كتبت لوالدها رسالة غرامية وأوهمته بانها من المعلمة، والاب (لم يكذب الخبر) فبدأ يكتب هو الآخر رسائله الغرامية للمعلمة تقوم الفتاة بكل جرأة بتسليمها للمعلمة التي دهشت من تصرف هذا الاب الذي واصل حماقاته وبدأ يزعج المعلمة التي اخبرت ذويها بالامر وكانت صدمة لهم ان يبرز لهم الاب الرسالة التي بعثت بها له وبعد قليل من التمحيص وفحص الخطوط تبين ان الفتاة تقف وراء هذه الحكاية الغريبة التي عللتها الفتاة، برغبتها في الاساءة لوالدها الذي اهملها وامها بعد زواجه من اخرى ومن الواضح انه على اتم الاستعداد للاقتران بالثالثة وخصوصا لو جاءت بعد حكاية غرامية كتلك التي نسجتها ابنته وصدقها تعطشه العاطفي.. ولكن هل اقنعنا تبرير الفتاة ام ان هناك امرا اخر لم تعترف به.. او هي في الحقيقة تجهله كما تجهل الامر فتيات اخريات كثيرات قد يكن في سن المراهقة وقد يكن في سن النضج والعقل. توجيه العواطف وتكوينها وفقا لمصبها امر يكثر الخلط فيه عند المراهقين لذا نرى احيانا تعلق بعضهم الشديد ببعض وتنامي شعور الغيرة على اصدقائهم بطريقة مزعجة وغير صحية وقد يتطور الامر ويتحول الى شذوذ عاطفي قوي وقد يجر هذا الى شذوذ جنسي مرضي، تلك الفتاة بما تكون قد اختلقت هذه الحكاية لتعيش مشاعر الحب من خلال رسالة بعثت بها الى والدها على لسان معلمتها البريئة. وقد يكون تبرير الفتاة لفعلتها صحيحا فهي تريد الاساءة لوالدها بالدرجة الاولى ولهذا لم تواصل كتابة الرسائل بل سلمت رسائل والدها الى المعلمة وسلمت رسالة التوضيح والنفي من المعلمة الى الاب وكأنها لم تتنبه لهذا الخلط الذي ترتكبه لو ان الامر كان (مع سبق الاصرار) نخرج في النهاية الى اننا امام حالة من الخلط العاطفي عند هذه الفتاة وهي ايضا لا تتعرض له او تعاني منه وحدها وانما هناك الكثير ممن وقعوا ضحية للاهمال العاطفي في الجو العائلي ومن هنا تنشأ المشكلات الجسام في النفوس الصغيرة التي تكبر وتكبر وهي تعيش حالة نقمة ظاهرة قد يقع عبئها على الفرد وعلى المجتمع بشكل عام.