ثالثا: ألست معي أيها الصديق (مفتاح) ان الطير شبه (الخرق) حسب وصفه, وصيده, ولحمه, وطريقة طبخه.. هو ما نسميه عندنا (الجرجوح - مفرد جراجيح).. وكلنا في صغرنا اصطدناه (بالسمص) او المحناب واكلنا لحمه اللذيذ, الخفيف على المعدة.. والذي عرفت بطريقتي الخاصة بعد ان كبرت, وطالت ساقاي, انه (طائر السمان).. اعتقادا مني - وفوق كل ذي علم عليم - ان (السلوى) لقدم العهد به قد انقرض مثل (الديناصور). ص (46.47). رابعا: من المعروف ان الباحث حين يقتبس رأيا من كتاب يضعه بين قوسي الاقتباس مع ذكر اسم الكتاب, ورقم الصفحة المقتبس منها الرأي.. والأمر نفسه يحدث لوصيغ الرأي بأسلوب المؤلف.. وانت ايها الصديق وفقت في القليل من ذلك.. لكنك اهملت ارقام الصفحات في مواقع كثيرة يطول الحديث بذكرها.. لكنك لو اعدت مراجعة كتابك لاكتشفت ذلك بنفسك. خامسا: ولكي اؤكد انني قرأت كتابك ليس صفحة, بل سطرا سطرا.. والدليل على ذلك ما لاحظته في صفحة (27).. لقد قلت وأنت في غمرة اندماجك اثناء الكتابة: وارخبيل جزر فرسان (كلما) حاول باحث, او مكتشف ان يتعمق في اكتشاف غموضه, ومجاهيله (كلما) ازداد هذا الغموض.. الخ.. وتكرارك كلمة (كلما) خطأ شائع يقع فيه - مع الأسف الشديد - غالبية الكتاب.. واعترف انني قد نسيت القاعدة, لكنني استشهد بالأسلوب المعجز - القرآن الكريم - الذي لا يأتيه الباطن من بين يديه ولا من خلفه في الآية (كلما دخل عليها ذكريا المحراب وجد عندها زرقا).. سورة آل عمران. سادسا: سألت أيها الصديق (مفتاح) سؤالا مهما يطرح نفسه وهو: هل كانت جزر فرسان خارجة عن السيطرة البرتغالية؟ وكانت اجابتك انه من خلال (الدلائل) التي تشير الى ان هذه الجزيرة قد رفرف عليها (العلم البرتغالي) من واقع عدة احتمالات مقنعة للقارىء لانها رغم انها (احتمالات) الا ان الاحتمالات لا تقوم على (دلائل).. ومعطيات اخرى.. ص (67،68).. لكنك رغم وصفك للدلالات على انها (احتمالات) فاجأتنا بنفيك (الدلائل) التي حشدت لها فكرك, وتفكيرك.. والتي حولتها الى (ظلال من الشك). فبأي رأي نأخذ؟ هل نأخذ بالدلائل.. وهي اوثق.. ام, بظلال من الشك؟ لهذا يظل سؤالك قائما رغم الدلائل المنطقية التي وصفتها (بالاحتمالات) والتي أجتهدت من اجلها فكرك لتصل الى اجابة عن سؤالك رغم انك اشرت باستحياء بعبارة الترجيح (شبه المؤكدة) ان جزر فرسان لم تخضع للبرتغاليين.. ص (69) مع اني كقارىء أميل الى ادلتك الاحتمالية المنطقية التي اضأت بها الطريق امام القارىء لان تلك الاحتمالية لم تأت من فراغ, وانما جاءت نتيجة استقراء لكل الظروف, والمعطيات واخشى ما اخشاه ان تكون العاطفة الاقليمية قد سيطرت عليك لتحول كل ما شحذت به فكرك (المؤرخ) الى استعمالك عبارات التشكيك مثل (ظلال من الشك) و(شبه المؤكدة) مع عدم ايرادك اي أدلة منطقية على هذا (التشكيك)!! سابعا: اشرت في ص (73) الى أسرة (بني عباس).. ومكانتهم.. وممتلكاتهم في فرسان.. وكان يفترض ان تشير في نهاية هذه العبارة.. عبارة اخرى بين قوسين (طالع الوثائق على الصفحات 113, 115, 1, 121, 23, 125, 127التي توثق مكانتهم, وممتلكاتهم في فرسان) لربط عبارتك عن (بني عباس) بالوثائق التي اوردتها في نهاية الكتاب بشكل مفاجىء للقارىء يجعله يتساءل عن اسباب واهمية نشر الوثائق لأنه وارد انه لن يتذكر عبارتك عن (بني عباس) ص (73).. او ان تجعل عبارتك كمقدمة لها تعطيك الحق في نشر تلك الوثائق. ثامنا: وبعض الوثائق كانت في حاجة الى تحليل.. فمثلا الوثيقة الموجهة من الادريسي للشعراوي قال في نهايتها ان موضوع (ابوشبيلي) سوف ينظر فيه بعد العيد, حيث وهذا شهر عبادة - يقصد شهر رمضان - فهل كان هذا الشهر بالنسبة للادريسي الحاكم عطلة رسمية يتفرغ فيها للعبادة, وتأجيل مصالح العباد؟ ام ان موضوع (ابوشبيلي) قضية استثنائية؟ واذا قلنا إنه عطلة رسمية, فهل يعني انها تشمل كل الدوائر والجهات التابعة لحكمه؟ ومثال آخر الوثيقة ص (31) ذكر اسم (جيزان) المدينة, وهذا يؤكد ماذهبت اليه وصديقنا (الرفاعي) وبخاصة ان الوثيقة رسمية صادرة من (صالح ابراهيم بن عبدالله فريدان) الذي كان يتسم منصبا رفيعا, وحساسا هو منصب (وزير المالية) الى جانب انه في الوقت نفسه حاكم لمدينة (جيزان) والموضوع قابل للاطالة, والتحليل.. وبخاصة انها تحمل تاريخ 12 ربيع الآخر 343ه.. اي ان عمرها (81) سنة.. وهذا يعني ان اسمها رسميا, وبالتأكيد على مستوى العامة مدينة (جيزان) لا (جازان) كما يرى استاذنا (العقيلي) يرحمه الله.. لأن تاريخ الوثيقة قبل ان يولد (العقيلي) واستغرب مرور هذه الوثيقة عليك وعلى الصديق (الرفاعي) المعني بهذه القضية.. املا في قراءة هذا الموضوع, والاحتفاظ بصورة الوثيقة/الثبت. تاسعا: تكرر اسم (جزيرة كمران) في اكثر من مكان في الصفحة.. الم يكن في الامكان اعطاء لمحة تاريخية عن اهمية موقعها, وعلاقتها بالحركة التجارية, والاقتصادية لعلاقتها بأهمية تاريخ وجغرافية فرسان, واثرها بالنواحي التجارية والاقتصادية؟ مجرد وجهة نظر!! ثامنا: اعجبت بلفتتك الذكية ص (75) في ابراز حب التجارة لدى اهل فرسان.. وتنقلهم في سبيل ذلك الى دول الخليج.. والهند.. ودول شرق آسيا.. وبعض بلدان اوروبا مثل (بريطانيا.. وفرنسا.. وايطاليا).. واذكر في احدى زياراتي لجزيرة (فرسان) وكنت معي - انني شاهدت صورة (فوتوغرافية) في بيت (الرفاعي) التقطت في فرنسا.. وقد فأتني الاطلاع عليها من الخلف لمعرفة تاريخها, لانها كانت داخل (برواز), ولأدب الضيافة. فهل تستطيع ان تقوم بذلك لعلها تفيدك.. وكنت اتمنى لونقلتها في كتابك!! لكنك رغم هذه الالتفاتة الذكية التي كان يجب ان توثقها بالنص مما قاله كل من (الهمداني, والحموي, وغيرهما). لانك اكتفيت بذكر الاسماء فقط, وهذا ليس كافيا.. بل يجب لأخذ كلامك مأخذ (الحقيقة التاريخية) ان تورد ما قاله (الهمداني, والحموي).. وحين تقول (وغيرهما) وهي كلمة عامة غير محددة تدل على (التعميم) والحقائق التاريخية لا تقوم الا (بالتحديد)!! وبذكرك أسماء الدول الاوروبية التي اشرت اليها في كتابك وهي (بريطانيا.. وفرنسا.. وايطاليا) لم تذكر وسائل الاتصال اللغوية بين الفرسانيين الذين ذهبوا الى تلك البلدان, وبين من يتعاملون معهم.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل اولئك الفرسانيون الذين ذهبوا الى تلك البلدان الاوروبية كانوا يجيدون الحديث, والكتابة بتلك اللغات.. وأين, وكيف تعلموها؟ اذا كان الجواب بالنفي فكيف تمكنوا من التفاهم مع الآخرين؟ وسأحاول من جانبي استنتاج بعض جوانب الاجابة عن هذا السؤال.. وارجو الله ان اكون موفقا في استنتاجاتي: (1) بالنسبة للهند, ودول شرق آسيا فانني اعرف من خلال رحلاتي, ومن خلال بقايا قراءة الذاكر ان عددا من العرب ارتحلوا الى هذه البلدان من اجل التجارة, وبخاصة الحضارمة الذين استقروا, ووفقهم الله لنشر الدين الاسلامي في صفوف سكان هذه البلدان بأساليب حضارية راقية.. تتمثل في المسلك او السلوكيات التي يدعون اليها.. ومنها (الجدال بالحسنى).. والترغيب.. والقدوة الحسنة من خلال تعاملهم بتعاليم, وآداب الاسلام, وتشريعاته الانسانية العادلة كالمآخاة.. والتعاطف.. والتكافل الاجتماعي.. وكانوا في تجارتهم لايرابون, كما هو سائد عندهم, ولا يبخسون الآخرين حقوقهم.. ولا يغشون في تجارتهم.. ويزنون بالقسطاس.. ويتصدقون على الفقراء.. ويواسون الفقراء. لقد فتن عدد كبير من سكان تلك البلدان بأخلاقيات, وسلوكيات, وتعاملات العرب المسلمين, فبدأوا يدخلون الاسلام.. ويتزايدون بمرور الأيام الى حد أصبحوا اليوم يعدون بالملايين. من هذا المنطلق فان اوائل العرب المسلمين الذين ارتحلوا الى الهند ودول شرق آسيا لا تستبعد انهم كانوا وسطاء بين الفرسانيين.. وبين تجار تلك البلدان.. واكرر هنا هذا مجرد استنتاج.. وعليك التوثيق اذا رأيت أهمية لهذه القضية. (2) مازلنا في مجال الاستنتاج نجد اننا نستطيع استغلاله بتحفظ من الناحية الزمانية لكننا يمكن الأخذ به في حدود الزمان الذي نعده قصيرا بل يعد متأخرا قياسا بالفترة الزمانية التي تم فيها اتصال فرسان ببريطانيا.. ومع ذلك مادمنا في دائرة الاستنتاج, فإننا سنفترض ان الفرسانيين باحتكاكهم بسكان وتجار (المعلا, وعدن) ربما استفادوا من اللغة (الانجليزية). (3) نأتي لايطاليا فربما كان لاحتكاك الفرسانيين بسكان وتجار (مصوع, واسمرا) وقد كانتا تحت الاستعمار الايطالي الذي لم ينشر لغته فقط, بل كل ما هو ايطالي هذا الى جانب وجود جالية عربية من الحضارم, واليمنيين. وتبقى (فرنسا) هي الحلقة المفقودة في حلقات سلسلة لغات البلدان الأوروبية التي تعاملت معها جزيرتنا اللؤلؤة, فرسان.. الا ترى ان هذه الناحية يهمك توثيقها, لأنها لفتت اهتمامي!! تاسعا: احمد محمد زيدان ص (76) لم يذكر اسمه في ثنايا الكتاب, مما يعني ألا دورا له مهما في احداث تاريخ فرنسا.. حتى لو كانت تربطه صلة او علاقة بوزير المالية (صالح بن ابراهيم بن عبدالله زيدان) فان هذه الصلة, او العلاقة لا تجعلك تفرد صفحة كاملة لصورته الملونة بالبدلة (الافرنجي) وكان احق بها (محمد عمر شعراوي, او صالح زيدان) لدوريهما الملموسين من خلال الكتاب!! عاشرا: هل نفهم من عبارتك ص (87) التي تعني ان فرسان وجزرها في الفترة التي ذكرتها كانت بعيدة او شبه بعيدة عن التبعية السياسية والادارية لمنطقة جازان!! فهل كانت محمية بريطانية؟ ام مستقلة فيدراليا ام كونفيدراليا؟ ام كانت لها سيادتها المستقلة استقلالا كاملا؟ واذا كان الأخير فما نوع الحكم الذي طبقته سياسيا؟ الحادي عشر: ألا ترى في حديثك عن (عبدالله سهيل) نوعا من التشويش بين (الثقة) التي كان يمنحها له (الادريسي).. ثم فجأة نجده مناوئا فارا الى (عدن)؟ ومع ذلك اعجبت بموقفه الرجولي ص (100)!! فمثله من يكتبون تاريخ مواقف الرجال, ورجال المواقف!! الثاني عشر: ما علاقة نشر الوثائق على الصفحات (103 105, 119, 133, 137, 139, 141) وغيرها بمضامين الكتاب؟ واذا رأيت أهمية نشرها.. أليس من حقنا عليك شرح الهدف تحت كل وثيقة, لاقناع القارىء بأهمية نشرها على صفحات عديدة من الكتاب!! الثالث عشر: قبل انتهائي من قراءة الكتاب التي يبدو أنها طالت - قراءة متعمقة بتأن - كرمال عينيك, وعيني فرسان القاتلتين طرأ على ذهني اقتراح أقدمه لك ليكون مشروعك المقبل امام الجهود التي بذلتها من اجل فرسان.. وهي جهود تجعلك اكبر وابرز علم فيها.. وفي غيابك لا وجود لفرسان!! والاقتراح هو تأليف كتاب بعنوان (من أعلام فرسان) القدامى, والمحدثين, الرجال والنساء.. الشعراء والشاعرات.. وقد اقترحت حرف (من) ليكون الباب مفتوحا للاضافة سواء لك او لمن سيأتي بعدك, بعد عمر طويل ان شاء الله. الرابع عشر: تعريفك لوادي (حيران) غير دقيق, فربطه باسم (حرض) قد يوجد التباسا لدى القارىء لوجود اسم (حرض) بالمنطقة الشرقية.. وكان بودي ان يكون تعريفك لهذا الوادي احد اثنين: إما (حيران.. من أودية اليمن, ويقع جنوب مدينة ميدي) واما (حيران.. احد اودية اليمن.. يقع غرب حرض المواجهة لمركز الطؤل السعودي).. وفوق كل ذي علم عليم!! الخامس عشر: التوصيات, والمقترحات ص (174) التي أعدتها (وكالة الاثار والمتاحف بوزارة المعارف - سابقا - التربية والتعليم - حاليا) هل أخذ بها.. وتم تنفيذها عمليا على الأرض.. ام انها لاتزال حبرا على ورق؟ السادس عشر: خارطة المواقع والمعالم في فرسان (177) خارطة (1).. ألم يكن بوسعك وضع الأسماء على الخارطة مع اسماء الحدود فتقدم خدمة جليلة للقارىء.. وما قيمة نشرها صماء بكماء؟ واخيرا: الصور التي نشرتها في نهاية الكتاب مكتفيا بوضع ارقام متسلسلة تحتها؟؟ ماذا يفهم القارىء منها؟ كان يفترض ان تضع شرحا مفسرا تحت كل صورة.. او وضع بيان في صفحة عليه ارقام الصور.. وبجانب كل رقم شرح الصورة.. نأمل ملاحظة ذلك في الطبعة الثانية مع الأخذ بما تراه يستحق من ملاحظاتنا المتواضعة.. والله الموفق.