كثير منا قد سبق له الدخول في سوق الأسهم والنهل من معينها، وأحيانا أخرى الاكتواء بنيرانها. بين هذه التجربة وتلك، يمكن أن نستخلص جملة من الدروس والأفكار المنوعة، استنادا وانبثاقا من كبرى نظريات الاستثمار الأساسية، وتطبيقاتها العملية. يتكرر في كثير من الأوقات ان يستثمر أحد الأفراد في السهم الفلاني، لأنه يتوقع له مثلا ارتفاعا بنسبة 30 بالمائة خلال شهر واحد، وهذا أمر وارد، لكن لو سألته: هل تعلم سهما آخر تتوقع له نفس تلك النسبة من الارباح المتوقعة؟ فيجيب بنعم، ومن هنا فإن التساؤل الوارد: ماذا لو استسثمر الشخص في سهمين مختلفين عوضا عن الاكتفاء بالسهم الواحد، لتحقيق ذات النسبة المطلوبة المتوقعة من الارباح، لكن بنسبة أقل من المخاطر. حديثنا اليوم حول سوق الأسهم والاستثمار عموما، فإن خاتمة أفكارنا لعلها تكون عن نظرية عامة تدعو في محصلتها الشباب عبر تحليل منطقي للاستثمار في القنوات الأكثر عوائد والأكبر مخاطرة أثناء مقتبل العمر. إن القاعدة البدهية الراسخة في عالم الأموال تنص كما هو معروف على انه اذا استطعت ان تحقق نسبة أرباح متوقعة مع مخاطر اقل، فإن هذا مفضل على احتمالية تحقيق ذات النسبة من الارباح، لكن باستثمار موحد ومخاطر أعلى، والشأن في هذا يقاس عليه الاستثمار في مجموعة من الأسهم، فضلا عن أسهم أو سهمين، لتحقيق المطلوب من احتمالية ارتفاع كبيرة، ضمن إدارة استثمار منوعة. إن القناعة التامة بما ذكرناه من مفهوم تحقيق الأرباح توازيا مع تقليل المخاطر، يوجه الانظار تلقائيا إلى ما يعرف في الأسواق المالية ب «صناديق الاستثمار». تكثر الأقوال عن هذه الصناديق وتتضارب الرؤى، إلا أنه في مجمل الحال وحسب النظريات العامة، فإن هذه الصناديق تعد ربما الأفضل من حيث تنويع الاستثمار، وإدارة المخاطر، إذ أنها تقدم للمستثمر اختيارا مدروسا للأسهم، واقتناص أوقات مناسبا لأوقات الدخول والخروج، وكذلك الاستفادة من حجم قوة الشراء الكبيرة بما يعود بالتحسن على وحدات الصندوق، وأخيرا هي تشكل قناة فاعلة لتقليل المخاطر عبر تنويع الاستثمارات، ما يجعل الاستثمار عبرها يضفي قيمة اقتصادية يجزي معها دفع تكاليف إدارة الصندوق الرئيسة، وحوافزهم النسبية، إذ ان حديثنا اليوم حول سوق الاسهم والاستثمار عموما، فإن خاتمة أفكارنا لعلها تكون عن نظرية عامة تدعو في محصلتها الشباب عبر تحليل منطقي للاستثمار في القنوات الأكثر عوائد والأكبر مخاطرة اثناء مقتبل العمر. شاهد هذه النظرية ودليلها هو أن رأس مال الإنسان في مجموعه مكون من فرعه المالي والآخر «الإنساني» يقصد بالإنساني مجموع ما سيتحصل عليه الشخص جراء عمله الشخصي في المستقبل، إذ أن الشاب في بادئ العمر يشكل رأس ماله النقدي جزءا بسيطا من كل ثروته المادية والإنسانية، فإن الدعوة هنا تكون إلى انتهاز تلك الفرصة لاستثمار ذلك القليل بالكثير من الارباح والمخاطر، موازنة للمعادلة، واقتناصا للفرصة.