تحترف أم سعيد سف خوص النخيل منذ كانت في عمر السابعة، أي قرابة الستين عاماً حتى الآن، وقد تعلمت هذه المهنة من والدتها وجدتها، اللتين كانتا بارعتين في سف الخوص وصناعة عديد من الأدوات من خلاله. تقول أم سعيد «حينما كنت صغيرة حرصت والدتي على تعليمي هذه المهنة، التي تمثل لي حالياً مصدر دخل، حيث إنني أعول أبنائي وبناتي من خلالها، خاصة أن والدهم متوفى منذ زمن»، مشيرة إلى أنها قد تكون السيدة الوحيدة حالياً التي مازالت تمتهن سف الخوص على مستوى منطقة القصيم. وبينت أن الناس أصبحوا أكثر اهتماماً بالأدوات المصنوعة من الخوص، خاصة المرتبطة منها بعادات متوارثة، مثل تقديم التمر للضيوف، أو تقديم الأكلات الشعبية، وهذا ما جعل مثل هذه الحرفة مستمرة حتى الآن، وتجد إقبالاً عليها من قِبل الزبائن المهتمين بالشعبيات، والمحبين لكل ما يذكرهم بالماضي الجميل، من حرف وأدوات، وقطع تراثية. وأشارت إلى أن كثيراً من الناس يتصلون بها ويطلبون منها صناعة قطعة معينة من الخوص، ليزينوا بها منازلهم، حيث يحبذون أن يبدو منزلهم حديثاً بطابع تراثي يضفي على المنزل كثيراً من الفخامة. وقالت أم سعيد إن بناتها يساعدنها في تسويق منتجاتها من خلال وسائل التواصل الحديثة، مبينة أنهن لا يحبذن تعلم حرفتها، بسبب التطور الذي يشهده العصر، ولكنهن لا يقصرن في التسويق لها، ما شجعها على بذل مزيد من الجهد وصناعة قطع الخوص المتنوعة الأشكال والأحجام، كما أنها تشارك في عديد من المهرجانات، آخرها مهرجان الكليجا المقام في بريدة.