على وجه الارض وفي كل بقعة اسلامية لايام وليالي رمضان مذاق خاص لايشعر بحلاوته الا المسلم.. وفي تركيا يطلقون على شهر رمضان سلطان الشهور فبقدومه تطل من العيون الفرحة وتتوهج التبريكات وترتفع الايادي بالدعاء.. فقد حل شهر الخير والبركات. ويبدأ الصوم حسب التقويم الهجري المعترف به.. ومع حلوله تضاء القباب والمآذن وينطلق الصبية يرددون الاغنيات الرمضانية ويتزاور الاهل والجيران ويتبادلون التهاني ويعلنون عن موعد الافطار واذان المغرب من خلال اضاءة قباب المساجد ومآذنها لتعلن نهاية يوم من ايام الصيام والدعوة للفطور. محمد مرسي قراشاي احد الاتراك المسلمين والذي يقطن بالاحساء هو وعائلته وهو مدير احد المطاعم الكبرى بالاحساء. يحتل شهر رمضان المبارك مكانة عظيمة وخصوصية مميزة في قلوب الاتراك الذين يجدون فيه فرصة لمراجعة النفس ومحاسبتها وتنقيتها من شوائب العام. ازدحام شديد في المساجد مضيفا ان شراء المواد الغذائية يتضاعف حيث تكون مائدة رمضان عامرة والضيوف تقريبا كل يوم ومن اهم عادات رمضان وخاصة في القرى اقامةموائد الافطار على نفقة احد رجال القرية.. ايضا تزداد المساعدات لمقار رعاية المسنين واليتامى.. وترسل المؤن الغذائية من ارز وسكر ولحوم وخضروات لى هذه المقار طوال الشهر الكريم كذلك تضاء الاماكن الدينية والمساجد بالاضواء الملونة كما يحرص الصائمون على اداء الصلوات في المساجد بالاضواء الملونة كما يحرص الصائمون على اداء الصلوات في المساجد طوال الشهر حيث يكون الزحام على اشده حتى ان الشوارع الرئيسية تغلق امام حركة المرور وربما يكون ذلك مشهورا في اغلب البلاد الاسلامية الا انه في تركيا ملفت للنظر امام كل زائر لتركيا. ويستكمل حديثه قائلا: نحن نستعد لشهر رمضان الكريم منذ بداية الاشهر الحرم حيث نصوم ايامه متفرقة دون تحديد وهي سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ايضا تقام الاحتفالات بعد صلاة العشاء فتقدم الخطب الدينية وقصائد مدح النبي صلى الله عليه وسلم وتحرص المرأة التركية على ارتداء الزي المحتشم فتضع غطاء على رأسها في هذه الاشهر وحين يأتي شهر رمضان بكل ماله من جلال وقدسية تسكن القلوب والنفوس وتكون ايامه فرصة رائعة تتوطد فيها اواصر القربى ونعيش جميعا اياما طيبة اكثر نقاء وشفافية. ومن اهم مظاهر شهر رمضان ايضا جمع شمل الاسرة حول الاطباق التركية التقليدية وحيث لاتخلو المائدة من الضيوف من الاهل والاصدقاء.. ويكون رمضان فرصة لتذكر الفقراء والمحتاجين حيث تعد موائد الطعام وترسل الى بيوتهم واي الجمعيات الخيرية. وعن اشهر وجبات رمضان يقول لاتخلو اي مائدة رمضانية من ثلاثة اشياء هي: التمر والزيتون والتين نبدأ بها الافطار ثم نصلي المغرب ونعود لتناول المشروبات التركية لنعوض مافقدناه خلال ساعات الصيام واشهر المشروبات التركية مانسميه (فران ديبه) وهو حمص حلو الى جانب مشروبات اخرى تعد من الحليب وشراب اللوز.. وعصائر الفواكه الطازجة والزبيب والفستق مع الحليب وهناك من الوجبات السريعة (صدور الدجاج).. حيث تقطع الى شرائح رفيعه وتشوى وبعدها نصلي التراويح ثم نتناول الوجبة الشركس و(الضلمة) محشو ورق العنب المخلوط بالارز والزيتون... اما الحلوى فاشهرها البقلاوة وعش العصفور او عشر الغراب. في السعودية نتزاور وعن ايام وليالي رمضان بعيدا عن ارض الوطن يقول بولان رشيد توم قايا ليس هناك اي اختلاف فنحن في بلد مسلم له تقاليده وعاداته الرمضانية وطالما كنا بعيدا عن الوطن فنحن نستعيد ذكرياتنا في الشهر الكريم التي عشناها في بلادنا وبالنسبة لعادتنا الرمضانية هنا نظل نتزاور ونلتقي مع ابناء الجالية وايضا نتزاور ونتبادل الحلوى الرمضانية مع بعض الجاليات الاخرى. خير ختام لافضل الشهور وعن استعدادات العيد في تركيا يقول في العشرة الاخيرة من رمضان يكون هناك تكثيف للعبادات واداء الفرائض ايضا نجهز الحلوى التي نتبادلها مع الاقارب والاصدقاء كما نقدمها للضيوف ونطلق على عيد الفطر المبارك (عيد الشكر) ايضا نشتري الملابس الجديدة والهدايا للاطفال ويحرص الاتراك على ارتداء ملابس جديدة في اول ايام العيد لتكون ايام العيد خير ختام لافضل شهور العام. تميز في قباب المساجد ميربان سليمان قوشا فيقول ان المساجد في تركيا لها طابع خاص وفريد ومميز بفنونها وزخارفها الاسلامية ومعظم الدول الاسلامية تستمد تصاميم مساجدها من الفنون الاسلامية التركية وهناك الطراز الكلاسيكي والمعمار الحديث واهم مايميز المساجد التركية القباب فكل مسجد مكون من قبة وسطى رئيسية كبيرة تحيط بها قباب صغيرة تتعدد حسب حجم المسجد. ويصل عدد المساجد في تركيا الى 65 الف مسجد ويتم بناء 1500 مسجد سنويا تقريبا بالجهود الذاتية من سكان كل منطقة وفي الشهر الكريم تضاء هذه المساجد بالمصابيح لتحيل ليل رمضان إلى نهار يعج بالبهجة والفرح واشهر المساجد واكبرها مسجد السلطان احمد ومسجد اياصوفيا ومسجد السليمانية والجامع الازرق ومسجد مراد باشا وغيرها من المساجد التي عرفتها تركيا منذ دخولها الاسلام في عام 1435م وحيث يصل تعداد المسلمين الى نحو 99% من مجموع السكان البالغ عددهم 57 مليونا.