تفيد معظم المؤشرات الاقتصادية الصينية والدولية على أن معدل النمو الاقتصادي في الصين هذا العام سيتراوح بين %7.7 و%8 وأن هذا المعدل سوف لا يقل عن %7 لعام 2004. لكن نفس المؤشرات الاقتصادية التكاملية الدولية لا تتوقع خلال عام 2004 نموا يزيد على 4%في أقوى قوة اقتصادية في العالم، أي الولاياتالمتحدة أو على %1.7 في اليابان القوة الاقتصادية الثانية في العالم، وفي كل من ألمانيا وفرنسا على سبيل المثال. فلا غرابة إذن في أن تستقطب الصين والأسواق الصينية التي تمثل أضخم الأسواق العالمية الاستثمارات ورؤوس المال من كل حدب وصوب، خاصة بعد الانفتاح الاقتصادي التدريجي في الصين والافتتاح النهائي المتوقع قريبا للبورصات الصينية، أمام الاستثمارات الأجنبية. ولأسباب تاريخية وسياسية، تعتبر العلاقات الاقتصادية بين الصين وسويسرا من أقدم العلاقات من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية، مما ساعد كبريات الشركات السويسرية المتعددة الجنسيات على تحقيق الكثير من الاستثمارات والأعمال المشتركة في الصين. وعلى هذه الخلفية المواتية، كانت مجموعة نستلي أولى المجموعات الأجنبية على الإطلاق التي حصلت على الضوء الأخضر من الصين في عام 1987 من أجل السيطرة على أغلبية رأس المال في شركة صينية. وجاءت هذه الخطوة لتتوّج علاقات نستلي الوثيقة وتاريخها الطويل مع الصين، حيث شرعت بتصدير مصنعات الحليب للأسواق الصينية في عام 1874، وافتتحت أول مكتب لها في مدينة شنغهاي عام 1984. وتعتبر نستلي على وجه العموم من بين المجموعات السويسرية والدولية السبّاقة للأسواق ولتأسيس المشاريع المشتركة في الصين، حيث يعمل اليوم أكثر من 000 10 شخص في 21 مصنعا لإنتاج مأكولات ومشروبات نستلي للأسواق الصينية. أما مجموعة ايه بي بي الهندسية الكهربائية، فهي من انجح الشركات التقنية أو التكنولوجية في الصين، رغم حداثة عهد علاقات هذه المجموعة السويسرية السويدية مع الصين، حيث افتتحت أول المصانع في عام 1992 وتشارك اليوم في 17 مصنعا في مختلف أنحاء الصين. وفي حين دخلت نستلي التاريخ الصيني عام 1987 كأولى المجموعات الأجنبية التي تسيطر على أغلبية رأس المال في مشروع مشترك في الصين، دخلت مجموعة شندلير السويسرية لصناعة المصاعد الكهربائية في التاريخ الصيني قبل 7 سنوات من ذلك، كأول شركة أجنبية تشارك في مشروع صناعي في الأراضي الصينية. ومن الطبيعي أن لا تتجاهل كبريات الشركات الدولية الأخرى الأسواق المستقبلية العملاقة في الصين، حيث أقامت الفروع والمشاريع المشتركة منذ سمحت الظروف السياسية والاقتصادية الصينية.