محمد الشلهوب أو كما أطلق عليه (الموهوب)، يعزف ألحاناً داخل المستطيل الأخضر، يقدم عزفا منفردا، حتى غطى على جسمه الصغير بفنه الكبير. انطلق آسيوياً، وقدم نفسه في بطولة إقليمية، وحرمته الإصابة من المشاركة مع الأخضر في خليجي "15" بالرياض قبل تسليم القائمة ب 24 ساعة. ومازال يتألم لتلك اللحظة، لكنه كما يقول لقبها للأخضر خفف آلامه.. الموهوب إذا كان قد برز إقليمياً.. فهو يتطلع للبروز خليجياً، وهو كما يقول يشعر بأن لدورات الخليج وقع خاص في نفسه، ويحمد ربه أن الإصابة هذه المرة لم تكن لها وجود في مشاركته في خليجي "16" ويتمنى أن يشارك مع الأخضر ويقدم كما هو مأمول منه.. للشلهوب رأي جميل في دورات الخليج، وقد أباح بأسرار دورة الخليج في مسيرته الكروية، خاصة تأثره بفهد المصيبيح. أما عن الحلم الذي تحقق له في مشواره الكروي فهو اللعب إلى جانب الفنان يوسف الثنيان. أشياء كثيرة كشفها لنا محمد الشلهوب في هذا اللقاء.. تعالوا نقرأ معا هذا الحوار مع النجم محمد الشلهوب. بالطبع الخليج غير @@ الشلهوب شارك في العديد من المسابقات الإقليمية والدولية مع الأخضر.. فهل تختلف تلك المشاركات عن المشاركة في دورة الخليج؟ * بالطبع لأن دورات الخليج تختلف تماماً عن المسابقات الأخرى، وهذه نظرة أي لاعب خليجي، لأن دورات الخليج لها وقع خاص جداً في نفوس الخليجيين فهي محطة للتنافس الشريف. ستظل المحطة الأهم @@ برأيك هل مازالت دورات الخليج في الوقت الراهن، محطة لإبراز النجوم كما كانت في الماضي، أم أن دورها تقلص، فأنت مثلاً كانت انطلاقتك في نهائيات كأس آسيا بلبنان عام 2000م وليس عن طريق دورة الخليج؟ * القاعدة هي أن أي لاعب خليجي عادة ما تكون نجوميته عبر دورات الخليج لماذا؟ لأن نجومية أي لاعب خليجي في دورات الخليج تكون عالقة في الأذهان أكثر من نجوميته في أي مسابقة أخرى، وهذه حقيقة لا تحتاج إلى إثبات، والأهم أن اللاعب الخليجي الذي يبرز في دورات الخليج يكون استعداده لدخول النجومية أسهل من تفوقه وإبداعه في المسابقات الأخرى، وهناك أسماء كثيرة لا داعي لذكرها كانت انطلاقتها من دورات الخليج، واستمرت في عالم النجومية في إطار ذلك الوهج. نعم مازالت دورات الخليج هي المحطة الأهم لأي نجم واعد في المنتخبات الخليجية، ولم يتقلص دورها أو وهجها في تفريخ المواهب. تأثرت بمدرسة المصيبح @@ عندما كنت برعماً في عالم الكرة، وكنت تتابع دورة الخليج بمن تأثرت من اللاعبين السعوديين أو الخليجيين في مثل هذه الدورات؟ * بالطبع.. باللاعب فهد المصيبيح كونه يلعب في نفس المركز الذي ألعب فيه، بالإضافة إلى أن هناك العديد من العوامل المشتركة التي تجمعني باللاعب الفذ فهد المصيبيح، فهذا اللاعب لم أتأثر به فقط في دورات الخليج، بل حتى في نادي الهلال، ولقد تتلمذت على يد هذا اللاعب وهذا الإداري الذي تعلمت منه الكثير والكثير، والأهم من ذلك كله أنني خريج مدرسة المصيبيح منذ أن كنت صغيراً وأنا أعتز كثيراً بتخرجي في هذه المدرسة التي استفدت منها الكثير في مشواري الكروي ومازلت حتى الآن استفيد منها لأنها منبع للفن الكروي الرفيع وللأخلاق وللإخلاص، والمصيبيح كان من نجوم كرة القدم الخليجية الذين يشار لهم بالبنان، والذين أمتعت ليس فقط الجمهور السعودي بل الجمهور الخليجي على حد سواء. أحلم بالثنيان @@ ومن اللاعب الذي كنت تحلم بأن تلعب إلى جانبه وتحقق لك ذلك سواء مع ناديك أو المنتخب؟ * فيلسوف الكرة العربية والخليجية والمحلية يوسف الثنيان الذي كنت أعشق موهبته وفنه داخل المستطيل الأخضر، وكان الثنيان يثير الإعجاب بأسلوبه الموسيقي داخل الملعب، فكنت أحلم بأن ألعب إلى جانب هذا اللاعب سواء مع النادي في الهلال أو المنتخب، والحمد لله أنني وفقت في تحقيق حلمي واللعب إلى جانب الفنان يوسف الثنيان واستفدت من هذه الموهبة كثيراً داخل الملعب، وقد شجعني هذا النجم كثيراً في بداية مشواري مما ساعدني في الوصول إلى ما وصلت إليه. وأعتقد أن قرار اعتزاله خسارة كبيرة للهلال والكرة السعودية، فموهبة الثنيان من النادر أن تتكرر فهو لاعب يحمل مواصفات النجومية العالمية سواء في المراوغة أو التسديد أو التمرير وحتى التهديف، والمهم في كل هذا أنني وفقت ولله الحمد في تحقيق حلمي باللعب إلى جانب الثنيان. سر الخروج من القائمة @ الشلهوب كان ضمن قائمة الأخضر في خليجي (15) بالرياض لكنه أبعد في اللحظات الأخيرة .. لماذا أبعدك المدرب آنذاك ناصر الجوهر ؟ الجوهر لم يبعدني، ولكن الإصابة هي التي حرمتني من المشاركة في خليجي (15) حيث تم استبعادي قبل (24) ساعة من الدورة بسبب الإصابة ، والجوهر كان ينتظر حتى اللحظات الأخيرة التقارير الطبية ولم يخرجني من القائمة إلا بعد أن أثبتت التقارير الطبية عدم مقدرتي على المشاركة في تلك الدورة، وتألمت كثيراً لعدم المشاركة مع المنتخب حيث كنت كغيري من اللاعبين أود خدمة شعار وطني، والحمد لله أن المنتخب حقق اللقب في تلك الدورة وهذا ما خفف آلامي، فالمهم هو إنجاز الأخضر، وليس المهم مشاركتي، وأحب أن أؤكد هنا أن ميزة المنتخب السعودي انه يملك أكثر من لاعب في الخانة الواحدة، وهذا الذي يجعل الأخضر لا يتأثر بغياب أي لاعب، وعلينا كلاعبين ونحن نشارك في خليجي (16) أن نحافظ على اللقب، خاصة أن المنتخب خسر الكثير من ألقاب ودورات الخليج رغم أنه كان الأفضل . انتهت العقدة @ هل تعني أن ما كانوا يسمونه بعقدة الأخضر في دورات الخليج انتهت باللقب الذي حققه المنتخب في الرياض ؟ نعم انتهت من غير رجعة، خاصة أن الأخضر كما قلت لك كان يستحق الكثير من الألقاب، ولكن سوء الخط لازمه، وجاءت دورة خليجي (15) وأنهت ما كان ما يسمى بالعقدة، وقبلها تحقيق اللقب في الإمارات واعتقد انه لا توجد عقدة في كرة القدم، والمنتخب السعودي قادر على أن يكرر الإنجاز، ولكن علينا كلاعبين الجد والاجتهاد من أجل المحافظة على اللقب واعتقد أن الأخضر قادر على المحافظة إذا سارت الأمور بشكل طبيعي، والتنافس مشروع للجميع، فالمنتخبات الأخرى تطمع في الحصول على اللقب مثلما يسعى المنتخب السعودي لتحقيقه، وهنا تكمن لذة المنافسة في أن الجميع يسعى للقب، وأحب أن أؤكد انه لا توجد عقدة للمنتخب السعودي في هذه الدورة، حتى وإن كان سوء الحظ قد لازم الأخضر في بعض الدورات . المستويات متقاربة @ في السابق كانت الترشيحات تنصب على المنتخب السعودي والمنتخب الكويتي .. هل مازالت هذه النظرة مستمرة حتى وقتنا الحالي .. أم أن الأمور تغيرت ؟ لابد من الترشيحات، وهذه تحدث في أي بطولة في العالم، وليس فقط في دورة الخليج، وطبيعي أن يكون الفريق المتفوق هو متصدر الترشيحات، ولكن كانت تلك الترشيحات تمثل عامل ضغط للمنتخب السعودي في الماضي، في حين أن أثر ذلك الضغط تلاشى في الوقت الراهن، وهذا هو المهم فالترشيحات للأخضر لا يمكن أن تمثل عامل ارتباك أو ضغط على اللاعبين. @ وهل أنت مع ترشيحات الأخضر والأزرق أم أن هناك منتخبات أخرى ترشحها للمنافسة ؟ بالطبع المستويات متقاربة في الوقت الراهن، لذلك فإن الجميع مرشح للفوز باللقب، ولعل تقارب المستوى وطموح المنتخبات المشاركة جميعها بالفوز باللقب فرصة للرقي بمستوى هذه الدورة، والتي اعتقد أنها ستكون من أفضل الدورات من ناحية المستوى، ولأن الجميع يبحث عن اللقب، وهذا بحد ذاته يضمن لنا أن المنتخبات ستلعب في كل مباراة للفوز، واتمنى أن يساهم هذا التوجه في إمتاع الجماهير الخليجية بالمستويات الفنية المطلوبة التي تعزز النظرة في استمرار دورات الخليج، وأيضا كونها محطة لإبراز النجوم والمواهب . ثقة أكبر @ المنتخب السعودي شارك في بطولة كأس العرب الثامنة بالكويت بعناصر أغلبها من فئة الشباب وحقق اللقب .. هل تعتقد أن ذلك اللقب سيكون حافزاً للوجوه الجديدة في الأخضر لإثبات وجودها من جديد .. أم أن تلك البطولة ليست مقياساً والمطلوب مضاعفة الجهد؟ كونها ليست مقياسا هذا غير صحيح، لأنها ستكون مقياسا وستكون دافعا قويا للاعبينا في السير على ذلك الإنجاز، لأن الثقة تولدت، ولكن أنا معك ان علينا كلاعبين عدم النوم على وسادة إنجاز كأس العرب الأخير، ومضاعفة الجهد، من أجل إنجاز جديد، وهذا هو المطلوب منا واعتقد، أن جميع اللاعبين يعون ذلك جيداً، والأهم أن تكون قد تولدت لدى الجمهور الثقة في اللاعبين لأن هذا هو المهم، فالثقة بين الجمهور واللاعبين تصنع المعجزات والحمد لله أن الثقة موجودة، والأهم أن تلك الثقة ترجمها اللاعبون الجدد الواعدون في الكويت إبان بطولة كأس العرب الثامنة، والمطلوب أن تعزز هذه الثقة من كافة الأطراف . جمهورنا لا يحتاج إلى دعوة @ كلمة الشلهوب لجمهور الأخضر قبل بدء مباريات المنتخب السعودي في خليجي (16).. جمهورنا لا يحتاج إلى دعوة فهو دائما ما يقف معنا في كل المناسبات سواء في منطقة الخليج أو المناطق الأخرى، وقد كان هذا الجمهور هو النجم الأول في المناسبات التي كان يلعبها المنتخب السعودي في أي مكان، واعتقد أن هذا الجمهور سيكون أيضا النجم الأول في هذه البطولة وسيكرر ما فعله في بطولة العرب الثامنة بالكويت. واتمنى أن نرسم السعادة على وجوه جماهيرنا الخضراء، لأنها أعطتنا الكثير، ولابد أن يرد لها الجميل بالإنجازات والألقاب، وأتمنى أيضا أن نقدم ما هو مطلوب منا، لأن المسؤولين عن المنتخب وفروا لنا كافة الإمكانات من أجل تحقيق ما نصبو إليه للوطن، وإن شاء الله نكون كلاعبين عند حسن الظن . القصيرة أفضل @ سؤال أخير .. أيهما أفضل للاعب.. المعسكرات القصيرة .. أم المعسكرات الطويلة ؟ هذا الأمر متروك للمسؤولين عن المنتخب فهم يخططون للأخضر وفق دراسات وبرامج مدروسة، وسواء كانت المعسكرات طويلة أو قصيرة فإن المطلوب هو تحقيق الأهداف المرجوة للمنتخب، واملنا أن تتحقق تلك الأهداف . الجمهور السعودي الشلهوب في تدريبات الأخضر