ليس كافيا ان يكون هدفك نبيلا لتتخذ هنالك من الوسائل المشروعة وغير المشروعة ما يبلغك اياه.. وليس شرطا انك اذا ذكرت اسم الله عند الذبح فقد حلت ذبيحتك ولو كانت نفس ادمي مثلك له حق الحياة والعيش الكريم.. لقد تعلمنا من ديننا ان الله كرم بني ادم وحرم دماءهم واموالهم واعراضهم الا بحقها, وان رسوله عليه افضل الصلاة والسلام عاهد الكفار والمشركين فاوفى بمواثيقهم, وعاملهم فكان اصدق المتعاملين وازكاهم, وتعلمنا من ديننا كيف نخفض جناحنا للمؤمنين, وعرفنا من تعاليمه حرمة النفس المؤمنة وبشاعة الافساد في الارض وعاقبة المجرمين.. فماذا تنقم منا هذه الفئة الخارجة على منهج الراشدين وطريقة الصالحين؟؟ ان من يسفك دماء الناس سواء من المسلمين او المقيمين ويزعزع امنهم وينشر الفوضى بينهم وان سمى عمله جهادا او اصلاحا - فهو كمن يصلي الى غير القبلة, واستشهاده على هذا النحو انتحار مأزور لا مأجور, وهو كمن قال الله فيهم: (واذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون * الا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون), وانني لا استبعد ابدا ان وراء هذا الفكر المنحرف الذي بدأت تتكشف اثاره فيما حدث من تفجير واعمال ارهابية خطيرة ايدا خفية وجهات متربصة بامتنا ومقدراتها وكيانها, ولاشك ان مقاومة هذا الفكر الدخيل لن تتم الا بدعم المنهج المعتدل وتعزيز انتشاره عبر مختلف قنوات التوجيه والتأثير. مصيبة كبرى, وفاجعة عظمى ان نرى من بيننا نحن المسلمين وفي بلاد تحكم كتاب الله وسنة نبيه عليه افضل الصلاة واتم التسليم من ينتهج اسلوبا غوغائيا في التعبير عن افكاره وطروحاته, بل ويحاول فرضها على الاخرين باسلوب ارعن لايقره دين او عرف فضلا عن دين الاسلام الذي جاء رحمة للعالمين, ففي هذا المنهج الخطير ارتكاب لكبائر وموبقات كثيرة منها: ازهاق الانفس المعصومة والله يقول: (من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس اوفساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا), ومن ذلك الخروج عن طاعة ولي الامر واعظم بها من فتنة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيها: (من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولاحجة له, ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) وكذلك زعزعة الأمن الذي به تقوم حياة الناس وبانعدامه يحل الدمار والفوضى واستباحة بيضة المسلمين من قبل الاعداء. انها دعوة الى عودة الرشد والصواب, وامتثال الصراط السوي ومنهج المؤمنين, فاذا كان ارتكاب الخطأ سيئا فان الاستمرار باقترافه ومنادمته اسوأ منه, واذا كان التفريط في الواجبات مذموما فان الافراط والتنطع والغلو في دين الله لايقل مذمة وقبحا, وان ابتلى بعض الناس بالشهوات فغيرهم قد يبتلى بالشبهات, وهي وربي من الرزايا والمهلكات التي لايدور في فلكها الا من اعمى الله بصيرته وخبا نور الايمان في قلبه. اسأل الله ان يهدي ضال المسلمين, وان يحمي بلادنا من كل عابث او حاقد مبين, والحمد لله رب العالمين. * ادارة التربية والتعليم بمحافظة الزلفي