ان استدعاء الذاكرة لتسهم في صياغة الشخصية الفردية ومحاولة استنطاق الاحداث وفهمها بما يشكل دعامة قوية لبناء مستقبل ناجح وحتى حاضر اكثر تماسكا كان ولازال رافدا اساسيا من روافد مسيرة التقدم للبشر على مر العصور. فلا التشبث بالتاريخ ولا تمجيد الاشخاص الناجحين والاحتفاء بهم حتى بعد موتهم كان لشخصهم ومحاولة لاجترار الماضي او ان نكون مرتهنين لاحداث الماضي التليد تحديدا ولا عبادة للاشخاص او المغالاة في الارتباط بهم بقدر ماهو محاولة لتواصل مع افكار سامية واحداث ربما تشكل اسقاطات حضارية للنهوض بأوضاعنا اذ لا تتقطع التجارب البشرية عن بعضها لانها تلامس الواقع بكل ابعاده مهما اختلفت الازمان واشكال التحديات ففي مضمونها يبقى الانسان ومصيره محورا لها. لذلك فنحن عندما نحيي مناسبة ما لشخص ا و لحدث لا نحيي ذلك الشخص وهذا الحدث بقدر ما نحيي الفكرة والخط والمنهج الذي يمكن بل من الاكيد انه يسهم بصياغة مناخ وظروف لاوضاع اكثر ايجابية في مواجهة التحديثات الحياتية والمصيرية. ==1== ان كان همك من سراجك ضوؤه==0== ==0==فدع السؤال (فكل) زيت يوقد==2== كما قال محمد السياب: فالموروث الثقافي والحضاري على حد السوء وتلك التراكمات من تجارب الامم والافراد هي المعين والسراج الذي يمكن ان يضيء لنا السبيل.. ليس هذا فقط الا يقولون في المثل الشعبي من جاور السعيد يسعد فمن استقرأ الامجاد حفزته لارتقاء سلم المجد ومن قرأ فكرا ساميا تسامى به ومن احيا ذكرى شخصية كبيرة فانه يعتبرها نموذجا وقدوة ولهذا تحيي الامم ذكرى عظمائها، فكما اننا لا يمكن ان نتعلم الا من خلال تجاربنا الشخصية مع الحياة فاننا كذلك لا يمكن ان نصوغ آلية لتلك الحياة الا من خلال استلهام تجارب الآخرين وعطاءتهم الفكرية والقيمية فضلا عن ماهية هؤلاء الاشخاص وكيف اثروا في التجربة الانسانية واعطوها زخما من اشعاعات النور لتضيء كل الازمنة ماضيا وحاضرا ومستقبلا ليس لانهم خارقون للعادة بل لانها سنة الله التي لن تجد لها تبديلا ولا عنها تحويلا فما ينفع الناس يمكث في الارض واما الزبد فيذهب جفاء. @@ هند المحيسن