اهوى صنع الأعمال التراثية وأسعى جاهدة في المحافظة عليها وتعريفها للأجيال.. هذا ما بدأت به أم عبدالله حديثها الممتع. رغم التطور الذي نعيشه، رغم الحداثة والتجدد.. لازالت تحتفظ أم عبدالله برونق الماضي العتيق..لازالت تعشق صنع ما يذكرها به.. ولازالت تصر على مزاولته وتعليمه من حولها.. منهجها في الحياة (الرجوع إلى أصالة الماضي العريق والمحافظة عليه). أم عبدالله عاشقة التراث الشعبي وبالتحديد صنع الخوص التقينا بها وأجرينا معها هذا الحوار: منذ الصغر أم عبدالله.. بداياتك مع الحرفة الشعبية كيف كانت؟ * بداياتي مع الحرفة كانت منذ صغري، حيث تعلمت هذه الصنعة التراثية من جيراننا الذين كنت أزورهم أنا مع بعض الفتيات باستمرار لنرى ما يصنعون بالخوص من أعمال تراثية رائعة وكنت في ذلك الوقت أتمعن بدقة في كل ما يصنعونه وأحاول جاهدة أنا مع بعض الفتيات تقليدهم ونصنع مثلهم بما يتبقى من الخوص. ولأني أحب الإطلاع وأصر على إتقان هذه الحرفة الجميلة تعلمتها فنمت معي هذه الصنعة التراثية العتيقة. هواية وحرفة هل ما تصنيعنه هواية أم حرفة؟ * ما اصنعه مزيج من الهواية والحرفة، فأنا أهوى صنع الأعمال التراثية المصنوعة بالخوص كما أنني استغل هذه الهواية كما سمحت لي الظروف ببيعها. أشكال مختلفة حديثنا عن أنواع ما تصنعينه؟ * ما أصنعه كثير منها: السعف، زبيل التمر، القرطلة، القفف، المداد (الحصير) السفر بأنواعها وأشكالها المختلفة وغيرها. ومم تصنعينها؟ * أصنعهما من خوص النخيل أي من قلب النخلة وهو الخوص الأبيض، الأول كنا نشتري هذا الخوص أما الآن عندما يستغني الناس عن هذا الخوص بعد تشذيب نخلتهم أستعمله في صنع ما أريد صنعه. هل لحرفتك مواصفات معينة يجب تباعها؟ * كل صنعة تحتاج إلى مواصفات معينة لتصنعيها وتنجزيها بإتقان وحرفة الخوص تحتاج إلى الدقة والتركيز وخفة اليد. ماذا تصنعين أيضا بالخوص غير ما ذكرت؟ * أصنع أيضا المهفات، والسفر، والسرير الذي يصنع من حبال الخوص. أين تبيعين منتجاتك الشعبية؟ * ليس لي مكان معين أبيع فيه ما أصنعه ولكن من يعرفني يطلب مني صنع ما يريد فمنهم من يطلب صنع قفف القرقيعان، ومنهم من يطلب صنع السفر بأشكالها المتنوعة، وغيرها، كل على حسب رغبته. هل ورثت هذه المهنة الشعبية عن والدتك؟ * والدتي تصنع مثل هذه الحرف ولكن ظروف عيشي مع والدي والبعد عن والدتي جعلتني اكتسب هذه الحرفة من الجيران. كم يصل سعر ما تصنعينه؟ * ليس له سعر محدد فكل عمل يحدد سعره على حسب حجمة فمنها ما يتراوح سعره 50 ريالا وقد يصل في بعض الأحيان الى 10،15،20 ريالات، ومنهما ما يصل سعره إلى 2،3،5 ريال وتزداد أسعار بعض الأعمال الحرفية الخاصة بالمواسم في بعض المواسم كموسم التمر والرطب. وصلت للجنادرية هل شاركت في مهرجانات تراثية؟ * نعم فقد شاركت العام الماضي في مهرجان الجنادرية وذلك عن طريق جمعية الفتاة الخيرية بالأحساء، وقمت حينها أنا وبناتي بالاستعداد لهذا المهرجان في صنع الحرف التراثية بالخوص قبل الموعد والتي نالت استحسان من رآها وحرص على اقتنائها وشرائها. هل بناتك تعلمن منك هذه الحرفة؟ * ليس كلهن يحب صنع مثل هذه الحرف فمنهن من يستغل وقت فراغه في تعلمها ومزاولتها ومنهن من لا تجيدها ولا تريد تعلمها، ولدي من تتقن صنع المهفات بينما أنا لا أتقن صنعها. حدثينا عن أخر إنتاجك؟ * اخر إنتاجي ما صنعته في جمعية الفتاة الخيرية وهي عبارة عن سفر، وقفف القرقيعان، والمهاف. كلمة أخيرة تختمين به حديثك؟ * أوجه كلمة لأجيالنا وأقول لهم ( لا تنسوا تراث آبائكم وأجدادكم العريق)، كما أوجه شكرا خاصا لأبنائي وكل من عرفني وعرفته ولجريدة (اليوم).