هز تفجير مدو مدينة الناصرية في جنوبالعراق صباح أمس فاستيقظت على إثره ايطاليا مفجوعة بسقوط 18 عسكريا من قواتها، فتصبح أكبر خسارة يمنى بها جيشها منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها في عام 1945.وقبل ذلك قال وزير الدفاع انطونيو مارتينو امام مجلس النواب الايطالي عصر أمس ان القتلى الايطاليين هم 11 من الدرك (الشرطة العسكرية) واربعة جنود من الجيش واثنان من المدنيين. واضاف ان عشرين ايطاليا على الاقل اصيبوا بينهم 15 من الدرك واربعة من العسكريين، احدهم بحالة الخطر، ومدني. كما أعلن الناطق العسكري الايطالي جيانفرانكو سكالاس الحصيلة للصحافيين في الناصرية. ويوجد نحو 2300 جندي ايطالي في جنوبالعراق.. كثير منهم يتمركزون في الناصرية التي كانت هادئة نسبيا منذ الحرب. والايطاليون ضمن قوة متعددة الجنسيات بقيادة بريطانيا مسؤولة عن الامن في جنوبالعراق. وقال مدير مستشفى الناصرية العام ان الانفجار اسفر عن مقتل ثمانية عراقيين واصابة اكثر من ثمانين. وقال متحدث باسم الوزارة ان اكبر عدد من القتلى سجل في صفوف الجيش الايطالي بعد الحرب العالمية الثانية كان عام 1961 عندما قتل 13 طيارا ايطاليا على ايدي جنود كونجوليين في بعثة لحفظ السلام في كيندو بالكونجو خلال الحرب الاهلية. وذكرت التقارير الواردة من الناصرية (380 كلم جنوب شرق بغداد) أن الهجوم نفذ بواسطة شاحنة صهريج مفخخة اقتحمت القاعدة العسكرية الايطالية في الناصرية، وفق ما اعلن ضابط في الشرطة العراقية لفرانس برس. وقال ان شخصين على متن شاحنة صهريج قاما بعملية تفجيرها وهما فيها. واضاف: فتح احدهما النار على الحراس عند احد المراكز الثلاثة التابعة للجيش الايطالي في الناصرية بينما كان الثاني يقود الشاحنة. وقال: حصل الانفجار عند المدخل وادى الى تدمير 70% من المبنى المؤلف من ثلاث طبقات، مشيرا الى ان غالبية العراقيين القتلى من المارة. وأوضح أنه تم اعتقال شخص قبل اسبوعين في الناصرية وسلم الى الامريكيين في بغداد. والاسبوع الماضي اعتقل ايضا ضابط من الجيش العراقي السابق مقرب من علي حسن المجيد، ابن عم صدام حسين، فيما كان يختبىء في احد المنازل. ورأى مارتينو ان الهجوم الدامي من تخطيط وتنفيذ فدائيي صدام حسين. واعتبر سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي ان بلاده لن يروعها هذا الهجوم ولن يثنيها عن رغبتها في مساعدة العراق على النهوض مرة ثانية. وعبر الرئيس الايطالي كارلو ازيليو شيامبي عن مواساته لأسر الضحايا. ومن المقرر ان يلتقي شيامبي مع الرئيس الامريكي جورج بوش في واشنطن يوم غد الجمعة وعبر عن التزامه بأن تكون ايطاليا قوية ومتحدة رغم الهجوم على جنودها. وأشاد بوش بعزم برلوسكوني على عدم التراجع امام الارهاب، إثر هجوم الناصرية. وقال خلال حفل تكريم للامين العام للحلف الاطلسي جورج روبرتسون بمناسبة انتهاء مهامه: نثمن زعامة رئيس الحكومة برلوسكوني الذي يرفض التراجع امام الارهاب. ومساء أمس كشف مسؤولو مستشفى وسكان في بلدة الفلوجة ان القوات الامريكية فتحت النار على شاحنة عائدة من مزرعة دجاج قرب البلدة المضطربة فقتلت خمسة عراقيين وجرحت ثلاثة ليل الثلاثاء الأربعاء. وقال متحدث عسكري امريكي في البلدة التي تشكل أحد ثلاثي المقاومة في وسط العراق ان القوات الامريكية اطلقت النار وقتلت خمسة مما وصفه بالمتشددين الاعداء، بعد تعرضها الى هجوم على مشارف الفلوجة ليل الثلاثاء الأربعاء. ولم يشر الى ما اذا كانوا هم نفس الخمسة العائدين من المزرعة. وقال اقارب القتلى ان الشاحنة تعرضت لاطلاق نار قرب احدى نقاط التفتيش في حين قال مسؤولون في المستشفى ان خمس جثث نقلت الى المستشفى وبها اصابات اعيرة نارية. وبعد واقعة القتل تدفق عشرات من اقارب القتلى وآخرين على المستشفى التي نقل اليها الضحايا في الفلوجة على بعد 50 كيلو مترا غربي بغداد. وصرح احد المحتشدين واسمه محمد عابد فياض قائلا: لا خير وراء قوات الاحتلال انها تهاجم الابرياء والاطفال، دماء الضحايا لن تذهب سدى. وكثيرا ما يغضب العراقيون من القوات الأمريكية لأنها تتسرع في اطلاق النار مما أدى الى مقتل مئات العراقيين. ويقول الجيش الامريكي انه لا يقوم باحصاء عدد الضحايا المدنيين. كما ذكر تليفزيون الجزيرة القطري مساء أمس أن القوات الامريكية أطلقت النار بطريق الخطأ على سيارة محمد بحر العلوم أحد الزعماء العراقيين في جنوب البلاد، لكنه لم يصب ولا أي من مرافقيه. وقدمت القوات الامريكية اعتذارا عن الحادث. مقر الدرك (الشرطة العسكرية الايطالية) في الناصرية عقب التفجير