قال الرئيس الأمريكي جورج بوش ان القوات الأمريكية لن تغادر العراق قبل إنهاء مهامها. كما أكد وزير دفاعه دونالد رامسفيلد أن القوات الأمريكية لن تنسحب في يونيو القادم وهو موعد تشكيل حكومة وطنية عراقية. جاء ذلك في وقت أكد فيه وزير خارجية العراق المكلف من مجلس الحكم هوشيار زيباري أن حكومة عراقية ستتسلم السلطة في موعد أقصاه يونيو القادم. وأعلن الرئيس الأمريكي في مقابلة بثتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أمس الأحد ان الولاياتالمتحدة "لن تغادر العراق قبل الأوان" رغم تكثيف الهجمات على قوات التحالف في هذا البلد. وقال بوش في المقابلة المسجلة التي اجراها الصحافي ديفيد فروست الأربعاء قبل أيام من زيارة لمدة ثلاثة أيام يعتزم الرئيس الأمريكي القيام بها إلى بريطانيا، إن العراقيين بحاجة لان يعرفوا أننا لن نغادر هذا البلد قبل الأوان. لن نسارع إلى الرحيل. وأضاف ذلك لا يعني ان الأمر ليس صعبا. انه صعب بالتأكيد. وتابع ان منفذي الهجمات يريدون زعزعة إرادة العالم الحر، لكن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لن يحيد عن موقفه، سترون، ولا حتى انا أبدا، ولا (رئيس الحكومة الأسبانية) خوسيه ماريا اثنار. وقال بوش انه لا يعلم ما اذا كان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وراء تصاعد العنف لن أفاجأ ان كان يحث على أي نوع من أنواع العنف. ولكني لا أعلم. كل ما أعرفه هو أننا نتعقبه. وقال بوش انه كانت هناك تكهنات بان عائدات النفط ستضرب وحقول النفط ستدمر في الحرب ولكن في حقيقة الأمر فان إنتاج النفط ارتفع إلى 1ر2 أو 2ر2 مليون برميل يوميا لمصلحة الشعب العراقي وهذه نقطة في غاية الأهمية. وأذيعت المقابلة مع بوش أمس الأحد بعد يوم من إعلان مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولاياتالمتحدة تشكيل حكومة انتقالية تتسلم السلطة من قوات الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة بنهاية يونيو . وفي الوقت الذي تصارع فيه قوات الاحتلال من أجل استقرار العراق قال بوش معلقا على الهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية أصفها بأنها محاولة يائسة لاستعادة السلطة يقوم بها اناس كانوا يسيطرون تماما على الحكومة بوسائل مستبدة. إنها ليست أكثر من محاولة للسيطرة على السلطة. وأضاف ان مقاتلين أجانب متورطين في تصاعد العنف وانهم من تنظيم القاعدة أو جماعات تابعة للقاعدة. واستطرد مهمتهم مختلفة.. انهم يريدون إقامة حكومة على غرار حكومة طالبان في العراق أو انهم يرغبون في الثأر لهزيمتهم في أفغانستان. ومضى يقول انهم أسسوا جميعا أرضية مشتركة إلا أن الأمريكيين يستخدمون القوات والمخابرات العراقية (في مطاردة هؤلاء القتلة). ومع تزايد أعداد القتلى والهجمات تضغط واشنطن لانتقال السلطة بشكل أسرع للعراقيين وتخلت الإدارة المدنية الأمريكية في العراق عن إصرارها بعدم تولي حكومة عراقية ذات سيادة السلطة إلا بعد الانتهاء من وضع دستور وإجراء انتخابات. وقال بوش (نعتقد انهم قادرون على ادارة بلادهم). يونيو موعد حكومة السيادة من جانبه وصف وزير الخارجية العراقي، المكلف من قبل مجلس الحكم، هوشيار زيباري قرار نقل السيادة في العراق إلى حكومة انتقالية بأنه قرار وطني عراقي يتفق عليه غالبية أبناء الشعب العراقى. وأعرب زيباري في تصريح إذاعي بث في القاهرة أمس عن أمله في أن يساعد هذا القرار على تعزيز الثقة في المؤسسات العراقية وإعادة الأمن والاستقرار إلى مختلف الأرجاء العراقية مشيرا الى ضرورة تواجد قوات التحالف فى العراق خلال المرحلتين الحالية والانتقالية. وأوضح أنه بموجب قرار مجلس الحكم العراقي فان أمر هذه القوات سيكون بيد الحكومة الانتقالية التي ستتسلم السلطة في موعد أقصاه يونيو من العام القادم. وكان رئيس مجلس الحكم الانتقالي في العراق جلال الطالباني قد أكد أن المجلس قرر تشكيل حكومة انتقالية بحلول شهر يونيو المقبل تتبعها حكومة منتخبة بحلول نهاية عام 2005 بعد وضع الدستور. مصر ترحب وقد رحبت مصر أمس بعزم القوات الأمريكية تسليم السيادة في العراق إلى حكومة عراقية في يونيو القادم. وقال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر في تصريحات للصحفيين إن كل خطوة تقرب ممارسة الشعب العراقي لسيادته كاملة وتقرب يوم انسحاب القوات المحتلة هي خطوة ترحب بها مصر. وأضاف نرجو أن يكون هذا التطور إيذانا بالاسراع بالحركة نحو سيادة العراق وقيام حكومة تمثل الشعب العراقي وتتولى هذه الحكومة أمور العراقيين بنفسها لكي تعيد لهذا الشعب عافيته وسيادته. لكن وزير الخارجية المصري شدد على أن الخطوات التي أعلنت بالامس هي خطوة يجب أن تتلوها خطوات وأن يتم تنفيذها حتى يتحقق الهدف الذي نريد لشعب العراق والذي يريده شعب العراق لنفسه.