يعد جامع السلطان أحمد أو الجامع الأزرق أحد أكبر الجوامع الكبيرة في العاصمة التركية إسطنبول وهو إلى جانب تاريخ تشييده القديم الذي يمتد إلى أكثر من 400 عام تعلوه ست مآذن ضخمة وله سور مرتفع يحيط به من ثلاث جهات، وفي السور خمسة أبواب ثلاثة منها تؤدي إلى صحن المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة. ويتكون صحن الجامع من فناء كبير وتتوسطه مضأة سداسية محمولة على ستة أعمدة وأكبر الأبواب التي تؤدي إلى الصحن يظهر فيه التأثر بالفن الفارسي. داخل المسجد جاء على شكل مستطيل وتتوسطه قبة كبيرة يحفها أربعة أنصاف قبة؛ كما أن كل ركن من أركان المسجد مغطى بقبب صغيرة بها عدد كبير من النوافذ المنفذة للضوء.. وفي شهر رمضان تضاء مآذن الجوامع والمساجد بالألوان ويكتب عليها عبارات ترحيبية بقدوم الشهر المبارك. ويحظى جامع السلطان أحمد بمكانة خاصة في قلوب الأتراك خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث تتواجد العوائل التركية في الساحات المحيطة بالجامع قبل موعد الإفطار بنحو ساعة لاستغلال الوقت في قراءة القرآن الكريم والدعاء وذكر الله إلى أن يرفع الجامع أذان صلاة المغرب وتشرع أفراد العائلة بالإفطار على مائدة تتصدره التمر والخبز التركي المستدير وكرات الكفتة وطبق الشوربة الساخنة التي تناسب الأجواء الباردة ليلاً. وفي جنبات الجامع يتجول عدد من الباعة على عربات متنقلة لبيع الوجبات الشعبية الخفيفة والحلويات الرمضانية التي تشتهر بها تركيا وفي مقدمتها الجلاّش والبقلاوة والتي يقبل عليها الأتراك بكثرة في هذا الشهر فيما تزدحم الدكاكين المحيطة بالجامع بالمتسوقين بعد صلاة التراويح لشراء الملابس والكماليات ولصلاة التراويح احترام كبير عند الأتراك إذ يحرص الآباء والأمهات على أدائها مصطحبين معهم أبناءهم وأطفالهم في أجواء روحانية.