رغم ان العراق يقع فوق بحر من النفط فقد امضى المواطن مصطفى عبد المنعم ليلته ينتظر في طابور طويل من السيارات عله يحصل على حصته من الوقود لكن بدون جدوى. ويقول عبد المنعم وهو سائق شاحنة صغيرة (50 عاما) لف رأسه بكوفية بيضاء وحمراء وقد تملكه الغضب: امضيت الليلة السابقة نائما في السيارة. وعندما وصل دوري كان الوقود قد نفد من المحطة . ولم يعد لدي الا ليتر واحدا من البنزين لأعود الى بيتي. ويخيم جو من التوتر على صفوف السيارات الطويلة التي ما زالت تنتظر دورها امام محطة الوقود الواقعة في وسط بغداد. وتمتد صفوف السيارات المنتظرة امام المحطات على مدى كليومترين واحيانا ثلاثة كيلومترات بينما تتمركز آليات للقوات الامريكية في حرم بعض هذه المحطات خوفا من اعمال الشغب. وفي مواجهة ازمة المحروقات الحادة التي يعانيها العراق منذ اسابيع اعتمدت وزارة النفط نظاما للتقنين تقتصر بموجبه حصة كل سائق على 30 ليترا بالسعر الرسمي اي بسعر20 دينارا (01ر0 دولار) لليتر الواحد . كما قررت الوزارة تزويد السيارات بالوقود وفق ارقام لوحاتها ، يوما للارقام المزدوجة والتالي للارقام المفردة . من ناحيته يعزو عاصم جهاد المستشار الاعلامي لوزير النفط ابراهيم بحر العلوم الازمة الى اسباب متعددة اولها عمليات التخريب (86 عملية منذ سقوط النظام السابق) والسلب التي تستهدف المنشآت النفطية. يذكر أن آخر عمليات التخريب استهدفت يوم الجمعة الماضي انابيب نفط تصل حقول الشمال وحقول الجنوب بمحطات تكرير الوقود التي تقع في وسط العراق مما ادى الى خفض انتاج هذه المحطات خاصة انها انشئت في الخمسينات وتعمل بالتالي باقل من نصف طاقتها وفق عاصم جهاد . ويلفت جهاد الى ان الطلب يزداد على المشتقات النفطية في اشهر البرد ، اضافة الى دخول ما بين 250 الى 400 الف سيارة جديدة منذ سقوط النظام خاصة ان السيارات معفاة من الضرائب الجمركية حتى آخر العام الجاري . ويشير مستشار وزير النفط الى ان عدد محطات الوقود لم يرتفع والى ان السلطات تعمل على مكافحة اعمال تهريب النفط المخصص للاستهلاك المحلي الى خارج العراق . وفي مواجهة الازمة ايضا وقعت السلطات العراقية اتفاقيات لشراء النفط من دول الجوار وهي تركيا وايران والكويت وسوريا . كما طالبت قوات التحالف بتأمين الحماية لشاحنات نقل الوقود . واوضح الجنرال مارك هرتلينغ من فرقة المدرعات الاولى المنتشرة في بغداد ان وزارة النفط وسلطة التحالف كلفت هذه الفرقة بتأمين حماية عسكرية لشاحنات نقل الوقود على ان تقوم عناصر هذه الفرقة بالتعاون مع الشرطة العراقية بحماية محطات الوقود . لكن كل تعهدات السلطات وتبريراتها لم تقنع العراقيين التي تملك بلادهم اهم ثاني احتياطي نفطي في العالم بعد المملكة. مجلس الحكم الانتقالي والبحث عن حلول مستعصية للطاقة