أوصت ورشة عمل السياحة الزراعية التي نظمتها اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية بالأحساء، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، بضرورة تسهيل إجراءات منح التراخيص والقروض لمشاريع السياحة الزراعية، مع مراعاة خصوصية الأحساء في نوع التملك ومساحة الحيازة، بحيث يتم إعطاء التراخيص والقروض لأصحاب الملكيات الحرة والأوقاف وأصحاب العروق والمستأجرين والشركاء، إضافة إلى تعديل مساحات المزارع، بحيث يتم إعطاء التراخيص والقروض لمساحة 5 دونمات وأكبر. وأكدت الورشة التي عقدت أمس في مقر غرفة الأحساء، وحضرها عدد كبير من المسؤولين والمستثمرين ورجال الأعمال والمزارعين، على دور السياحة الزراعية في تعزيز وتنويع مصادر الدخل للمزارع، من خلال إيجاد صناعة سياحية زراعية مميزة بما يحقق عائداً ربحياً جيداً للمزارعين، ولا يتعارض مع المحافظة على مساحة الرقعة الزراعية والمياه الجوفية والبيئة العامة في الأحساء. ودعت إلى دراسة النسبة المئوية من الحيازة الزراعية التي يتم السماح بإقامة المشاريع السياحية عليها بما يتناسب مع واقع واحة الأحساء، ووضع نماذج تصاميم للاستراحات تعطي طابع الهوية العمرانية والزراعية للواحة، وتتناسب مع مساحة الحيازة والقدرة المالية للمستثمرين، وإعطاء ترخيص عضوية سياحية زراعية من هيئة السياحة للحصول على تمويل من صندوق التنمية الزراعية على أن يتم صرف القرض قبل تنفيذ المشروع. وحضّت على تكوين فريق عمل من الجهات الحكومية المختصة يعمل يوماً في الأسبوع في مقر هيئة السياحة بالأحساء، لتسهيل درس طلبات المستثمرين في مجال السياحة الزراعية، وتصميم برامج إعلامية ودرس وضع آلية لتحسين الطرق الزراعية التي تخدم القطاع السياحي الزراعي بالتنسيق بين الجهات ذات العلاقة. وطالبت بالاستفادة من التجارب الدولية والإقليمية في تعزيز مستوى السياحة الزراعية، ودرس إمكان تمويل السياحة الزراعية من الصناديق الاستثمارية في المصارف التجارية، إضافة إلى ضرورة التنسيق بين أمانة الأحساء وهيئة السياحة بالأحساء في ما يتعلق بالتعامل مع الاستراحات والنزل الريفية. من جهته، أكد أمين غرفة الأحساء عبدالله النشوان أهمية دور السياحة الزراعية بوصفها إحدى أهم مبادرات هيئة السياحة لتطوير صناعة السياحة الوطنية من خلال دعم زيادة الرحلات السياحية للمناطق الريفية والزراعية في المملكة، وما يتحقق منها من عوائد اقتصادية واجتماعية على المواطنين في تلك المناطق، مؤكداً على فرص الأحساء الكبيرة في تمكين السياحة الزراعية كخيار استراتيجي اقتصادي تنموي مهم للمنطقة، وبخاصة مع وجود حقول النخيل وتوافر المزارع في المدن والقرى، وهو ما يسهل فرص نجاحها. أما رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة المهندس صادق بن ياسين الرمضان، فأشار إلى أن الورشة تضمنت تقديم أربعة أوراق عمل وعرض تجربة عمل ناجحة بمشاركة أكثر من 17 جهة حكومية وعامة. من ناحيته، شدد المدير العام لفرع هيئة السياحة بالأحساء علي الحاجي، على فرص نجاح السياحة الزراعية في واحة الأحساء التي تعد أكبر واحة نخيل في العالم، مرجعاً سبب ذلك إلى كون منظومة «التجربة السياحية المتكاملة» متوافرة في الأحساء، فهي تمتلك عدداً ضخماً من المزارع والمنتجعات الزراعية والاستراحات، كما لا تزال مزارع الواحة تحتضن فلاحين حقيقيين يمارسون مهنة الفلاحة، مبيّناً أن السياحة الزراعية نمط سياحي مهم يتطلب تفاعل ومشاركة جميع جهات ومكونات المجتمع. وشهدت الورشة طرح أوراق علمية تهدف إلى التعريف بالسياحة الزراعية وأهدافها وأهميتها وما تقدمه من خدمات للسائح، وفرص تفعيل السياحة الزراعية والاشتراطات الفنية والمتطلبات اللازمة للانضمام إلى المشروع الذي يهدف إلى تنمية الحركة السياحية الداخلية، والإسهام في إثراء تجاربها المحلية ودورها في تنويع مصادر الدخل الإضافية للمزارعين، وخلق فرص عمل لسكان المناطق الريفية وتمكين المزارعين من تطوير برامج ومنتجات وزيادة الوعي البيئي والحفاظ على الثروة الحيوانية والنباتية.