بالرغم من سقوط النظام العراقي الذي ترأسه صدم حسين وبقية البعثيين المنتمين لحزبه الا ان القضية مازالت قائمة حتى هذه اللحظة فخطورة تفشي معتقدات الحزب البعثي مازالت مستمرة بالرغم من الهيمنة الامريكية على الوضع الحالي في العراق وذلك لان هناك سنوات سبقت لحظة سقوط صدام ومناهج دراسية قد ترسخت في عقول اطفال اصبحوا اليوم رجالا بالغين ومازال يوجد بعثيون احياء لم توضع اسماؤهم ضمن القائمة التي ستتم محاكمتها, اذا نحن بصدد مفاجأة مستقبلية عنوانها (جيل مابعد سقوط صدام) وهؤلاء بالتأكيد يحملون الكثير من المفاهيم التي سقاهم اياها صدام، وهم بالتالي مقتنعون بفحواها ومؤمنون بها وبضرورة ترسيخها في تاريخ الحزب البعثي ولكن القلق ليس من ترسيخ هذه المفاهيم في تاريخهم وانما من نشره في معتقداتنا السياسية في الخليج, فالكل اليوم مندفع نحو عراق الغد والعراقيين والكل يأمل في المساهمة في إعمار العراق وبالتأكيد سيتم بالتالي تبادل الخبرات الاعلامية والادبية وحضور الملتقيات السياسية الا ان اهداف هذا التبادل قد لاتكون معلنة لدى البعض مما قد يسهل عليهم ان يتخذوها ستارا لهم حتى يتمكنوا بعدها من نشر قواعدهم الحزبية في المنطقة وذلك من خلال كسب ولاءات اقطاب معينة لها تأثير واضح لدينا وهم بالتالي قد لايبدأون بالساسة وانما بالجيل الصاعد ولكن بمنهج مغاير للمنطق مما قد يدفع هؤلاء لترسيخ مفاهيم حزبية جديدة تحوي في طياتها معتقدات الحزب البعثي الذي تبناه لسنوات صدام واعوانه وهم بذلك قد لاتقتصر محاولاتهم في كسب الرجال وانما النساء ايضا بحجة ان حقوقهم السياسية مهضومة وهم بالتالي قد يحصلون عليها اذا ما تظللوا بالجناح البعثي وبالتأكيد هذه الشكوك والوساوس لابد ان نتطرق اليها بين الفينة والاخرى, وبالتالي لابد ان نعمل على وضع حواجز واسوار خلف اجيالنا ولكن هذه الاسوار يجب في المقابل ان لاتكبلهم فتمنعهم من الحركة والترحال حيث يشاؤون وانما لتقيهم من ان تترسخ مفاهيم الحزب البعثي في معتقداتهم السياسية.