استقبلت ايطاليا التي لا تزال تحت وطأة الصدمة نتيجة اعتداء الناصرية الذي قتل فيه 18 من عسكرييها في جنوبالعراق، مساء امس الجرحى الذين سقطوا في العملية الانتحارية، فيما بدأت التحضيرات لمراسم تشييع القتلى الثلاثاء المقبل. ونقلت طائرة عسكرية من طراز سي 130 20 جريحا، بينهم 12 دركيا ودركية واحدة وستة عسكريين ومدني، الى مطار تشامبينو العسكري في روما وكان على متن الطائرة ايضا قائد الدرك الايطالي غيدو بيليني الذي توجه الى العراق لمرافقة الجرحى وتم نقل تسعة جرحى كانوا على حمالات الى سيارات اسعاف، بينما صعد الجرحى الآخرون القادرون على السير في باص صغير واقتيدوا جميعهم الى مستشفى في روما يرافقهم افراد عائلاتهم الذين كانوا ينتظرونهم على المدرج. وستصل نعوش الضحايا الموجودة حاليا في كنيسة في الناصرية، اليوم الى المطار نفسه وستجري مراسم التشييع الوطنية الثلاثاء القادم في باحة كاتدرائية بولس، احدى اكبر الكنائس في روما بعد كاتدرائية بطرس، او في كنيسة يوحنا لاتران التي يمكن لباحتها ان تستقبل مئات الاف الاشخاص. وسيسجى القتلى اعتبارا من الاثنين القادم في كنيسة في فيتوريانو حيث نصب الجندي المجهول في وسط روما . واختصر الرئيس الايطالي كارلو تشامبي زيارته الى الولاياتالمتحدة ليعود قبل يوم من الموعد المقرر الى ايطاليا ليشارك في مراسم التشييع وتم تقديم موعد لقائه مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي كان مقررا الثلاثاء الى الاثنين . ويجد يوم الحداد الوطني الذي اعلن الثلاثاء صدى واسعا في البلاد، نتيجة عمق الصدمة التي يشعر بها الايطاليون بعد الخسارة البشرية الاكبر التي تعرضوا لها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ودعت النقابات الكبرى الثلاث الى التوقف عن العمل لمدة عشر دقائق الثلاثاء، في حين سيقفل التجار ابواب محلاتهم او يضعون علامة حداد على واجهات المحلات في روما، ستحمل الحافلات والقطارات ايضا علامة ترمز الى الحداد. وسيتم التقيد بدقيقة صمت في كل المدارس في بداية الاحتفال الديني الذي سيتم بثه مباشرة عبر التلفزيون وفي المساء، سيغرق الكوليسيوم، احد المراكز الاثرية الاكثر استقطابا للزوار في ايطاليا والذي يكون مضاء عادة، في الظلام. وادت العملية الانتحارية التي استهدفت الاربعاء الماضي المقر العام للقوة الايطالية في الناصرية الى مقتل 27 شخصا هم 18 ايطاليا وتسعة عراقيين. كما ادى الى اصابة 84 شخصا بجروح بينهم 18 دركيا واربعة عسكريين ايطاليين وادخل احد العسكريين الجرحى الى مستشفى في الكويت وهو في غيبوبة تامة، وقد اعلن موته الدماغي. ونشرت صحيفة لا ريبوبليكا الجمعة استطلاعا للرأي نفذ في اليومين اللذين تليا الاعتداء وجاء فيه ان غالبية بسيطة من الايطاليين (9ر50%) مؤيدة لبقاء الوجود العسكري الايطالي في العراق بعد عملية الناصرية. فيما يعتبر 8،44% ان على ايطاليا ان تستدعي قوتها وترى غالبية كبيرة (9ر68%) ان مهمة البعثة الايطالية في العراق ذات بعد انساني. من جهة اخرى اعلنت القوات الايطالية في العراق انها تستعد للبحث في مياه نهر الفرات عن جثث ضحايا محتملين بعد العملية الانتحارية. وكانت قوات الدرك قد طوقت ضفاف النهر في مكان الاعتداء وجهزت معدات للغطس بحثا عن مفقودين محتملين او بقايا بشرية في النهر ورفض المتحدث الايطالي القول ما اذا كان هناك مفقودون منذ الاعتداء، من عراقيين او ايطاليين.