لقد عرفت الاحساء كواحة زراعية ذات نتاج عظيم وثراء واسع عبر مئات السنين، وقد كانت تمثل قاعدة الاستقرار الاقتصادي لسكان شرق ووسط الجزيرة العربية، الا ان هذا الواقع قد تغير وتبدل، فلم تعد الزراعة تشكل المحور الرئيس لاقتصادياتها ولم تعد الاحساء نفسها تمثل الثقل الاقتصادي للمنطقة الشرقية وذلك لاسباب قد لاتخفى على الكثير ويمكن ايجاز اهمها فيما يلي: 1. تراجع الموارد المائية في واحة الاحساء الى مستويات خطيرة حيث جف الكثير من عيون المياه المتدفقة التي اشتهرت بها الاحساء وما تبقى منها لم يعد يملك قوة التدفق التي تمكنها من اداء دورها في ري المزروعات وبالتالي اصبحت الواحة الزراعية برمتها في خطر الجفاف والاضمحلال. 2. تغير هيكلة نظام العمل الزراعي الذي ينظم العمل الزراعي من جهة وعلاقة العامل برب العمل من جهة اخرى فضلا عن دخول العامل الاجنبي ضمن المعادلة المحلية الامر الذي جعل الكثير من الاجيال المتأخرة تعرف كثيرا عن دعم قطاع الزراعة والعمل فيه. 3. تراجع السائد الاقتصادي لمنتجات الواحة الزراعية في ظل صغر الحيازات الزراعية وعدم قدرتها على الانتاج الكمي الكبير الذي يمكنها من المنافسة مع المنتجات المستوردة. ولقد قامت بلدية محافظة الاحساء باعداد بعض الدراسات لاستكشاف افاق التنمية المستقبلية المحلية وسبل تطويرها وقد كان اخرها دراسة المخطط الهيكلي لواحة الاحساء عام 1415ه والتي خلصت الى ان تطوير قطاع السياحة يمثل اهم البدائل الممكنة لتعزيز قاعدة اقتصادية واعدة تعمل على توليد فرص عمل لسكان المحافظة من جهة ودفع عجلة التنمية المحلية من جهة اخرى.