كما نقول ونشاهد عناصر الإرهاب بدأت بالتخبط والترنح بممارسة الإفلاس والتعرض للأبرياء في الأماكن العامة، وكأنهم يحرقون أوراقهم الأخيرة ويدفعون بها في ساحات الإرهاب وميادين الذل والاعتداء دون وازع من ضمير أو خوف من الله، فحادث الأحساء الذي ذهب ضحيته خمس أرواح وجرحى، ولحقه من استشهد من رجال الامن في مداهمة المتورطين نحسبهم شهداء والله حسيبهم، كما راح ضحيته المُثل الإنسانية واستباحة الدم المسلم وفساد الأخلاق، لقد عبّر الحادث الأليم عن مظاهر لم تكن مطروقة من العبث والسفه لأساليب فاضحة للعجز وضيق الأفق وهو ما يبشر بزوال وانهزام عناصر الإرهاب وممارسي الجناية على أنفسهم أولاً وعلى دينهم ومجتمعهم، كما يعبر عما يُعايشونه من ضيق ومحاصرة لهم من حراس الأمن ورجاله. إن اولئك المتورطين في الحادث من أصحاب السوابق والاصرار على اعتناق الفكر الضال الذي يقود إلى العبث والاستهتار بمبادئ العقيدة والإنسانية التي كرمها الله ووصف من قتل النفس التي حرم الله كأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، يعتقدون أنهم على الحق مستقيمون وأن ما يقومون به سيعود عليهم بفلاح الدنيا والأخرى، ومهما تكن منطلقاتهم ونواياهم، أفعالهم لا يقرها عقل ولا دين وإذا هم تورطوا بشر أعمالهم يبقى أن يدرك من يتعاطف أو يؤيد فعلهم أنه على ضلال بشهادة العلماء الذين شخصوا الموقف بماجاء في كتاب الله وسنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام وهو المنهج الحق الذي يهدي إلى الطريق المستقيم بعيداً عن دواعي الضلال والانحراف الفكري والعقدي الذي بلي المجتمع به وعززه وغذاه دعاة الفساد والأطماع الخارجية. ولا يستبعد أن مِن ورائه من يريد الفتنة والإخلال بأمن البلاد وإثارة الفوضى وهذا أسلوب يمارسه الأعداء والمأجورون ومن وراءهم من الصهيونية العالمية في ساحة البلاد العربية والإسلامية، من هذا المنطلق أصبح على أفراد مجتمعنا أن يعوا مايدور داخله وحوله، وقد أحسن فضيلة الشيخ صالح بن حميد في خطبته الجمعة الماضية في بيت الله الحرام فأجاد وأفاد وتكلم بحرقة الغيور على دينه وأمته وبلاده، فحبذا أن تصل هذه الخطبة إلى أبنائنا في المدارس وشبابنا في الجامعات لتحيي فيهم روح المواطنة. حمى الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وحفظ قيادتنا الرشيدة وجعلها ذخراً للإسلام والمسلمين.