شاهدت كما شاهد الكثير من المواطنين على شاشة القناة السعودية الاولى عدول بعض رجال الدين المغالين ممن اتخذوا التكفير منهاجا لهم عن فتاواهم السابقة في تكفير بعض الكتاب والمفكرين وكذلك في اجازتهم قتل رجال الامن في المواجهات المسلحة مع المتشددين، واخيرا تأييدهم وتزكيتهم للارهابيين المطاردين والتي ما جلبت الا التخريب والترويع للبلاد والعباد. وقد سرني كثيرا ان بداية التوبة كانت لاحد اهم قادة هذا الفكر المتشدد الشيخ/ علي بن خضير الذي ابدى ندما واسفا كبيرين على فتواه الشهيرة قبل احداث مايو الماضي في الرياض، ولربما بدأت بوادر هذه التوبة تتجلى بعد الثاني عشر من مايو نفسه وذلك عندما تكشفت له نوايا مجموعة المطلوب القبض عليهم الاولى والتي ضمت تسعة عشر ارهابيا وذلك مع انفجار اول سيارة مفخخة في المجمعات المغدورة الامر الذي جعل شيخنا يراجع حساباته الخاطئة، كيف لا وهو الذي اصدر بيانه المعروف في الثناء على هؤلاء المطلوبين وعدم اجازته التبليغ عنهم او الاطاحة بهم. الى ان جاءت لحظة التوبة الصادقة بعد الاعتداء الآثم على مجمع المحيا في نوفمبر الماضي حيث اكد الشيخ انه لم يتمالك نفسه عندما ايقن التبعات السلبية لفتواه مما اذرف دمعه ومزق قلبه. قال الله تعالى في كتابه الكريم (يأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) الآية. وكان للاعتراف العلني على شاشة التلفزيون اهمية تمثلت في التكفير عن الذنب حيث قام الشيخ ابن خضير بتذكير العناصر المسلحة المختبئة بيننا بالوعيد الالهي الشديد لمن يزهق نفسا معصومة وذلك لحرمتها، كما اوضح جزاه الله عنا كل الخير ان المعاهد هو الرجل القادم من بلاد كافرة الى بلاد الاسلام يدخل فيها ويعطى العهد والامن وبذلك يستحق ان يعصم ماله ودمه. وللذين يبررون هذه الاعمال الاجرامية بعدم حصول افراد هذه الجماعات الارهابية على اعمال توفر لهم العيش الكريم يرد عليهم الشيخ بقوله ان البطالة ليست مبررا لهذه الاعمال. اما بالنسبة لي فأضيف على كلام الشيخ انه وحسب ما اسمع ان هؤلاء التكفيريين لا يرغبون في الانخراط بالعمل الحكومي لان الحكومة في نظرهم كافرة، كما انهم لا يحملون بطاقات اثبات الهوية ولا اوراقا نقدية لانها صادرة عن مؤسسات كافرة، حتى المساجد بعضهم ذهب الى انها مؤمة من قبل ائمة موالين للحكومة. اذا ما العمل مع هؤلاء، بالتأكيد انها ليست البطالة والا ما الذي كان سيحدث في الدول الغربية التي لديها اعداد كبيرة من العاطلين عن العمل ولا رادع ديني يوقفهم. اما فيما يتعلق بالشأن العراقي فقد اكبرت الشيخ علي عندما انكر على البعض ذهابهم للمشاركة في مقاومة الجيش الامريكي في العراق وذلك لعدم انطباق شروط الجهاد الحق على ما يحدث هناك فلله در الشيخ علي ، ادعو الله ان يقبل توبته وينفع بها عموم المسلمين. ويستمر مسلسل التوبة فهاهما الشيخان الفهد والخالدي يتراجعان عما افتيا به في الماضي حيث اكدا انهما كانا مخطئين فيما ذهبا اليه وهذا هو الاصل في علمائنا منذ الايام الاولى للتأسيس فلا غلو ولا تفريط. واخيرا فليعلم المواطن الآمن في هذا البلد الامين أنه الهدف القادم لهؤلاء الارهابيين فهم والله لا يفرقون بين مسلم وكافر وان ما حدث مؤخرا من قتل لابنائنا البواسل من قوات الامن ولبعض اخواننا المقيمين من ابناء ديننا والذين كانوا يعيشون بسلام في مجمع المحيا ما هو الا الدليل والبرهان على النوايا العدوانية لهؤلاء. لذا فان الواجب الوطني يحتم علينا جميعا السير قدما في تعقب وكشف هؤلاء الحاقدين لتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الذي يستحقون في الدنيا وفي الآخرة لهم عذاب عظيم، ولتعود بلادنا كما عهدنا مضرب المثل في الامن والسلام. اللهم احفظ لبلادنا امنها ورخاءها تحت راية لا إله إلا الله وان محمد رسول الله. اللهم ادم على هذه البلاد عزها في ظل رعاية مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني الذين رضينا بحكمهم وبايعناهم على الولاء والطاعة.