هناك عدة اسباب لارتفاع درجة الحرارة يجب ان تكون الاسرة على اطلاع عليها ومستعدة لها في حال اصيب بها احد افراد العائلة. ان لارتفاع الحرارة مسببات بديهية نذكر منها: الفيروسات المسؤولة عن التهابات البلعوم والحنجرة والانفلونزا مثلا. الجراثيم وتكون مسؤولة عن التهاب القصبات الهوائية والمجاري البولية والامعاء والبول. قد تكون الجراثيم مسؤولة ايضا عن التهابات اكثر خطرا كالسل والحمى التيفية والتقيحات والخراجات المصحوبة بحرارة مرتفعة. فعندما تصل بعض السموم الجرثومية الحمية الى المنظم الحراري الخاص بمثبت الحرارة الواقع في منطقة الوطاء, ترتفع درجة الحرارة اكثر من المستوى الطبيعي, ويتأثر الفص الخلفي من منطقة الوطاء ويؤدي الى انقباض شديد في الاوعية الدموية. عندئذ يشعر المريض بالبرد والارتعاش بعد هذا الخلل الناتج عن الجراثيم ويستعيد منظم الحرارة عمله من جديد ويقوم القسم الامامي منه بتوسيع اوعية الجلد الدموية وتظهر الحمى. ويمكننا تحديد نوع المرض استنادا الى نوع الحرارة, فالحمى المتقطعة مثلا تدلنا على داء هدجكن(التهاب الغدد اللمفاوية السرطاني) او على داء الحمى الشرق الاوسطية, والارتفاع الحراري التدريجي يدلنا على الحمى التيفية, كما يجعلنا الارتفاع الحراري المفاجئ نشتبه في الذبحة الصدرية او التهاب البلعوم المرتبط بالحمى القرمزية ويمكن لهذا الارتفاع الفجائي ان يكون دليلا على الزكام والنزلة الوافدة او التهاب الرئة او ربما التهاب السحايا. ونلاحظ في حال ضربة الشمس عندما تطغى حرارة الجو المرتفعة على المركز الدماغي المنظم للحرارة فتشل عمله مؤقتا تحصل حال من الفوضى الداخلية في النظام الحراري المذكور فيكتسب الوجه احمرارا من جراء التمدد الوريدي ويسخن الجلد وترتفع حرارة الدماغ ويحصل الاختلاج لدى الاطفال (convulston) بينما يحصل الارتعاش والهذيان لدى البالغين, ويصحب ذلك الجفاف وهو العامل الاهم لتبدل الحرارة, نلاحظ ايضا ارتفاعا في الاحتراقات الخلوية الناتجة عن زيادة افراز هرموناتها. كما تكون الاصابة ببعض امراض الجهاز العصبي (كالتهاب الدماغ والاورام) سببا في حدوث الحمى عندما تصل هذه الاصابة الى الوطاء, اما الحرارة الطويلة الامد فقد تكون احيانا صعبة التشخيص. في هذه الحال يعتمد على الفحص السريري الدقيق والفحوصات المخبرية المتعددة كدلالة على مرض فمجي او داء طفيلي او مرض دموي او سرطان او اصابة عذية او عصبية او وعائية. والآن كيف نتصرف حيال ارتفاع الحرارة؟ ترافق الحمى علامات سريرية عدة كأن يظهر على المريض المكمل وارتفاع حرارة الجلد وسرعة في التنفس (كمساهمة من الرئتين في تعديل الحرارة الداخلية بادخال الهواء المنعش الى الجسم) وتسارع في ضربات القلب (لتعويض الاطراف عن التقلص الحاصل في الاوعية الدموية المحيطية). وينصح الاطباء بالآتي: 1- الراحة كخطوة اولى. 2- الاكثار من شرب السوائل. 3- مراقبة نظام التغذية في حال ظهور بعض الاضطرابات الهضمية كالاسهل والقياء. 4- استعمال مخفضات الحرارة تحت اشراف الطبيب. 5- اعتماد الحمام الفاتر على ان تتراوح درجته بين 36 و38 درجة مئوية مدة 6 دقائق. 6- استعمال كمادات الثلج. @@ اخصائية الاطفال د. منال محمد عمرو