير في الاسلام والثاني الاستخدام الجائر لحرية الرأي والتعبير مما يترتب على ذلك من تغذية فكر الغلو والتطرف. مشيرا الى ان البحث سعى الى استقصاء الضوابط التي تحمي حرية الرأي والتعبير وتحول دون استخدامها بشكل يسيء للمجتمع وثوابته وعرض البحث نماذج مشرقة من الحضارة الاسلامية في حرية الرأي والتعبير مستشهدا في ذلك بخطاب ابي بكر الصديق رضي الله عنه (اني وليت عليكم ولست بخيركم فاذا رايتموني على حق فاعينوني وان رايتموني على باطل فسددوني). كما استعرض الدكتور علي بن شويل القرني في بحثه المعنون ب (الخطاب الاعلامي, دراسة تحليلية لتعددية الرؤى الاجتماعية). واوضح ان مفهوم الخطاب يبدأ ويتشكل من خلال احداث كبرى تؤثر على مسيرة المجتمع من خلال خلافات معينة او من خلال صراعات بين دول او مشاكل داخلية او خارجية. وهذه كلها تؤسس لبناء مفهوم خطاب عام في المجتمع ينعكس على الخطاب الاعلامي. واشار الى ان دراسته استعرضت تحليل مضمون نموذج من نماذج الصحافة السعودية وهي صحيفتا الوطن والرياض وهما نموذجان يمثلان بقية الصحف الاخرى. وتوصلت الدراسة الى وجود خطابين رئيسيين يحددان توجه الصحافة السعودية بشكل خاص موضحا ان هذين الخطابين هما الخطاب الليبرالي والخطاب الوسطي المحافظ المعتدل مشيرا الى ان الخطاب الليبرالي شكلت مادته المقالية 50% مؤكدا ان الخطاب المتطرف كان غائبا في وسائل الاعلام. عقب ذلك افسح المجال للاعلاميين لطرح اسئلتهم على المشاركين في المؤتمر الصحفي. وفي سؤال حول مدى تعاون وزارة التربية والتعليم لتكريس مفهوم الحوار. اوضح معالي الدكتور الراجح انه يشارك في فعاليات اللقاء وعدد من منسوبي وزارة التربية والتعليم الذين قدموا ابحاثا ومحاور حول التربية ونقاشات وكانت لهم مداخلات على جانب كبير من الاهمية ثم ان ما يتوصل اليه هذا اللقاء سوف ينشر على شكل بيان وتوصيات عبر وسائل الاعلام وكل الجهات ستطلع عليه ان شاء الله. وفيما يتعلق بنشر الحوار في المدارس والجامعات اوضح معاليه ان هذا امر وارد وقضية تبادل الآراء وقضية نشر ثقافة الحوار هذه من اهم الامور حتى يعرف المواطن ماله وما عليه والحمد لله المسؤولون كلهم اذان صاغية وقلوب مفتوحة لكل ما يقدم لهم بشرط ان يتسم بالادب وبالمعقولية وبالاحترام. وتناول الدكتور علي بن شويل القرني في اجابته على سؤال حول التوصيات التي تصدر بحق الاعلاميين قائلا. ان الاعلام السعودي نما بشكل جيد في السنوات الاخيرة وهناك مساحة كبيرة وواسعة للمزيد من التطور وهناك الملاحظة الاستراتيجية التي طرحت من اكثر من مشارك انه عندما تكون مساحة واسعة من حرية النقاش في وسائل الاعلام وستعطي فرصة لكثير من المهتمين بقضايا مختلفة في المجتمع من خلال الشرائع المختلفة ومن خلال ايضا تخصصات مختلفة تعتمد على القنوات الشرعية في وسائل الاعلام السعودية بدلا من الذهاب الى قنوات اخرى او صحف اخرى او الى ادوات اخرى كالانترنت مثلا. وكان هناك توجه انه كلما اتسعت مساحة الحرية في الاعلام السعودي اعطيت الفرصة لاجتذاب اكبر قدر ممكن من اصحاب التوجهات المختلفة. وفيما يتعلق بتأثير الاعلام على الشباب ودعوتهم للجهاد بين الدكتور الراجح انه قد تمت مناقشة هذه القضية خاصة وان الشباب يتطلع الى ماذا يعني هذا اللقاء والذي يعني تبادل الرؤى والرأي الآخر. والامام ابو حنيفة يرحمه الله كما يعرف الجميع كان يقول "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" اذا نشر فكرة الحوار والمفاهمة والمناقشة هذا الشيء مهم. وقضية الشباب وكما ذكرت يتطلعون الى الجهاد والجهاد فريضة اسلامية لا احد ينكر ذلك. والذي نريد ان نوضحه ان حكم الجهاد في الاسلام وانواعه ومتى يجب ومتى يكون فرض كفاية, ومتى يكون فرض عين, هذا يرجع فيه الى العلماء وهذه القضية يجب ان تعرض وان يسند الامر الى اهله وان يوضح للشباب وهذه الروح الطيبة يجب ان توجه الى الخير والا يغزر بهم بل يسلكون طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ فالجهاد لم يقصد به قتل الناس ابدا وانما قصد به الدفاع عن حوزة الاسلام. وابان الدكتور الراجح ان ما يثار من ان هناك تلاسنا بين المشاركين لا اساس له من الصحة واذا كانت هناك اختلافات في الآراء فهذا امر وارد في اي حوار موضحا ان هناك عددا من الموضوعات طرحت حول مضمون اللقاء الثالث من بينها موضوع المرأة وسينظر ان شاء الله في اختيار موضوع اللقاء الثالث.