يتوجه الناخبون في أيرلندا الشمالية إلى صناديق الاقتراع يوم غد لانتخاب برلمان جديد الا ان هذا لا يعني بأي حال أن تشكيل حكومة تتسلم مسئولية إدارة الاقليم من لندن أصبح مؤكدا، حيث أشار نحو 80 في المائة من الناخبين البالغ عددهم 1,1مليون ناخب في استطلاع للرأي أجري قبل الانتخابات إلى عزمهم على الادلاء بأصواتهم في الانتخابات لاختيار أعضاء برلمان أيرلندا الشمالية المكون من 108 مقاعد والذي تأسس في أعقاب اتفاق الجمعة الطيبة عام 1998، كما أشار استطلاع للرأي أجري في الآونة الاخيرة إلى عدم حدوث تغيير يذكر في السياسات المعقدة بالاقليم. ويرجح أن يفوز حزب اولستر الاتحادي البروتستنتي بزعامة ديفيد تريمبل في الانتخابات مرة أخرى بالنصيب الاكبر من أصوات الناخبين نسبة تصل إلى 26 في المئة يليه الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة مارك دوركان الذي يمثل الاتجاه الكاثوليكي المعتدل بنسبة 22 في المائة من الاصوات، كما يرجح حصول حزب الاتحاديين الديمقراطيين البروتستانت المتشدد الذي يتزعمه ايان بيزلي المعارض لاتفاق الجمعة الطيبة والمشارك رغم ذلك في عضوية البرلمان على 20 في المائة مثله في ذلك مثل حزب شين فين الجناح السياسي لجماعة الجيش الجمهوري الايرلندي الذي يظل هدف زعيمه جيرى أدامز هو إعادة الوحدة مع أيرلندا الجنوبية الكاثوليكية. لكن الاتفاق الذي يقضى بإقامة حكومة تقاسم للسلطة بقيادة تريمبل علق مرارا بعد أن أصبحت العلاقات بين الاتحاديين البروتستانت والجمهوريين الكاثوليك معقدة بدرجة تستعصي على الحل ليعود حكم الاقليم إلى لندن،اضافة الى انه لم تقم في الاقليم حكومة منذ تشرين الاول/أكتوبر العام الماضي ورغم ذلك أشار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مرارا إلى الهدوء النسبي الذي يسوده حاليا حيث شهد أهدأ صيف هذا العام من سنوات عديدة. يذكر ان الانتخابات المنتظر إجراؤها اليوم والتي تأجلت من آيار/مايو الماضي لا يحتمل أن تؤدي نتائجها إلى حل المشكلة الشائكة المتمثلة في نزع سلاح الجماعات شبه العسكرية ولاسيما الجيش الجمهوري، لكن هناك بعض المؤشرات الايجابية فاقتصاد الاقليم يمضي بصورة مرضية كما بلغت نسبة البطالة 5,2 في المائة. وتعليقا على ذلك قال بول مورفي وزير الدولة البريطاني لشئون إيرلندا الشمالية قبل 48 ساعة من بدء التصويت: الامر الاساسى هو أن يرى الناس في هذه الانتخابات وعودة الحكومة في أيرلندا الشمالية تقدما مهما كان ذلك صعبا، ولذا فإنه من الاهمية بمكان أن يتوجه الناس في أيرلندا الشمالية للإدلاء بأصواتهم.