بينما ينشغل قادة أمريكا وأوربا بالعراق وبمنطقة الشرق الأوسط فإن مبادرة استعمارية جادة تحاك خيوطها بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ ما يقرب من شهرين . وبدأ التسلسل الزمني للخطة منذ 19 سبتمبر في يالتا .. عندما ضغط بوتين على قادة أوكرانيا وبلاريوس وكازخستان للتوقيع على اتفاقية اقتصادية مشروطة ، وهي تتطلب من الجمهوريات السوفيتية السابقة أن تتنازل في هذه الأمور الاقتصادية عن سيادة الدول ، وتسمح لروسيا بالسيطرة عليها ولم ترغب أي من هذه الدول الثلاث أن تدخل في مثل هذا الاتحاد ، ولكن كلا منهم يعتمد على روسيا سواء في إمداده بالبترول أو نقل أنابيب البترول في أرضها مما سمح لبوتين بإرغامهم على قبول هذه الاتفاقية. وفي 29 سبتمبر بدأت القوات البحرية الروسية وبدون سابق تحذير في بناء جسر داخل مضيق كيرش شمال البحر الأسود في محاولة لتضييق خناقها واحكامها على الجزيرة وعلى ممر السفن القريب من أوكرانيا ، وتم وقف البناء مؤقتا بعد تدخل تعزيزات من قوات أوكرانية داخل المنطقة إلا إن موسكو حققت هدفها فقد وافق الرئيس الأوكراني ليوند كوشوم على التفاوض مع روسيا حول التحكم في الممر الاستراتيجي وبحر ازوف القريب حيث تتمكن من السيطرة على مصدر أخر للبترول . وفي 5 أكتوبر جاءت المهزلة الروسية على الانتخابات في الشيشان الجمهورية المسلمة التي حاولت أن تقوم بحكم ذاتي وتم قمعه من خلال غزو عسكري قاده بوتين منذ 3 سنوات ، وقامت موسكو في هذه الانتخابات بتعيين حكومة صورية غير شعبية ، وظهر بوتين ووزير دفاعه سيرجي ايفانوف في 9 أكتوبر في مؤتمر صحفي وتحدثوا باستفاضة عن مبادئ ومعتقدات بوتين السياسية ، وقالوا " عن موسكو لديها الحق في حسم كل النزاعات والمشاكل في الدول المجاورة لها ولجيرانها باستخدام القوة العسكرية ، بل وان تسيطر على منابع البترول وأنابيب الغاز التي تجري من أسيا إلى القوقاز في الغرب . حتى إن بوتين قال " إن هذا النظام يتضمن أيضا ما وراء الحدود الروسية " فإن كل مكان ممتد بين الحدود الروسية ودول وسط أوربا بما فيها الناتو والاتحاد الأوربي به حكومات ضعيفة وانعزالية واقعه تحت نوع جديد من الضغط . وإن جلاريوس تأخذ مهلة حتى يناير 2..5 لتعلن الروبل الروسي عمله لها.. وذلك كجزء من خطة بوتين لدمج بلاده في اتحاد جديد قوي يحكم من الكرملين ويراها بوتين بانها دوله عظمى جديدة " حديثة الولاده " وتقول المصادر السياسية في روسيا ان الرئيس بوتين يخطط لان ينتقل من رئاسة البلد لرئاسة الاتحاد بحلول 2..8 والذي سيتوسع ليمتد ببلاد كثيره في دعم وتقوية " للاتحاد السوفيتي السابق " وتبقى القوات الروسيه على حالها من الانتشار في مقاطعتين من جورجيا في خرق المعاهدات الدولية كما تستهزئ بالعديد من الاتفاقات التي أقرتها منظمات الأمن والتعاون في أوربا . إن المعتقدات السياسية لبوتين خطيرة على الديموقراطية في روسيا نفسها وخطيرة ايضا على استقلال البلاد المحيطة بروسيا وترى الدول المحيطة انها في معاناة حقيقة من السياسة الاستعمارية التوسعية الجديد ة لروسيا . وقد اقرت امريكاوجورجيا رفضها من أن تكون هناك صلة لموسكو والمؤسسات الغربية مثل الناتو .. كما ان بوش صرح بانه مستاء من الطريقة التي يتصرف بها بوتين مع جيرانه هذا هو كل ما حدث الأن .. لا شئ غير الكلام . واشنطن بوست