قال لي احد الزملاء مساكين الكتاب في الوطن العربي يضيعون اوقاتهم ويسهرون ويبحثون في الكتب ويناقشون الآخرين للكتابة عن مواضيع تمس حياتنا اليومية سياسية كانت او اجتماعية او ثقافية ولكن مع الأسف مصير الموضوع احد الصفحات في الجريدة او المجلة ثم الأرشيف, وقال نحن شعوب لا هم لنا ولا طموح الا ان نأكل وننام. بعد هذا الحوار اخذت اراجع نفسي على ضوء ما دار بيننا من حديث وقلت ان كان هذا رأي شريحة كبيرة من المجتمع فاننا بلا شك نعيش ازمة لا تقل خطورة عن ازمة العراق وقد تكون مصيبة كمصيبتنا في فلسطين لان المتحدث من جيل الشباب المعقود عليهم الأمل, والمواطن. في كل صحف المملكة هناك صفحات للرأي يكتب بها كتاب كبار واصحاب تخصص واصحاب خبرة والمواطن الغيور على وطنه, فهل يعقل ان يذهب هذا الكم الهائل من الافكار ادراج الرياح الا تساوي هذه الأفكار والمقترحات شيئا ام لأنها تصدر من اشخاص لا يرتدون القبعة فهي غير جديرة بالاهتمام او المناقشة, او لان كتاباتهم غير منطقية, او لان افكارهم لا تحقق فائدة معينة. أم ماذا؟ ان للاعلام المقروء دورا يجب ان يلعبه لكي نشجع الجميع على المشاركة ولتفعيل تلك المقترحات والأفكار التي تطرح في صفحات (الرأي) بصحفنا وابرازها الى حيز التنفيذ والمناقشة فانه قد يكون من المفيد ان تقوم الصحف والمجلات كل شهر بتبويب وتصنيف وتحليل المقترحات والأفكار (الرأي) المقدمة وتوثيقها بكتيب وارساله الى الجهات المعنية بتلك المشكلة او الاقتراح يوضح فيه الرأي والحلول المقترحة (ان وجدت) وان تجمع تلك الكتيبات في كتاب يرسل لمجالس المناطق بكل امارة لدراستها والخروج بتوصيات مع متابعة الاجراءات الكفيلة باقرار التوصيات الممكن تنفيذها, على ان تقوم المجالس بارسال نسخة ربع سنوية لمجلس الشورى تحتوي على الافكار والمقترحات والمشاكل والحلول ورأى مجالس المنطقة في ذلك مع رأي الجهة صاحبة الاختصاص لدراسة التوصيات التي لم تنفذ لوجود معوقات والخروج بقرار مفيد للوطن والمواطن ومثل هذا الاجراء سيجعل الجهات المعنية مضطرة لدراسة الاقتراحات والأفكار والرد عليها, وقد تشكل بالاضافة الى ذلك اداة مراقبة ومحاسبة.