تعد السلامة المرورية احد الأهداف الرئيسة التي تسعى الدول لتحقيقها من خلال الخطط والإجراءات واستخدام كافة الوسائل الحديثة، للحد من تأثير الحوادث المرورية على موارد الدول البشرية والمادية. وقد أشار تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب (1.300.000) مليون وثلاثمائة ألف يلقون حتفهم جراء الحوادث المرورية على الطرق في كل دول العالم، وتعد مشكلة الحوادث المرورية مشكلة لا تخلو منها دولة من الدول، إلا أنها تختلف باختلاف تقدم الدول ومدى ارتفاع مستوى الوعي لدى أفراد هذه المجتمعات بالمخاطر المترتبة على الحوادث المرورية من جهة، ومن الالتزام بالأنظمة المرورية من جهة أخرى، فالالتزام بتعليمات والأنظمة المرورية هو المقياس الرئيس على مدى تحقيق السلامة المرورية، وتعمل الأنظمة المرورية من خلال العقوبات على ردع المخالفين من ارتكاب المخالفات المرورية وتعديل سلوك المخالفين للرجوع إلى مربع الالتزام بالأنظمة المرورية، حتى لا يحقق كل فرد رغباته وأهوائه على حساب الآخرين وعلى حساب المصلحة العامة. ان الإدارة العامة للمرور تسعى إلى تحقيق السلامة المرورية على الطرق، وهذا الأمر يتطلب تضافر كافة الجهود من أطياف المجتمع ومن كافة القطاعات المباشرة وغير المباشرة بالسلامة المرورية، من خلال السعي إلى قيام كل جهة بواجباتها المنوطة بها. كما أن الإدارة العامة للمرور تعمل على محورين رئيسين: المحور الأول: يتعلق بالعمل الميداني من خلال القيام بالخطط المستدامة في حل الاختناقات المرورية، وإيجاد معالجات هندسية للطرق، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وكذلك الانتقال السريع لمواقع الحوادث من خلال الوسائل التقنية الحديثة في تحديد المتصل، والوصول له بأقل فترة زمنية من وقت البلاغ، وإرسال أقرب دورية لموقع الحادث وتسجل فترات الوصول والتأخير في غرف العمليات، وفي هذا الصدد فإن الإدارة العامة للمرور تعمل في الوقت الراهن على إدخال منظومة رفع الحوادث المرورية من خلال الأجهزة الكفية التي ترسل مكونات الحادث وتفاصيله إلى الجهاز الرئيسي لاستكمال باقي الإجراءات، ولا يحتاج المستفيد إلى مراجعة إدارات المرور وإنما يتجه مباشرة إلى شركات التأمين لتحصيل حقوقه. أما المحور الثاني: فهو الجانب الخدمي، حيث قامت الإدارة العامة للمرور بالانتقال من الأساليب التقليدية في أداء الخدمات المرورية إلى الأساليب الحديثة والمتطورة الكترونياً في تقديم الخدمات للمستخدمين وذلك من خلال الخدمات التالية: 1. خدمات (الجهات الحكومية) الالكترونية بوابة G2G. ويستفيد من هذه البوابة جميع الوزارات العسكرية والمدنية، بالخدمات المتوفرة حاليا، تسجيل المستخدم الفعلي وعمليات الاستعلام عن بيانات المركبات الحكومية، وقريباً خدمة تجديد رخص السير. 2. خدمات (الأفراد) الالكترونية، بوابة وزارة الداخلية MOI.GOV. ويستفيد من هذه البوابة المواطنون والمقيمون، وقد بلغ عدد المسجلين والمفعلين على البوابة من المواطنين والمقيمين 1،5 مليون، يتمون إجراءاتهم المرورية بشكل الكتروني، والجديد قريباً خدمة تجديد رخصة القيادة وخدمة إصدار بدل تالف/ فاقد لرخصة السير والقيادة. 3. خدمات (الجهات الحكومية والخاصة) الإلكترونية، بوابة المعاملات «تم»، وعدد المنشآت المشتركة 6 آلاف منشأة، والجديد قريباً إصدار بدل فاقد/ تالف رخصة السير، خدمة الكفالات المرورية الالكترونية، ويستفيد من هذه البوابة جميع الوزارات العسكرية والمدنية، الخدمات الحالية هي تسجيل المستخدم الفعلي وعمليات الاستعلام عن بيانات المركبات الحكومية وقريباً خدمة تجديد رخص السير. في الختام.. لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل للقائمين على هذه الجريدة، لاهتمامهم بالشأن المروري من خلال تخصيص متسع يومي من كل أسبوع لمناقشة القضايا المرورية وتبصير أفراد المجتمع بالنتائج السلبية للحوادث المرورية لعلهم يدركون مدى الخسائر التي يفقدها وطنهم جراء هذه الحوادث وأتمنى للجميع السلامة.