ان مجرد ذكر كلمة التجارة الالكترونية تجعل كثيرا من رجال الاعمال المواكبين للتطور والعارفين ببواطن الامور يؤكدون اهميتها لعلمهم بان اسلوب التجارة الالكترونية هو اسلوب المستقبل في التعامل التجاري وان اي تأخر في ركوب قطار الاعمال الالكترونية يعني ضياع فرص كبيرة وخسارة لا يمكن تعويضها. نعم ان التجارة الالكترونية اصبحت واقعا وحقيقة لابد لرجال الاعمال في منطقتنا من التعرف على مزاياها وامكانياتها لان هذا يعني انفتاح اكبر على الاسواق المحلية والاقليمية والعالمية بأقل التكاليف بدلا من فتح الفروع والوكالات التي قد تواجه كثيرا من العوائق الرسمية وضخامة التكاليف. واستخدام التجارة الالكترونية يعتبر جزءا من التحضير والتطوير الذاتي الذي سيساعد مؤسسات وشركات الاعمال الخاصة من التغلب على المنافسة وسيمكنهم من التسلح بأحدث الاساليب التكنولوجية في مجال التجارة وادارة الاعمال مما سيقلل الضغوط والمنافسة من الشركات العالمية من خارج المنطقة في حالة انضمام المملكة الى منطقة التجارة العالمية. ومن نظرة سريعة على واقع المؤسسات والشركات السعودية نجد ان هذه المنظمات مازالت متأخرة او مترددة في ركوب قطار التجارة والاعمال الالكترونية اما لقلة معلومات الادارات العليا فيها عن هذا الاسلوب المهم في الادارة الحديثة او بسبب الخوف من متطلبات الاستثمار في هذا الجانب الذي سيأتي بمردوده سريعا على شكل انتشار جغرافي واسع على مستوى العالم وزيادة في الدخل وخفض في تكاليف انجاز الاعمال وزيادة جودة العلاقة بين المنظمة وعملائها اذا تم تطوير نظام تعامل تجاري الكتروني ناجح وفعال. ان اهمية التجارة الالكترونية اثرت في كثير من المؤسسات الخاصة والعامة في جميع انحاء العالم لذا فاننا نجد ان كثيرا من الجامعات في بعض الدول المتقدمة فتحت تخصصات وبرامج جامعية لتدريس التجارة الالكترونية لاحساسها بأهمية هذا العلم الجديد. ونجد كذلك ان كثيرا من البنوك اعتمدت التعامل الالكتروني في نقل وتحويل الارصدة والسحب والايداع وتسديد الفواتير عبر آلات الصرف وعبر الانترنت مما قلل ضغط الجمهور والعملاء على فروعها التقليدية وخفض التكاليف. كذلك نجد ان كثيرا من الفنادق وشركات الطيران بدأت في التعامل الالكتروني بالسماح بالحجز وتأكيده والدفع المالي مباشرة من قبل المستفيد من هذه الخدمة وبذلك كسبت هذه المؤسسات زبائن جدد من داخل وخارج حدودها الجغرافية التقليدية وزادت في حجم تعاملاتها وقللت من تكاليف عملياتها وزادت من جودة سلعها وخدماتها.كذلك فان اعتماد اسلوب التعامل والتجارة الالكترونية سيحل بعض مشاكل التسويق لدى كثير من المؤسسات والشركات المحلية المحصورة بأسواق محلية صغيرة فمثلا مصانع وشركات تسويق التمور التي تشكو الان من زيادة العرض على الطلب على هذه السلعة المحلية بسبب انخفاض مستوى الاستهلاك المحلي وكثرة الانتاج يمكن ان تسوق كل محصولها باستخدام اسلوب التجارة الالكترونية ويصبح سوقها عالميا بدلا من ان يكون محليا. اذا تأخرت المؤسسات والشركات السعودية عن تطوير اعمالها الالكترونية فان ذلك سيعني اضاعة فرصة عظيمة في المحافظة على مكانتها ودخلها وسيعطي المؤسسات والشركات من خارج المنطقة الفرصة في كسب العملاء والزبائن المحليين الذين يفترض ان يكونوا عملاء وزبائن المؤسسات والشركات المحلية. ان التجارة الالكترونية هي اسلوب اليوم واسلوب الغد الذي لن يتم التراجع عنه لسببين رئيسيين: الاول: ان هذا الاسلوب يعني التقدم والتطور. والثاني: ضخامة حجم الاستثمارات العالمية في هذا المجال والتي لا يمكن الغاؤها ولا يمكن استردادها الا بالمضي ومواصلة العمل في هذا الاتجاه. حان الوقت للكف عن الحديث عن التجارة الالكترونية والبدء في الاستثمار واستخدام التجارة الالكترونية في المؤسسات والشركات السعودية ولك ان تتخيل العالم عندما يتم تعامل جميع المؤسسات والشركات وبقية مؤسسات المجتمع سواء حكومية او خاصة الكترونيا فان سرعة تدفق المعلومات وسرعة الانجاز وخفض التكاليف وتحسين جودة العمل ستصبح ملموسة للجميع. هذا والله اعلم.