لا يخفى على كل عارف ما للإعلام من اهمية في يومنا هذا فهو الصحيفة التي تدخل البيت والمكتب وهو المذياع الذي يلوث الهواء بكل مفيد وغير مفيد وهو الغازي الأكبر والمستعمر الاخطر الذي يطل علينا من خلال التلفاز المدعم بآليات لا تطلق الذخيرة بل تنقل لنا هذا الغزو والاستعمار من مكان الى مكان حتى شملت ارجاء المعمورة بأسرها فلم يعد دور التربية مقصورا على الوالدين في البيت او المعلم في المدرسة او الاصحاب والاقران في الشارع, بل هناك منافس عنيد يكاد يأخذ منا اغلى مالدينا واعز ما نملك الا وهم فلذات اكبادنا ابناؤنا وبناتنا. فالاعلام لا يقتصر على طرح الافكار والآراء والثقافة بل يتعدى لما هو اخطر وادهى وامر الا وهو الترويج للثقافات والصناعات الغربية حتى جعلت من الثقافة المرئية شيئا ملموسا في حياتنا.. فملابسنا غربية, سياراتنا غربية, اثاثنا غربي, اكلنا غربي, نظام حياتنا الاجتماعية اصبح غربيا, قصص اطفالنا اصبحت غربية, فأصبحنا واصبحت حياتنا مسخا غربيا مشوها، فهل عدمت النظم والثقافة الاسلامية حتى نصبح أمة مقلدة وتابعة؟ ام ستكون هناك ثورة فكرية اسلامية تقف ضد كل ما هو غير اسلامي عدا الايجابي منه, ثورة تشمل التربية والتعليم في الوطن الاسلامي تدوس على القوميات والعرقيات والطبقيات وكل ما جعل صناديد قريش ترفض الاسلام, ذلك الدين القيم الذي ساوى بين اجناس البشر واعراقهم، حفظ للانسان كرامته ومكانته (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) انه دين شامل لكل جوانب الحياة، دين لا يعيبه إلا ناقص ولا يحاربه إلا جاهل وإن كبر لقبه، دين رفع أمة الجهل والإنحطاط الى أمة قادت وسادت البشرية.. فمن ابتغى العزة بغير الاسلام أذله الله. من هذا المنطلق يجب ان تبنى التربية، ومن هذا المنطلق يجب ان تبنى الاسرة، من هذا المنطلق يجب ان يعالج موضوع الغازي والمستعمر الجديد والاعلام العالمي ومن يقف خلفه, ومن هذا المنطلق يجب ان تبنى الاسس لتكوين نواة أمة اسلامية جديدة تحمي الدين وتحمي الارض وتحمي الفرد "أمة كالجسد الواحد". فاين التربية من الاعلام والاعلام من الاسرة، والاسرة من المدرسة، والمدرسة من التربية والتربية من الفرد، والفرد من المجتمع، واين الامة من الاعلام؟ انها حلقة مفرغة يجب ملؤها بمن هو أهل لها ويعرف معنى الأمانة. فالأمانة هي التي أبت الجبال ان تحملها وحملها الانسان وأهملها وضيعها فضاعت أمة بأكملها اعلاميا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وأخيرا تربويا. @@ مدير الاعلام التربوي والعلاقات العامة بادارة التربية والتعليم للبنات بحفر الباطن