معروف أن الشيشان مشهورة بالمعارك العنيفة بين القوات الفيدرالية والمتمردين المسلمين ولكن هذه الجمهورية الروسية أصبحت الان ملجأ حقيقيا لفرق الموت وعصابات الاختطاف، ففي الوقت الذي يشتعل فيه الصراع في شكل نضال وطني تقوم الجماعات الاجرامية بعمليات اختطاف وتطلب فدية بشكل مربح حيث يقوم مسلحون مقنعون ومهاجمون آخرون بالظهور ليلا لترويع الناس وهو ما أدى إلى اختفاء مئات الاشخاص. وتنقل منظمة ميموريال الروسية لحقوق الانسان عن إحصائيات للادارة الشيشانية في جروزني التي تلقى دعم الكرملين الروسي أن أكثر من 3 آلاف شخص مفقودون في الوقت الحالي. وهناك حالات أخرى تحدث في الجمهوريات المجاورة. وقالت روزا العائدة للتو إلى جروزني من معسكر لاجئين في أنجوشيا حيث انتظرت عائلتها أربع سنوات حتى ينتهي القتال لقد فقدت ابنين عمراهما 32 و36 عاما. لقد أخذوا في 6 كانون الثاني/يناير في كارابولاك على يد أشخاص يرتدون زيا عسكريا. وتقول وهي تتذكر والشحوب بادية على وجهها أنها لم ترهما أو تسمع شيئا عنهما منذ ذلك الوقت و لا تعرف من الذي أخذهما. بدورها تؤكد المنظمات التي تراقب الوضع أن هناك دليلا على أن القوات الحكومية التي تستهدف المتمردين المشكوك فيهم والمتعاطفين معهم هى وراء العديد من الاختفاءات. وتقول آنا نيستات من منظمة هيومان رايتس ووتش في موسكو في العديد من الحالات يتضح تورط القوات الفيدرالية. وفي حين أن المقاتلين الشيشان معروفون أيضا بأنهم يتخلصون من الاشخاص الذين يعتبرونهم متعاونين مع القوات الفيدرالية تقول أن المداهمات الليلية والخطف غالبا ما ينفذها رجال يرتدون زيا عسكريا يتحدثون بلهجة روسية غير سليمة ويستخدمون سيارات مصفحة من النوع الذي تستخدمه قوات الامن فقط. ولا يستطيع أحد أن يثبت وجود فرق الموت المتخصصة التي تدور حولها الشائعات، ولكن جثث الناس وهم من الشباب أساسا والذين يؤخذون من بيوتهم يعثر عليها فيما بعد ويبدو عليها آثار تعذيب شديد خلال التحقيقات لدرجة لا يمكن إطلاق سراحهم أحياء، ويتم إعادة البعض منهم إلى ذويهم بعد دفع الفدية عن طريق وسيط أما البعض الاخر فلا يمكن العثور عليه. واضافت نيستات إن المزيد والمزيد من الناس يختفون بلا أي أثر مضيفة أن هناك مزاعم متزايدة بأن القوات ذات الصلة بإدارة الرئيس الشيشاني الموالي للروس أحمد قديروف هي أيضا مسئولة. من جانبه قال ستانسيلاف سليفاك المنسق الامني التابع للامم المتحدة المسئول عن توفير الافراد والحماية للزوار على مدار الساعة عن طريق الحرس المسلحين إن أعمال الخطف هي أكبر خطر أمني هنا. ومن بين الضحايا الاجانب مؤخرا الطبيب الهولندي أرجان إيركيل الذي أمسك به مسلحون في داغستان في آب/أغسطس العام الماضي ويعتقد أنه تم تهريبه إلى داخل الشيشان. وآخر إشارة على أنه حي شريط فيديو تلقته السفارة الهولندية في موسكو في الصيف. ومازالت المعلومات غير متوافرة عن مصير الصحفي على أستاميروف وهو مراسل محلى لوكالة الانباء الفرنسية اختطفه مسلحون ملثمون في محطة وقود قرب مدينة نازران الانجوشية في تموز/يوليو. وكان أستاميروف وهو أب لطفلين قد تلقى في السابق تهديدات مجهولة مرتبطة بتقاريره المرسلة من الشيشان. ولم يصل أي طلب بدفع فدية له. وبعض الذين اختطفوا في السنوات الاخيرة أعيدوا نظير دفع مبالغ كبيرة. فقد أطلق سراح عامل الاغاثة الفرنسي فينسنت كوشتيل في عام 1998 نظير مبلغ ذكر أنه 4 ملايين دولار. ولكن الشرطة نادرا ما تؤكد دفع الفدية وتفضل القول إن الرهينة أطلق سراحها نتيجة لعملية خاصة. وأي شخص من أسرة غنية أو منظمة معرض للخطر ولكن الاجانب بصفة خاصة محل تقدير ومن ثم يخضعون لاجراءات أمنية مشددة. ويعرب المغتربون الاخرون الذين يعيشون في مناطق محمية في نازران عن خيبة أملهم العميقة بأن هذا التهديد يعني أنهم نادرا ما يسمح لهم داخل الشيشان برؤية تنفيذ برامجهم والاعتماد بدلا من ذلك على التقارير من الشركاء المحليين. وقال أحد موظفي الاغاثة الغربيين الذي لم يرغب في تحديد هويته لم أعد قادرا على الخروج وشراء رغيف خبز منذ شهرين، فهناك شخص آخر عليه الخروج وإحضار الاشياء لي، أشعر أن عمرى خمس سنوات. ولا يتحرك حراسهم مدركون الحالات التي احتجز فيها أجانب لعدة شهور وقسوة معاملتهم وقطع أطرافهم في شريط فيديو للتسريع بعملية دفع الفدية. هربرت جريج المبشر الامريكي الذي اختطف من داغستان في كانون الاول/ديسمبر عام 1998 قطعت أصبعه السبابة ليكون دافعا لاسرته لدفع مبلغ الفدية وقدره 3 ملايين دولار. وقبل يومين من اختطاف جريج عثر على أربعة رؤوس مفصولة لمهندسى اتصالات أربعة مخطوفين وهم من بريطانيا ونيوزيلندا موضوعة في قطع من القماش على طريق مؤدية إلى جروزني يعتقد أنهم أعدموا لان خاطفيهم أسروهم كجواسيس.