أكد الدكتور محمد بن أحمد مظفر الاستشاري ورئيس قسم أمراض الروماتيزم لدى الأطفال في مدينة الملك فهد الطبية، ان الامراض الروماتزمية من الامراض الشائعة عند الاطفال التي تنتج من خلل في الجهاز المناعي عند المريض، نافياً ان تكون من الامراض النادرة. واوضح مظفر ان الامراض الروماتزمية التي تصيب الاطفال هي التهاب المفاصل الروماتزمي الصبياني (وتنقسم الى ثلاثة انواع رئيسية بحسب عدد المفاصل الملتهبة والاعراض العامة، التهاب الفقرات الروماتزمي الرثياني، التهاب الروماتيزم الصدفي عند الاطفال، مرض الذئبة الحمراء عند الاطفال، التهاب الأوعية الدموية، الحمى الرثاوية (الروماتزمية) الحادة، التهاب المفصل التفاعلي. وأضاف:" تختلف نسبة انتشار الامراض الروماتزمية من مرض لآخر فمثلاً يؤثر مرض ستلز المفصلي ومرض الذئبة على واحد من كل 1000 طفل كندي تحت سن 16 سنة - حسب إحصائية كندية - وتصيب الأمراض كل من الذكور والإناث، اما حمى الروماتيزمية الحادة التي تسبب تلف في صمامات القلب فهي واسعة الانتشار في الدول النامية، بينما يصاب واحد من كل ثلاثة اطفال في المملكة ممن لديهم التهاب الحلق او اللوزتين بحمى روماتيزم القلب. وأكد استشاري أمراض الروماتيزم، أن السبب الدقيق لمرض الروماتزم عند الأطفال غير واضح، ولا يوجد علاج يقضي عليها بشكل نهائي، وان الابحاث العلمية والتجارب الحديثة توصلت إلى علاجات تحد من شدة المرض وتعمل على التقليل من حدته وتجنب المضاعفات على المدى الطويل وتجعل الإنسان يمارس حياته بشكل طبيعي، مدللاً بأن الأبحاث العلمية أوضحت ان جهاز المناعة الذي يحمي الجسم من الجراثيم مثل الفيروسات والبكتيريا، يصاب بخلل في عمله فينتج الجسم مواد تسمى الأجسام المضادة التي تهاجم الأنسجة السليمة في الأجزاء المختلفة من الجسم بدلاً من ان تهاجم الجراثيم، بعدها تكون هذه الأنسجة ملتهبة نتيجة لهذا الخلل، إضافة إلى ان الاجسام المضادة يمكن ان تصيب أماكن مختلفة وتحدث فيها التهابات في الجلد، العضلات، المفاصل، القلب، الرئتين، الكلى، الأوعية الدموية والجهاز العصبي. وقال الدكتور مظفر ان اغلب الامراض الروماتزمية تسبب آلام وتصلب وتورم في واحد أو أكثر من المفاصل، لافتاً إلى أن مدة التهاب المفاصل تستمر لفترة زمنية تزيد عن ستة اسابيع، ويمكن التعرف عليها عن طريق الاعراض التي يشتكي منها الطفل كالألم عند استخدام اليد او الذراع او التورم في مفصل مع وجود طفح في الجلد وارتفاع في درجة الحرارة، او عن طريق الفحص السريري للمريض ولابد من مساعدة التحاليل المخبرية لكي يتم التوصل إلى التشخيص السليم.