مما لا شك فيه أن للأرقام والإحصائيات تأثيرا بالغا حين تقرع الآذان، ومؤشرا واضحا لكل عاقل يجعله يدرك حجم وخطورة المشكلة، لذلك حين كثر الحديث عن مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) بمناسبة اليوم العالمي لمكافحته آثرت أن أترك الأرقام هي التي تتكلم عن خطورة هذا المرض وجنون انتشاره. وإليك عزيزي القارئ بعضاً مما ورد حديثاً في تقارير منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز: قريباً من 42 مليون شخص يعيشون مع الإيدز بينهم 25 إلى 29 مليوناً في البلدان الأفريقية وحدها. أصيب في العام 2003 خمسة ملايين بالفيروس (بمعدل 14 ألف شخص يومياً) وتوفي ثلاثة ملايين ما يمثل ثمانية آلاف حالة وفاة يومياً ليصل إجمالي الوفيات بسبب الإيدز إلى نحو 28 مليوناً. تم تسجيل نحو 1509 حالات إصابة بالفيروس من المواطنين (ذكوراً وإناثاً) في المملكة منذ بداية ظهور المرض بها عام 1984 حتى نهاية العام الماضي، فيما تم تسجيل نحو 5278 مصاباً من غير السعوديين خلال نفس الفترة. أكثر من مليون آسيوي أصيبوا بمرض الإيدز في العام 2003م وأن نصف مليون آسيوي توفوا بالمرض هذه السنة، ويتوقع أن يكون عدد الوفيات الآسيوية عام 2005م قرابة 800 ألف شخص. عشرون روسياً فقط من كل مائة ألف كانوا يحملون الفيروس في مطلع العام 2000م وهذا المعدل تضاعف تسع مرات ليصل إلى 180 مصاباً من كل مائة الف شخص نهاية هذا العام. عدد الأطفال دون سن ال 15 الذين سيفقدون أحد والديهم على الأقل بسبب مرض الإيدز سيصل إلى 20 مليوناً بحلول عام 2010م. عدد الحالات المكتشفة في مصر منذ عام 1990م بلغ 1749 حالة، بينما تتحفظ دول كالإمارات العربية المتحدة على الأرقام الحقيقية. أظهرت إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن المنطقة العربية هي ثاني أكبر معدل للزيادة في عدد حاملي الفيروس في العالم بعد روسيا وشرق أوروبا بزيادة نسبتها 300% في السنوات الثلاث الماضية. إن هذه الأرقام والإحصاءات والزيادة المطردة في معدلات الإصابة بهذا المرض القاتل الفتاك لتدق نواقيس الخطر في وجه الحكومات والشعوب على حدٍ سواء للوقوف في مواجهته ومكافحته للحد من انتشاره.