ثمن مجلس الشورى فى جلسته الاعتيادية الثامنة والاربعين التى عقدها أمس برئاسة معالى رئيس المجلس الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد ما صدر به الامر الملكي الكريم فى الخامس من شهر شوال الجارى القاضى بتعديل المادتين / السابعة عشرة / و / الثالثة والعشرين / من مواد نظام المجلس. جاء فى بيان أصدره المجلس بهذه المناسبة فيما يلي نصه: ان مجلس الشورى فى جلسته المنعقدة هذا اليوم الثالث عشر من شهر شوال لعام 1424ه ليثمن الخطوة المباركة للدولة المتمثلة فى صدور الامر الملكي الكريم بتعديل المادتين السابعة عشرة و الثالثة والعشرين من نظام مجلس الشورى. ويدرك المجلس أن هذا التعديل يمنح مزيدا من الصلاحيات للمجلس ويحقق مرونة أكبر فى أدائه ويتيح له مساحة أوسع فى تناول القضايا والموضوعات التى تهم المواطن والوطن وهما مادتان جوهريتان فى طبيعة عمل المجلس وصلاحيته ويأتى ذلك متمشيا مع ما اتخذته الدولة على عاتقها من سياسة التطوير والتحديث / منذ قيامها وتوحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في جميع المجالات وبخاصة فيما يتعلق بالانظمة الثلاثة نظام مجلس الوزراء نظام مجلس الشورى ونظام المناطق 0 وجاءت هذه النقلة التجديدية فى عهد خادم الحرمين الشريفين فقد طرأت على المجلس عدة تحديثات سواء فيما يتعلق بعدد أعضاء المجلس أو ما يمارس داخليا من تعديلات فى لجانه وأسمائها ومهماتهما0 ويأتى ذلك أيضا كجزء اصلاحى وتطويري متميز فى الخطاب الملكي السنوي الذي القى في حفل افتتاح السنة الثالثة من الدورة الثالثة حينما خاطب خادم الحرمين الشريفين المجلس بقوله // لقد كنتم أيها الاخوة أعضاء المجلس شركاء حقيقيين للحكومة فى مجال التطوير السياسى والادارى // كما أكد حفظه الله على ذلك عندما قال // أؤكد لكم أننا سنستمر فى طريق الاصلاح السياسى والادارى وسنعمل على مراجعة الانظمة والتعليمات واحكام الرقابة على أداء الاجهزة الحكومية وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية // وأيضا توجه لهم بقوله حفظه الله // 000 وأقول لكم أعضاء مجلس الشورى ومثلكم أعضاء مجلس المناطق والمحافظات انكم مطالبون بتحسين أدواتكم وأخذ مسؤولياتكم فى السياق الذى يجب أن تؤخذ فيه سياق المشاركة ومراقبة أداء الاجهزة الادارية وأقول للجميع انه لم يعد بيننا مكان لمستفيد من موقع أومستغل لنفوذ // 0 وتعديل المادتين يصب فى هذا التوجه وفى هذا النداء من خادم الحرمين الشريفين فى خطابه 0 والمجلس يرى أن هذا التعديل يعكس ما توليه القيادة الرشيدة من تقدير واحتفاء بقرارات المجلس ومداولاته ومحاوراته وما يستند عليه من قناعات ودراسات 0 كما أن هذا التعديل أعطى المجلس سلطة واضحة ومتكاملة فى دراسة الصيغة النهائية لمشروعات الانظمة واللوائح والموضوعات الداخلة فى اختصاصات المجلس 0 كما أعطى هذان التعديلان المجلس صلاحية اتخاذ القرارات باقتراح استحداث مشروعات أنظمة جديدة أو تعديل أنظمة نافذة وأن يتولى المجلس نفسه زمام المبادرة فى مباشرة أى موضوع يراه مناسبا لاى شأن من الشؤون مما يعبر عن ثقة الحكومة المتجددة فى هذا المجلس ويحمله مسؤولية كبيرة تجاه تطوير النظم واستحداثها مما ينتظر معه تحقيق مستقبل أفضل للوطن والمواطن باذن الله. وان مجلس الشورى لينظر الى هذين التعديلين على أنهما دافعان جديدان ليواصل رسالته فى اعانة أجهزة الدولة لتحقيق ما يصبو اليه المواطنون من رقى وتطور / وهذه دعوة موجهة للموطنين بأن يمدوا المجلس بآرائهم المدروسة والمقترحات الهادفة / ويرى المجلس أيضا أن هذه الخطوة هى صورة من المسيرة الاصلاحية والبناء الذى تعيشه الدولة. والمجلس يدرك أن الوطن والمواطن يعول عليهما شيء كثير فنحن ننتظر المزيد من آراء المواطنين ووجهات نظرهم فى الموضوعات التى تمسهم. والمجلس كذلك يدرك أن هذه التعديلات مواكبة لتطورات المرحلة القادمة ومتطلباتها وتمشيا مع ظروف البلاد0 ويأمل المجلس أن تتوالى الخطوات التى تحقق مزيدا من الخير لابناء البلاد حاضرا ومستقبلا بثقة وصدق ووضوح كما هو نهج هذه القيادة 0 وأيضا لايسع المجلس / وهو يبدأ اعماله بعد اجازة عيد الفطر المبارك / الا أن يبدى ارتياحه للنهج الحكيم الذى تسلكه الحكومة فى معالجة ظاهرة التطرف والغلو وما أثمرته هذه المعالجة من تراجعات ومراجعات من بعض الذين أصدروا فتاوى خاطئة حيث أعلنوا / بشجاعة / عن خطئهم وظلال طريقهم فهى مراجعات فى الصواب ورجوع الى الحق وهذه فضيلة تستحق الثناء 0 كما أنها من علامات توفيق الله عزوجل لهذه البلاد فى قيادتها وحسن تعاملها مع الاحداث 0 ويدعو المجلس الجميع الى الاسهام فى ردم الفجوات والاخذ بالمنهج الوسط والاعتدال من جميع الفئات والفعاليات وتشجيع كل موقف يبعد عن التصنيفات أو التعصب من جميع الاطراف والاتجاهات 0 ويرى المجلس أنه ينبغى الوقوف بحزم أمام كل ما من شأنه أن يؤدى الى صدام أو تناقض أو استفزاز وأن يبتعد الجميع عن الكتابات الاستفزازية فالحق لاتثبته الآراء المتطرفة من أى جانب غلوا كان أو جفاء والخسارة هى خسارة الوطن كله والكاسب هو العدو وحده. وان المجلس ليعول كثيرا على العلماء والمثقفين فى بيان خطأ الفكر الضال والمنحرف عن جادة الصواب الذى يجانب حقيقة الاسلام فى وسطيته واعتداله البعيد عن مزالق التطرف والتكفير والجفاء الداعى الى التزام الجماعة والالتفاف حول ولاة الامور والاخذ بما أجمعت عليه الامة. كما يعول المجلس أيضا على العلماء والكتاب والمثقفين فى محاربة الافكار التى تجافى عقيدتنا واخلاقنا الاسلامية السامية. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا أمننا واستقرارنا وأن يوفقنا جميعا لما فيه الخير والصلاح انه ولى ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد.