شهدت شوارع مدن وقرى الأحساء توقفاً وإرباكاً في حركة السير، بسبب الأمطار التي هطلت في اليومين الماضيين، كما حوصرت عدة منازل، وتوقف عدد من طلاب الكليات عن الذهاب إلى مقار دراستهم، وتأثرت الحركة التجارية سلباً وإيجاباً بسبب هذه الأمطار. ورصدت (اليوم) خلال جولة سريعة على بعض شوارع الأحساء يوم أمس تعطل عدد من معدات شفط المياه، ويبدو ان كثيرا منها قديمة. كما رصدت مداهمة مياه الأمطار لعدد من المنازل، التي اضطر أصحابها إلى إخراج عفشهم من المنازل، خصوصاً الساكنين في الأدوار السفلية. فيما أبدى عدد من المواطنين مخاوفهم من انتشار أوبئة وأمراض بسبب برك المياه التي تشكلت بين المنازل بعد هطول الأمطار، والتي قالوا ان بقاءها مدة طويلة قد يتسبب في كوارث صحية. وفي المستشفيات ارتفعت نسبة المراجعين، الذين يشكون من أمراض جهاز الأنف والأذن والحنجرة، خصوصاً المصابين بنزلات البرد والأنفلونزا. وأدت عمليات شفط المياه من الشوارع إلى إعاقة حركة المرور جزئياً، حيث تزاحمت السيارات عن النقاط الرئيسية والإشارات المرورية، وتسبب في تأخر وصول الموظفين إلى مقار عملهم ، والطلبة والمدرسين إلى مدارسهم، يوم أمس الأربعاء. وشهدت كلية المعلمين على طريق قطر غياب عدد كبير من طلبتها، وذكر الطلبة ان الطريق المؤدي إلى الكلية يصبح خطيراً بعد هطول المطر، حيث يشهد ازدحاماً كبيراً، وكذلك انزلاقات أرضية، وهو ما تسبب في وقوع حوادث مميتة في السنوات الماضية. فيما تغيب طلاب كلية الشريعة عن قاعات المحاضرات، بسبب تحول ساحة مواقف السيارات إلى بحيرة مياه. وكشف هطول الأمطار المتوسطة عن عيوب فاضحة في السفلتة السريعة التي نفذت بها بعض الشوارع، خصوصاً ان بعض تلك الشوارع لم يمض على سفلتتها سوى أشهر قليلة، حيث تحولت الشوارع إلى برك مستنقعات مليئة بالحفر والطبقات المتآكلة. وشكك مواطنون في وجود خطة مشتركة لدى الأجهزة الحكومية المعنية، لمواجهة الحالات الطارئة التي تنجم عن هطول الأمطار.. مشددين على ضرورة إيجاد مشاريع لتصريف مياه الأمطار في المحافظة، وتسريع البلدية من جهودها لشفط مياه الأمطار من الشوارع، لمنع تشكل البرك والمستنقعات، التي يتكاثر فيها البعوض والحشرات. وذكر آخرون ان عدم وجود خطة لدى الأجهزة المعنية لمواجهة الآثار السلبية للأمطار، يحول هذه النعمة إلى نقمة، وبدل ان ننتظر هطولها صرنا نخشى ما يترتب عليها من برك ومستنقعات وأمطار.. مشيرين إلى ان التقصير لا يشمل البلدية فقط، بل يشمل الدفاع المدني وفرع وزارة الزراعة والشئون الصحية، التي يجب ان تجهز المستشفيات لاستقبال الحالات المرضية المتزايدة، من المصابين بالزكام والنزلات الصدرية والبرد. غير ان مصائب قوم عند قوم فوائد، فمع هطول الأمطار انتعشت عدة أنشطة تجارية، منها محلات بيع وتأجير مستلزمات الرحلات كالخيام ومولدات الكهرباء، وأيضاً محلات بيع الفحم وحطب التدفئة، التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في أسعارها، التي تراوحت بين 400 إلى 1000 ريال، كما شهدت محلات بيع الملابس الشتوية وأجهزة التدفئة الكهربائية إقبالاً كبيراً من الزبائن، وتوجه آخرون إلى ورش إصلاح السيارات، لتصليح ماسحات سياراتهم التي تبين بعد هطول المطر أنها بحاجة إلى تبديل. فيما شهدت محلات غسيل السيارات توقفا في أعمالها، بعد هطول الأمطار، وتنتظر هذه المحلات استئناف نشاطه بقوة بعد توقف هطول الأمطار، وجفاف الشوارع من المياه، حيث يتوقع ان تشهد ازدحاماً كبيراً وموسماً حافلاً بالعمل. مياه الأمطار تسد الطريق المؤدي إلى الجامعة