أوضح الرئيس بوش في خطابه أمام المعهد الوطني للديموقراطية بواشنطن إنه ينتظر أن يخرج من وراء هذه الفوضى الدامية في العراق بحكومة ديموقراطية ناجحة ، وتنبأ أن تكون هذه الحكومة بمثابة طاقة الثورة التي تفتح والتي تزيل بدورها الطغيان والاستبداد من كوبا إلى كوريا الشمالية .. خاصة بعدما أعلن الرئيس بوش استراتيجية تقدمية جديدة لتحقيق الحرية في الشرق الأوسط معلنا أن 6. عاما من الصفح والمجاملة للديكتاتوريات هناك " لن تصنع شيئا حيال تحقيق السلام والأمن " فلا يمكن تحقيق الاستقرار بدون وجود حرية . لقد تحدث الرئيس بوش بشكل جيد ، وكان على حق في رؤيته لأن واشنطن فشلت في الحصول على الدعم الخارجي للقيم التي دعت لها الولاياتالمتحدة، وعلل ذلك بأنه معاداة لأمريكا . إن الرئيس بوش ليس أول رئيس يوعد بوضع الديموقراطية على قائمة اهتمامات السياسة الأمريكية .. إننا نأمل أن يبذل أقصى جهده وان يبلي بلاء أفضل ممن سبقوه في هذا المنصب الرئاسي ، وقد كانت أكبر تجربة لمحاولة دعم والارتقاء بالديموقراطية في العراق وان العراقيين يرون أن بوش لن يحقق شيئا في سبيل إرساء قواعد الديموقراطية بالطرق المتبعة حاليا فلا أحد منهم يتقبل الغزو أو الاحتلال . وما يزيد الأمور سوءا هو أن الولاياتالمتحدة تدير العرض بمفردها دون السماح للأمم المتحدة أو العراقيين بالتدخل الفعال وانما تبقيهم بعيدا. أن تحقيق الديموقراطية يجب ان يصبح من أولويات الولاياتالمتحدةالأمريكية العاجلة ، وعلى واشنطن أن تعطي نفسها نفوذا اكبر لتحقيق تلك الأهداف حتى بالاستغناء عن مصادر البترول في هذا البلد . وعلى أمريكا أيضا أن تشجع الجماعات العاملة لتحقيق الديموقراطية (في بعض الدول) وهناك دوله أخرى يجب ان تضعها أمريكا في الاعتبار من الناحية الأمنية هي باكستان الدولة المسلحة نوويا ومأوى الإرهابيين الكشميريين والتي تسمح لمجندي طالبان بالقيام بالعمليات بالقرب من الحدود مع أفغانستان . ولا يجب أبدا أن تحصن مساعدة الرئيس مشرف لواشنطن في حربها في أفغانستان منذ عامين مضوا أو تحمى نظامه الديكتاتوري .. لم تكن مفاجأة أن يتحدث الرئيس بوش عن ولائه للرئيس السابق ريجان ودعوته في الثمانينيات لتحقيق الحرية وعزمه على الحرب ضد معسكر الشيوعية السوفيتية وعلى الرئيس بوش أن يتذكر جيدا ماذا فهم الرئيس ريجان واستوعبه جيدا . لقد كانت اكثر أسلحة الولاياتالمتحدة تأثيرا في الحرب الباردة هي أفكارها الديموقراطية .. لقد دعمت إدارة ريجان حركات المقاومة الديموقراطية في وسط وشرق أوربا ولعبت بذلك دورا حاسما في التعجيل بسقوط الإمبراطوريات السوفيتية . وكانت نزعة واشنطن لاستنفاذ موسكو من الناحية العسكرية وبقاء الناتو قويا ساعد أيضا في النجاح . ولكن هناك فارقا كبيرا بين المساهمة في دعم الديموقراطيات الموجوده فعلا وبين محاولة خلق ديموقراطيات جديدة من خلال الغزو والاحتلال .. إن أمريكا مع تاريخها في احترام القانون والحرية وقوتها الاقتصادية الهائلة وتأثيرها الثقافي جاهزة بالفعل لمساعدة الديموقراطيات حول العالم للنجاح في مساعيها الحيوية وأهدافها المهمة . أن إدارة بوش عليها أن تتعلم كيف تسلك الطرق الصحيحة وتستغل قوتها في تحقيق مساعيها الديموقراطية وأهدافها الحيوية . نيويورك تايمز